Download
قصة الدولتين كمال ابو صالح.pdf
Adobe Acrobat Dokument 9.9 MB
Download
Noor-Book.com تونس الشهيدة.pdf
Adobe Acrobat Dokument 6.8 MB

Download
التحضير لاستقبال منجز ذاكرة الثورة في بي
Adobe Acrobat Dokument 127.1 KB
Download
من_الذي_حرك_قطعة_الجبنة_الخاصة.pdf
Adobe Acrobat Dokument 2.8 MB
Download
التحضير لاستقبال منجز ذاكرة الثورة في بي
Adobe Acrobat Dokument 127.1 KB
Download
التحضير لاستقبال منجز ذاكرة الثورة في بي
Adobe Acrobat Dokument 127.1 KB
Download
الإبداع يلف أجنحة الياسمين على رائحة بار
Adobe Acrobat Dokument 266.8 KB
Download
شكيب ارسلانfile:///C:/Users/agdua/Downloads/37694998.pdf
سورية الشهيدة شكيب ارسلان .pdf
Adobe Acrobat Dokument 5.1 MB
Download
أحداث ما قبل اندلاع الثّورة السّوريّة ال
Adobe Acrobat Dokument 382.1 KB
Download
استحضار الوثائق الأدبية شجن اللحظة التار
Adobe Acrobat Dokument 323.2 KB
Download
19260101_01-الدروز -الدروز -الدروز.pdf
Adobe Acrobat Dokument 5.9 MB
Download
حسين باشا الطراونة اسرا السياسة وسيرته.p
Adobe Acrobat Dokument 236.2 KB

Download
أبو صابرالثائر المنسي مرتين.pdf
Adobe Acrobat Dokument 785.6 KB

Download
24-04-1927-بيان سلطان.pdf
Adobe Acrobat Dokument 9.3 MB
Download
الادب في البرازيل.pdf
Adobe Acrobat Dokument 597.1 KB
Download
الدين والدولة.pdf
Adobe Acrobat Dokument 1.9 MB
Download
الى العملين في القضية الوطنية العربية .p
Adobe Acrobat Dokument 6.8 MB
Download
حملة ابراهيمباشا على سورية .pdf
Adobe Acrobat Dokument 709.3 KB
Download
عيسى عصفور والقائد العام.pdf
Adobe Acrobat Dokument 2.0 MB
Download
19250701_01-الدروز-الدروز -الدروز.pdf
Adobe Acrobat Dokument 6.7 MB
Download
الادب في البرازيل.pdf
Adobe Acrobat Dokument 597.1 KB
Download
الدين والدولة.pdf
Adobe Acrobat Dokument 1.9 MB
Download
تاريخ حوران تقديم د.فندي ابو فخر.pdf
Adobe Acrobat Dokument 842.2 KB
Download
ديوان الأعاصير للشاعر القروي رشيد سليم ا
Adobe Acrobat Dokument 7.0 MB
Download
محمد كرد علي والدروز.pdf
Adobe Acrobat Dokument 383.2 KB
Download
مكتبة نور مذكرات عبد الرحمن الشهبندر عبد
Adobe Acrobat Dokument 7.9 MB
Download
مكتبة نور خطط الشام محمد كرد علي.pdf
Adobe Acrobat Dokument 5.5 MB
Download
من كتاب محمد كرد علي والانتداب الفرني.pd
Adobe Acrobat Dokument 2.7 MB
Download
حوران الدامية حنا ابوراشد.pdf
Adobe Acrobat Dokument 9.0 MB
Download
حملة ابراهيمباشا على سورية .pdf
Adobe Acrobat Dokument 709.3 KB

1... محمد علي الطاهر : "ذكـرى الأميـر شـكيـب أرسـلان" – كتاب ، تاريخ ، سياسة ، نظرة شخصية (eltaher.org)

http://event.sy/news-49538.html

 

Download
Kotobati - حاكم .. جنون ابن الهيثم.pdf
Adobe Acrobat Dokument 4.5 MB

شعراء من بلدي ☆♡☆munir

((((( رجال لا تغيب حتى وإن وراها الثرى )))))

 

* ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎة شاعر الجبلين المرحوم ابو غالب زيد الأطرش ﺑﻔﺘﺮﻩ ﻭﺟﻴﺰﻩ ﻧﻈﻢ ﺑﻴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﺑﻌﺪ ﻭﻗﻮﻓﻪ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﻩ ﻭﺷﻌﻮﺭﻩ ﺑﺪﻧﻮ ﺍﺟﻠﻪ فقال ؛

ﺧﻠﺼﺖ ﺩﻓﺎﺗﺮﻧﺎ ﻭﻃﻮﻳﻨﺎ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ،،،

ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻳﻀﺒﻂ عاﻟﻤﺮﺍﻳﺎ ﺣﺴﺎﺑﻨﺎ

ﻛﻨﺎ ﺍﺫﺍ ﻟﺒﺴﻨﺎ ﻧﺰﻳﻦ هالثياب ،،،

ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺻﺮﻧﺎ نختبي ﺑﺜﻴﺎﺑﻨﺎ

 

* ﺭﺣﻞ المرحوم الشاعر فارس السيف والقلم ؛ ابو غالب زيد الاطرش عن ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﻩ ،،،

* ﻓﺄﻛﻤﻠﻬﺎ عنه الشاعر والأديب الكبير المرحوم ؛

أبو فؤاد عيسى عصفور إبن ( ام الرمان الرمان الابية ) فقال ؛

 

ﺩﺍﺭﺕ ﺭﺣﻰ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻋﻄﺘﻨﺎ ﻗﻔﺎ ،،،

ﻭﺗﺰﻭّﺭﺕ ﻛﻞ الحقايق وضاع الوفا

ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺪﻳﻨﺎ ﺍﻧﻄﻔﺎ ،،،

ﻭﺟﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﻀﺮّﻩ ﻣﻦ ﺃﻋﺰ ﺃﺻﺎﺣﺒﻨﺎ

 

ﻛﻨﺎ ﺑﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻮﻏﻰ ﻣﻀﺮﺏ ﻣﺜﻞ ،،،

ﻣﺎ ﻧﺨﺘﺸﻲﺣﺮﺏ ﺍﻟﺠﺤﺎﻓﻞ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ

 

ﺇﻥ ﺻﺎﺡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺎ ﻋﺰﻭﺗﻲ ﻛﻨﺎ ﺍﻷﻭﻝ ،،،

ﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﺮﺍﻳﺎ ﻣﺰّﻗﺘﻬﺎ ﺣﺮﺍﺑﻨﺎ ؟ !

 

ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻧﺒﻊ " ﺍﻟﻤﺰﺭﻋﻪ " ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎ ،،،

"ﻣﻴﺸﻮ" ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻳﻼﺕ ﺩﻣﺎﺗﻮ ﺍﺳﺘﻘﻰ

 

ﻫﻀﺎﺏ " ﺍﻟﻜﻔﺮ " ﻧﺎﺭ ﻟﻈﺎﻫﺎ ﻣﺤﺮﻗﻪ ،،،

ﻭﻛﻢ ﻣﻌﺘﺪﻱ ﺑﻮﻋﺮﻩ " ﻟﺠﺎﻧﺎ " ﻫﺎﺑﻨﺎ ؟ !

 

ﻛﻨﺎ ﺑﺼﺤﺮﻩ " ﺍﻟﻨّﺒﻚ " ﻧﺘﻌﺸﻰ ﺍﻟﺮُّﻃﺐ ،،،

ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻗﺮ ٍ وﺍﻟﻀُّﺤﻰ ﺣﺮ ﻭﻟﻬﺐ

 

ﺁﻣﺎﻟﻨﺎ ﻭﺣﺪﺓ ﻋﺮﺏ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،،،

ﻭﻋﺰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺟﻮﻩ ﺃﻫﺪﺍﺑﻨﺎ

 

ﺭﺑﻊ ٍ ﻏﻄﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺃﻣﺠﺎﺩ ٍ ﺃﺑﻴﻴﻦ ،،،

ﺭﺍﻣﻮﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ﻋﻦ ﺟﺪﺍﺭﻩ ﻭﻋﻦ ﻳﻘﻴﻦ

 

ﻛﺮﺍﻡ ﺍﻷﻳﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻠﺤﺎ ﺑﺸﺢّ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ،،،

ﻣﺎ ﻓﺮّﻃﻮﺍ ﺑﺤﺒّﺔ ﺛﺮﻯ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺑﻨﺎ

 

ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺩﺳﻨﺎ ﻫﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻱ ،،،

ﺻﺮﻧﺎ ﻟﻌﻔﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼ ﻧﺪﻓﻊ ﻭﺩﻱ

 

ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﻥ ﺗﻨﻌﻖ ﻭﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻣﻘﻴّﺪﻱ ،،،

ﻭﺍﻟﺬﻳﺐ ﻳﻤﺮﺡ ﻓﻮﻕ ﺍﻋﺎﻟﻲ ﻫﻀﺎﺑﻨﺎ

 

ﺃﺿﺤﻰ ﺍﻟﺮّﺩﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﺒﻲ ،،،

زﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﺎ ﺑﺒﻼﺩﻧﺎ ﻭﻛﺜﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﺒﻲ

 

ﻭﺍﻟﻠﻲ ﺑﻐﻰ ﺍﻟﺸﻴﻤﺎﺕ ﻉ ﺑﻴﺤﺒﻲ ﺣﺒﻲ ،،،

ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻒ ﻋُﻔﻨﺎ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﺷﺮﺍﺑﻨﺎ

 

ﻋﺎﺙ ﺍﻟﺠﻔﺎ ﺑﺼﻔﻮﻓﻨﺎ ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﻮﺷﻞ ،،،

ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﺎ ﺗﻬﺠّﻦ ﻭﺑﺎﻉ ﺍﻟﺨﺠﻞ

 

ﻗﻢ ﻳﺎ فتى ﻧﺎﺩﻱ ﻉ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺪّﺟﻞ ،،،

عند ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺗﺮﺧﺺ ﻓﻠﻮﺱ ﻋﺒﺎﺑﻨﺎ

 

ﻳﺎ ﺗﺎﻳﻬﻴﻦ ﺍﻟﺮّﺍﻱ ﻟﻠﺪﺭﺏ ﺍﺭﺟﻌﻮﺍ ،،،

ﻭﺍﻗﺮﻭﺍ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﺟﺪﺍﺩﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﻄﻠﻌﻮ

 

ﺑﺴﺎﻋﺔ ﺻﻔﺎ ﺑﺴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺮﻭءة ﺗﺠﻤّﻌﻮﺍ ،،،

ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪها ﻳﺨﺴﻰ ﺍﻟﺨﺴﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﺑﻨﺎ

 

عاجل دمشق الحدث

معلومة جديدة 👇👇

  الدكتور (مضر حسين عبدالرحمن ) ذهبت الى المنطقه الحدوديه بين العراق والسعوديه لمراقبة الكادر الصحي هناك وفي الطريق مروراً بالباديه الصحراويه توقفنا عند رحاله من البدو ، حيث تمت ضيافتنا العربيه المعروفه فكان رجل كبير بالسن جالس بين اهله فقلت له كم عمرك ياعم فقال لا اعلم  حين ذاك رد احد احفاده وقال تجاوز المئه وعشره فقلت ماشاء الله فقلت له ان صحته جيده قال بل يتسابق معك على ركوب الخيل فقلت له ماهو اكله قال شحوم الاغنام  وكثرة الارطاب ولبن الابل والاغنام ..وقال الحفيد هو الان حكيم البدو اي طبيب البدو حين ذاك سألني وقال باللكنه البدويه ( وش هالهرج والخوف اللي اصابكم) قلت له انه وباء فقال هل اخذتم الدواء فقلت لم يوجد إلى الان دواء فقال لا داء الا ان وضع الله له دواء فإندهشت من كلامه وحكمته وفطنته فقال وهو ينظر لي بعين العطف انت حكيم قلت نعم فقال وين حكمتك من هذا الوباء فقلت وانا اطأطئ راسي لاطاقه لي وغيري من الوباء وجنوده فقال .. هل تريد العلاج فقال ... الملح قاتل وشافي فعليكم كل يوم ان تغرغرو افواهم بالماء الساخن والملح وان تعتادو على اكل ( المرج ) اي العدس، والاسود اي ( الباذنجان ) فهما يتصارعان مع الجراثيم وطردها من الجسم كان كلامه وكانه يتحدى اطباء العالم كله ويتحدى الفايروس القاتل ولم افهم منه بعض الكلمات لولا مساعدة حفيده الذي يتواصل ويتواجد بين فتره واخرى في المدينه ، وحينما دخلت الى فؤائد الملح والعدس والبانجان فوجدت ان فيتامين ( D) وفيتامين (c) هي  القاتله لكل الفايروسات وتزيد مناعة الجسم ١٠٠٪ لذا ارجوكم اصدقائي ومن يقرأ رسالتي ان يعمل على نشرها

منقول

 

قصة بطولة المجاهد المرحوم أبو حسن توفيق نصر

في معركة المزرعة

أقدم لكم فيما يلي قصة أحد أبطال معركة المزرعة وهو المجاهد المرحوم أبو حسن توفيق نصر من قرية قيصما:

 

عشية اليوم الفاصل بمعركة المزرعة كان المجاهدين الثوار موزعين في القرى المقاربة لموقعة المزرعة منهم من وجد (معزب ) ومنهم من فضل النوم على ( البيادر)، ... وكان بطلنا ضيفاً على ابنتة عم له يقول لها أختي و هي المرحومة إم فايز فهيدي نصر المتزوجة بنجران وكان بعض المشايخ الزمنين في ضيافة المجاهد المرحوم أبو خليل ابراهيم نصر ومن بينهم أبو حسن فضل الله الاطرش(عرمان) والشيخ أبو نواف علي الأطرش (قيصما) ابو طرودي يوسف الأطرش (قيصما)وهو زوج ابنة البطل أبو حسن توفيق (صهر) ابو حسن توفيق نصر_ ...المهم

عندما نزل أبو حسن توفيق بضيافة أخته فهيدي كان يوم حصلت فيه منازلة مع جيش العرضي لغازي دون فصل فقامت فهيدة بذبح -معلوفة - كانت تملكها اكراماً لضيفها وذهبت لبيت أبو خليل تدعو ضيوفه للعشاء؛ وعند دخولها المضافة حصل الحوار التالي بينها وبين الضيوف حيث المعزب لم يكن موجود:-

فهيدي (وهي معروفة من قبل الضيوف كونها بنت مقرنهم وموصوفة بحماستها الشديدة وعنفوانها الفوّار):

مسيكن بالخير يا غانمين

الضيوف : يا هلا بإم فايز

فهيدي: وين معزبكن.

الضيوف : بيلفي - خير انشاالله.

فهيدي : الخير يجيكن مافي إلا الخير أني جايي استعف معزبكن بعشاكن الليلة

الضيوف : ومين ضايفك

فهيدي : خيي بو حسن توفيق

الضيوف : (بغية المزح الاستفزازي) وفاتحة عينك بهلـ خي وذابحتيلو ذبيحة كمان وجاي تعزمي على عشاااه

فهيدي :معلوم بفتح عيني في (هلـ وسع ) وأشارت بيسبابتها و إبهامها

الضيوف : وعنهم يتحدث أبو حسن فضل الله الأطرش : أي والله لو شفتييه اليوم وهو مهزوم قدام العرضي مكنتيش بتطبخيلو عميشة

فهيدي : أييييه شــــــــــــوووووو ... خيي انهزم (بيلبقلك ويلا)..... خي ابينهزمش

أبو حسن فضل الله: ولك ياعمي انهزم و حتى هذا صهرو بو طرودي اسأليه و غمز بعينه ابو طرودي فقال لها بو طرودي نعم حتى كانت ها السودا تحتي مثل الغراب وهوي طاير فيها ( يقصد فرسه ) التي كانت سوداء

فهيدي : ( النار صارت تمشي بعروقا أكثر من الدم ) طيب على كل حال بتتعشو بافضالكن وبيصير خير

عندها دخل المعزب ( أبو خليل ابراهيم نصر ) و أكدت عزيمتها وتوجهت إلى بيتها كالأصيلة السبوق في خضم المعركة وعند وصولها إلى البيت أمسكت بسدارية (صدرية) أخوها أبو حسن توفيق نصر (المتهم في نظرها ) وقالت له :حقّا خيي إنت انهزمت اليوم قدام العرضي

أبو حسن أنزل يديها بهدوء وبدأ بالغليان الداخلي : ومين خّبرك هل خبرية

فهيدي : الشيوخ وحتى صهرك شهد معهن

أبو حسن : وك يا يختي بيعرفوك حماسية حبو يتولدنو معك بس غلطوا كثير لإنَّا هاي بتصير معيار والليلة أني بفرجيهن ردة المزحة

فهيدي : يعني مانهزمتش

أبو حسن : ياحيف عليكي...... شـــو... أبتعرفيش... خيّك

فهيدي : خَّيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي

* *

في السهرة حضرو الضيوف فكان سلام أبو حسن توفيق عليهم باهتًا ومتشنجاً صبت المعزبة القهوة لم يشرب أبو حسن وضعت المنسف ودعت الضيوف للفلاح على الزاد تقدموا ثم دعوا بدورهم أبو حسن توفيق وسأله أحد الضيوف : كفا الله الشر يا بو حسن ... خير انشا الله ليش مِعبد (مكفهر) ... ما تقدّم على عشاك.

أبو حسن صحتين وعافي اتعشوا و انبسطوا .....  أما أني.. حرام عليِّ... بالحرام يطخ فمي الزاد قبل ما بيّين إني بنهزم ولا بنهزمش.

أبو حسن فضل الله الأطرش : لاه لاه يا بو حسن إسى منشان هيك زعلان ... يا رجال  الله وكيلك نحنا منعرف إختنا إم فايز مرجلانية و حماسية وحبينا نتولدن معها... يا الله ياخيي قوم لعاشك.

أبو حسن توفيق نصر : بس هاي مش مزحة لأنو إسى مزحة بس بكرة بتصيير معيار و عار بيركبني لولد الولد وانت نتعرف (هزل الرجال ...جد)  وأني قلت يحرم عليي ذوق الزاد و لا حط براسي فنجان قهوي مرة قبل ما إثبت إني قد الكوان والحروب.

الحاضرون : يا بو حسن بعدنا بأول حرايب و الأيام مع العرضي كثيري وبعد بتثبت.

أبو حسن توفيق : أني قلت كلمي ومششششش راجع عنها

تعشوا الضيوف هم غير مسرورين بمجريات الآمور و مشوا وقام أبو حسن توفيق كرّب جناداتو وشّدّْ مَشي باتجاه الغرب حيث كان - العرضي - الجيش الفرنسي (مرابط) مخيّم شرقي جسر بصر الحرير، وهو في طريقه كلما أبصر مجموعة من الثوار كان يقف ويقول لهم ( يا الربع نحنا حريبنا دولي عظمى وجيش منظم إذا ما داورناهن بحرب عصابات ما فينا نربحهن ) إلى أن قالها عند بيادر قرية تعارا فقام أحد الحضور و سأله قائلاً: (منوي(مان هوي – مين هذا) اللي محمّطة ع قلبو المراجل بها الليل.

أبو حسن : ومين بلا زغرة اللي عب يسأل.

عرفه السائل على نفسه و هو أحد الأعيان الذين كانت (الدولة) فرنسا قد سخرتهم لنقل الأحجار لتزفيت الطرقات.

أبو حسن : (والله يا فـلان أني زلمي فلاّح زراع من قيصما، والدولة بداش مني شي بس أن ثاير كرامة عيون هل وطن وكرامة الأوادم – شرواك- هللي الدولا سخرتن يدقوا بحص ع الشوصة( الطرق المعبدة) تـَـ فقفلت اديهن.......... بخاطركن.

وقفا مكمل طريقو لحقووه (تبعوه) شباب اثنين (للأسف لم يتسنَ لنا معرفتهم- روي فيما بعد أن أحدهم من بيت غانم ) وقالوا له نحنا معك يا عم، .. قاللهم منشان نسلم خلي شورنا واحد فقالوا له و الله نحنا ذبايحك وان الله راد ما منشرب غير من كفك، .... وسارو إلى أن وصلوا إلى موقع المعسكر الفرنسي و كان ذلك بحدود منتصف الليل وهو ظل يسير فلمس أحد الشابين كتفه وقال له:  لوين ياعمي. ، فقال له أبو حسن: على ها الرجوم فقال له الشاب : ياعمي هذول مش رجوم ....!! هذول طنكات (دبابات)

بالله .....

والله .....

طيّب لكان كل واحد يسوي قدامو متراس تراب ورا هل حَبَلي و خليكن متوطيين ( منبطحين ) وبس كل واحد يعمل ضرب واحد بس ( يطلق طلقة واحدة  فقط)

نفذوا الثلاثة الاتفاق وعندها قامت قيامة العرضي فالجيش على ضخامته لم يكن ليتوقع أن يجرؤ أحد على الهجوم على معسكره، فبدأوا بإطلاق النار بكل الاتجاهات و إطلاق ( الفتاش الأحمر ) القنابل المضيئة لفترة تجازت الربع ساعة في اثناء ذلك طلب من رفيقيه الشابين أن يتبعاه ونزلو الثلاثة في أحد الخنادق التي كان الجيش قبل تمركزه قد حفرها، وبعد أن هجع الجيش طلب منهم تكرار الفعلة بنفس الطريقة، ...لكن هذه المرة تبين مصدر النار للجيش وبدأ يطلق النار باتجاههم ولكن ولحسن حظهم (والمْسلّم الله) أنهم كانوا بملاصقة الخندق الذي ينامون فيه العسكر الفرنساوي والذي كان بمعظمه من السنغال و التونسيين والمغاربة ( المسركلين ) قسراً فكان إطلاق النار باتجاههم ولكن خلفهم وعندما انتبه لقرب مواقع العساكر منهم قال لرفيقيه قنّصوا منهن قد ما فيكن .. وكثّروا نخاوي كل واحد يعمل حالوا قايد عَصابي و وراه خمسمية واحد وفعلاً باشروا على الفور بالتنخاية ( الله حيو فلان رخيص الروح أخو فلاني لقيلهن من اليمين ... انت تاع من اليسار ....... الخ) من هذه النخوات وعندما سمع العساكر هذه النخوات بقربهم تراجعوا وهم أصلاً مهيأين للهزيمة لأنهم أتين بغير حق ولا إرادة و على أعقاب مأثرة الكفر العظيمة ................ المهم ياطويلين العمــــار........

وعندما سمع العساكر هذه النخوات بقربهم تراجعوا وبدأوا ا يقطعون الجسر باتجاه الغرب و الضباط يحملون السيوف و يحالون منعهم من الهرب والتراجع،  عند هذا المشهد قفز أبو حسن توفيق إلى الخنادق التي كان بها عساكر تابعين للقوة الغازية بغية أخذ علامة يؤكد من خلالها لأخته ولجماعته أنه قد داور العرضي -و علّم عليهم - فلم يجد في الخندق الأول شيء فتوجه الى الخندق الثاني وبه أيضاَ حضيرة خيل ميدانية ... هنــــا .... الشابين اللذان كانا برفقته نادا عليه وين رايح  يا عم.. وين رايح  يا عم ولكنه لم يجب ظل متوجها يفتش فقال أحدهم ( لحد إسّى شغل عقل أما من إسّى و غاد صار شغل خَوَث أي شو يعني بدو يلحقن ع باريس)،

أما هو فوجد ثلاثة خيول مربوطة بـِ(قِلس) فكهن وقادهن بعكس اتجاه النار ثم طوّر (غير اتجاهه ) باتجاه نجران، ومعه القلايع المحملة بالذخر وأخر هذه الخيول قُتلت تحت ابنه المجاهد المرحوم أبو يوسف حسن نصر في معركة رساس،

المهم ....... بطلنا وصل إلى نجران مع الفجر و وصار يحدو بكلمات بسيطة وهو يطلق النار و يقول :

يا بنت يللي بالبيت ............... شوفيني كنّي ذلّيت

واني ع العرضي غزيت .............. وجبت القَلايع و جيت

وقبيل وصوله إلى ميدان نجران التي تطل شرفة مضافة المرحوم المجاهد أبو خليل ابراهيم نصر (معزب الشيوخ) عليه كانت كافة بيارق القرى المُستضافة في نجران منصوبة على داير ذلك الميدان بمشهد للتاريخ

وعندها خرج الضيف المرحوم المجاهد أبو حسن فضل الله الأطرش من المضافة ليرى مشهد هو آية للفخر..... وقام أبو حسن توفيق نصر بالدوران بالميدان أمام البيارق منتخياً و هو ممتطياً صهوة إحدى الخيول التي كسبها من العرضي ومن ثم وقف أمام ألمجاهد المرحوم أبو حسن فضل الله الأطرش وقال له : عَنييك بفعل اللي انهزم مبارح.. يابو حسن....... اللي بدو يحارب دول عظمى بدوش يلبس قميص نوم حرير و ينام ع فرشين للضحى ( كان المرحوم المجاهد الشيخ أبو حسن فضل الله يرتديه حيث كان سائداً في تلك الفترة عند المنعمين)

قال أبو حسن فضل الله الأطرش : نحنا منهقى الغانمي فيكن يا بو حسن .. أما بتعرف حبينا نطري الجو ونمزح

قال أبو حسن توفيق : نحنا بمعيتكن يا شيخ بو حسن.....

عندها تقدم رجل أسمه محمود نصر من نجران وكان عمره حينها حوال المائة سنة (96) سنة ـ على ما ذُكر ـ  و أمسك هذا الرجل بمعرفية الحصان الذي كان يمتطيه أبو حسن توفيق نصر وقال:

( يا الربع ... يا بني معروف والجميع ... أني محمود نصر و عمري -اللي عددهن- ستا وتسعين سنه إذا فرنسا بتوطى السويدا اليوم بتقولو محمود نصر خان أرضو و عرضو؛.... لأنو ما بعمروا واحد من ها (بني معروف) تفاول بكسب من غازي.... و الغازي انتصر ........وحدثت في ذلك اليوم الأغر من تاريخ هذه الأمة معركة المزرعة (الأسطورية) وانتصرنا....

وبعد مرور سبعون عاماً على هذه الحادثة التي يقل نظيرها قرأها عن لسان أصحاب الضمير الحي و الأخلاق الحميدة و الرجال القساور المبدع الشاعر حازم ناصر النجم فصاغ هذه القصيدة التي قدم لها بقوله :

((هذه الكلمات مهداة إلى روح المجاهد البطل المرحوم أبو حسن توفيق نصر من قرية قيصما في جبل العرب الأشم ، و الذي هاجم الجيش الفرنسي المرابط في (بصر )قبيل معركة المزرعة وكانوا ثلاثة من الثوار وعاد إلى نجران بالغنائم ليبشر بالنصر القريب))، وعنو شاعرنا القصيدة بـ (خي نصرة)

 

اذا اعجبك المنشور

#سجل اعجابك به

#وشارك المنشور لاصدقاءك.

 

الصورة أرشيفية تاريخية من تراث جبل العرب

 

 

 

حيرة في زمن العجائب الشاعر عمران مهنا الجباعي..

 

لا تسأل الغربال عن ذرّ  الغبار

بل أسأله كم من صديق بقالك

 

لا تدور الشيمات بمجلس صغار

ولا تبحثن بظروف كل من نوالك

 

لاتاخذ الأقوال من فم      ثرثار

خوذ الحقيقة من مواقف رجالك

 

لا تبني طموحك على بايق الدار

لو كان فيه الخير خفف حمالك

 

هذا زمان البوق والذل   والعار

يوشي عليهم من بعد ما وشالك

 

يردد من فنون البغي تقول حزّار

بالسلم تأمن له وبالحرب جالك

 

لوكنت كاذب تنحسب بين شطار

ولوكنت صادق دوم تبقى لحالك

 

وش  لي بزمان سابق القوم غدّار

بين الضجيج يضيع من هو نادالك

 

ومن تلتفت حولك يكزوك   بالنار

ولو ضجت ماتلقى حليف يطالك

 

يا حيف يورث جذوة القوم  هزّار

ولو ترحل العربان ثبّت  حبالك

 

لابد شمس الحق توحيك اسرار

ويضفي وهجها من عقب ليل حالك

 

يا عزّ من قال الدهر دوم     دوّار

ما يصون حقك غير صالح اعمالك

 

ما خش جنات العلي كل محتار

الصدق مكسب والعدل راسمالك

 

عمران مهنا الجباعي

 


إشتعال الثورة في  اقليم البلان الاستاذ ثائر ابو صالح
كتب البعض من المؤرخين عن الثورة في إقليم البلان واعتبروا أن ثورة الإقليم بدأت بوصول حملة  المجاهد زيد الأطرش التي أورسلت من جبل العرب من قبل قائد الثورة العام سلطان باشا الأطرش . ومن أجل تصحيح ذلك .لابد أن نؤكد على الحقائق التاليه:
1- أليس هذا أنبل وأسمى درجات التحريض على الجهاد في سبيل الوطن؟ إن المجاهد أسعد كنج أبو صالح قائد الثورة في إقليم البلان عندما جاءه احد المؤرخين المصريين ليكتب تاريخ الثورة ذكر كل مناضلي هذا الاقليم ورفض أن يتكلم عن نفسه. أليست هذه صفات المجاهدين المناضلين الأصيلين الذين ينكرون ذاتهم من أجل الجماعة؟ وهل ننسى أن الشيخ كنج أبو صالح، الذي إعتقله الفرنسيون عند بداية الثورة،(1)

 

(1)وثيقة رقم *ص س* (221025-3) عنوان الخبر احتجاج من نوع آخر ذكرة صحف سورية أن السلطة العسكرية الهائجة في سورية قبضت على الشيخ كنج ابو صالحشيخ قرية مجدل شمس وأبعدتهالى أرواد .فقام في الاحتجاج  على ماصنعوا بوالده ولكن على طريقة جديدة إيجابية وهى أنه اعتقل المستشار الافرنسي هناك و50 جندياً من خيالة الحكومة  وابقاهم عنده رهينة الى أن يأتي والده !!!!!

 

 وعندما جاءه نبأ إستشهاد إبنه البكر في الثوره وأخطأوا عند تبليغه الخبر بين إبنه وأخيه ،قائد الثورة، قال: الحمد لله الذي قضى بإستشهاد إبني وليس أخي فسألوه، والدهشة تعلو وجوههم، كيف وهو ابنك؟ فقال إن إستشهاد إبني لن يوقف الثورة ولكن إستشهاد أخي قائد الثورة قد يوقفها. أليست هذه مواقف الرجوله والعز والكرامه التي تذكرنا ببطولات العرب الأمجاد الذين إنتصروا على الغزاة والأعداء في معارك اليرموك والقادسيه وحطين وعين جالوت.وما المجاهدين الذين ذكرت أسماؤهم سوى عينه تدل بأفصح ما يكون على علو همة وهامة بني معروف العرب الأصيلين في مناقبهم العربية الكريمه.ونقولها مدويه  لن يستطيعوا أن يحجبوا ضوء الشمس بعباءه ولا أن يسلبوا المناضلين الشرفاء حقهم. لأن التاريخ في النهايه ملك لصانعيه وليس ملكاً ‏‏‏‏لكاتبيه ....

 

 

 

2- أن أهلنا أدركوا واجبهم الوطني واشعلوا الثورة في إقليم البلان قبل مجئ حملة المجاهد زيد  الأطرش ، حيث تشاور الشيخ كنج أبو صالح مع وجهاء الإقليم وقرروا أن عليهم نصرة أخوتهم في جبل العرب عن طريق توسيع نطاق الثورة ومدها إلى إقليم البلان، لتخفيف الضغط عن باقي المناطق التي إشتعلت فيها الثورة. وطلب من الشيخ أسعد كنج أبو صالح أن يعد العدة لذلك وأرسلت رسائل بهذا الخصوص إلى قائد الثورة العام سلطان باشا الأطرش ووقعت إحدى هذه الرسائل بأيدي الفرنسيي
3- بعد وقوع بعض المراسلات التي كانت قد جرت بين قائد الثورة العام سلطان باشا الأطرش وزعيم إقليم البلان الشيخ كنج أبو صالح.وعلى اثر قيام مجموعات مسلحه من أهل الإقليم بالتصدي للقوات الفرنسيه في أنحاء مختلفه من مناطق الإقليم ، قام الفرنسيون بإستدعاء مجموعه من زعماء المنطقه وطلبوا منهم أن يستنكروا ببيان مكتوب ثورة جبل العرب وأن يتعهدوا بالإمتناع عن أي عمل ضد الجيش الفرنسي. رفض الزعماء هذين الطلبين فزج الفرنسيون بهم بالسجن.
 4-بعد إندلاع الثوره في إقليم البلان نفذ مجموعه من الثوار بقيادة المجاهد أسعد كنج أبوصالح عدداً من العمليات الهجوميه واصطدموا مع الفرنسيين مرات عديده وقاموا بنسف بعض الجسور والعبارات لقطع الطرق التي تمر عليها آليات الجيش الفرنسي كذلك قطعوا خطوط الإتصالات للتشويش على الفرسيين وإرباكهم.
وقد أرسلت قيادة الثوره في الإقليم وفداً برئاسة فندي سيف ومحمد علي أبوصالح إلى جبل العرب لإقناع قيادة الثوره العامه بمد الثوره إلى وادي التيم ومناطق أخرى خارج إقليم البلان وطلبوا من قائد الثوره العام إرسال حمله من مجاهدي الجبل لمساعدة ثوار الإقليم على القيام بهذه المهمه الصعبه.ألح الوفد على قائد الثوره العام قبول الفكره وساندهم المجاهد فؤاد سليم الذي أبدى تحمساً كبيراً لهذه الفكره لما فيها من حسنات سنأتي على ذكرها لاحقاً. نجح الوفد في إقناع المجاهد سلطان باشا الأطرش وقام بإرسال الحمله المعروفه بقيادة زيد الأطرش ومجموعة من الثوار المرموقين أمثال حمزه درويش وعلي عامر وفؤاد سليم
(1)

 

 (1)وكانت مناشير حملة إقليم البلان  التي كانت تصدر عن قائدها بالنيابة عن "سلطان الأطرش" التي كان عنوانها (الدين لله والوطن للجميع). ومن الواجب علينا حين نقرأ هذه المناشير القومية أن نحني رؤوسنا إجلالاً إلى تلك النفس الوثابة، وإلى تلك الشجاعة النادرة، والأخلاق السامية التي اتصف بها، حيث كانت منبعاً من فيض دماغه، لأنها فياضة من ينبوع أدبه، وقبساً من شعلة ذكائه المتوقد، فهو دماغ الحملة المفكر، وقائد حركتها المعنوية،

 

 ومحمود كيوان لدعم ثوار الإقليم في مد الثوره إلى وادي التيم. وصلت تلك النجدة إلى قرية الخياره في الغوطه وأنضم اليها بعض مجاهدي دمشق والغوطه، في حين كان قسم  آخر من ثوار الإقليم يواجهون بكل بساله القوات الفرنسيه التي حاصرت قلعة جندل . وعندما كانت الحمله في الخياره وصلها خبر محاصرة الفرنسيين لقلعة جندل

 

أحداث ومعركة  قلعة جندل(2)

 

(2)وثيقة رقم *ش ك* (011025)بعوان المسيحيون والدروز"او معركة قلعة جندل ":لاريب في أن الفرنسيون يحاربون الثورة الناشئة في سورية بجيش منظم من الجنود ،وبجيش منظم من الجواسيس والعملاء والدعاة  والجرائد الكاذبة  والمشتراة .وقد توفقوا الى إحداث ضجة كبيرة في صحفهم حول حوادث أثاروها بأيديهم وألبسوها ثوباً اردوا استثماره، أعنى مايذعونه عن مقتل بعض المسيحين في قرى وادي العجم التي لاتزال تابعة للنفوذ الفرنسوي .يديرها موظف أقامته السلطة الافرنسية ،ويسكنها جماعات بينهم من المسيحين .أما حقيقة الحادثفهى ان الفرنسوين وزعوا السلاح على المسيحين وطلبو من الدروز في وفت واحد "سلاحهم"ففر الدروز بأسلحتهم وماشيهم الى الجبال ،لإامرت السلطة بتوزيع أملاكهم ومنازلهم على المسيحين ،فدخلها هؤلاء  وملكوها واستولوا على مافيها .ولما علم الدروز بما فعلته السلطة  بعد خروجهم من قراهم ارتدوا لاسترداد بيوتهم فقابلهم الدرك (الجندرمة ) بالرصاص في قتال الدروز وظفر الدروز في

 

النهاية لان السلطة العسكرية الافرنسية لم تشأ أن تشترك في المعركة وهي على مقربة من مكان حدوثها . مدعية ان الحادث فحلي لاعلاقة لها فيه وأما الجند فأعمالهم غير هذه .ودعل الدروز قريتهم الى "قلعة جندل "فملكوها ثانية ،واضطروا من ساعد قوة السلطة منهم في قتال الدروز على أن يرحلوا فقصدوا دمشق وقامة الضجة التي كانت غاية الافرنسيين المطلوبة إثارة النعرة الدينية . واستثماراً لارواح الضحايا من الوظنين .

 

اما الدروزوالمسيحيون بصورة اجمالية فمتفقون في مواطن الثورة وكفانا برهانا أن نرى زعيم مسيحى حوران عقلة بك القطامي(1) حاملا بندقيته يقاتل الافرنسيين وهو في طلائع الثوار ...

 

(1) هذا مانشرته جريدة البيا ن تموز سنة في  "1926" في كتاب خاص إلى الجالية السورية في في أميركا وجاء فيه ...لدينا دماء وأرواح جعلناها وقفاً على هذه الثورة وثمناً لاستقلال البلاد وتمتعها بحقها المشروع .لقد بذلنا في هذا السبيل  مااستطعنا  والباقي لن نضن"نحجبه" به في سبيل الغاية القصوى......  

 

بقيادة الجنرال كوليه حيث أخذ هذا الأخير ثلاثة عشر رجلاً من أهل القرية كرهائن وطلب من سكان القرية تسليم مئتي بندقيه فهب ثوار الإقليم لمساعدة أهل قلعة جندل وكذلك لبى زيد الأطرش إستغاثة أهلها فتوجه إلى هناك ولكن كانت المعركة قد إنتهت ،حيث قتل كوليه الرهائن :

 

ومن الذين برزوا في هذه المعركه المجاهد حسن شمس الذي استطاع ببندقيته ومن المكان الذي تمركز فيه بين الصخور في شمال البلده أن يمنع تقدم القوات الفرنسيه بإتجاه "الخلوه" التي كان قد تجمع فيها الأطفال والنساء والشيوخ. تابعت الحملة مسيرتها برفقة ثوار الإقليم إلى قرية عرنه ومن ثم وصلت إلى مجدل شمس مركز قيادة ثورة إقليم البلان وإجتمعوا في بيت قائد الثورة المجاهد أسعد كنج أبو صالح وتشاوروا حول كيفية توسيع الثورة. ورغم وجهات النظر المتعددة قرروا مد الثورة لتشمل حاصبيا والقرى المجاورة لها وبالفعل سارت حملة بإتجاه حاصبيا حيث غادرت حاميتها دون قتال ودخلها الثوار ثم تم السيطرة على كوكبه، وإبل السقي وجديدة مرجعيون وراشيا الوادي. وحصلت معارك طاحنه كان أشهرها الإستيلاء على قلعة راشيا وإستبسل الثوار في هذه المعركه، ولكنهم إضطروا للعوده إلى مجدل شمس للدفاع عنها بوجه الهجوم الفرنسي الذي إستهدفها لعلمهم أنها القلب النابض لثورة إقليم البلان فإذا أخمدوا ثورتها أخمدوا ثورة إقليم البلان
لعلمهم أنها القلب النابض لثورة إقليم البلان فإذا أخمدوا ثورتها أخمدوا ثورة إقليم البلان..
إنطلاقة الثوره في وادي التيم
عقد قادة الثورة من جبل العرب ودمشق إجتماعاً في بيت قائد ثورة إقليم البلان وتباحثوا سوياً في إمكانية مد الثورة لأماكن أخرى وذلك وفق خطة هدفها النهائي الإستيلاء على دمشق ورفع العلم العربي فيها. لذلك اتفق على الخطوط العريضه التاليه:
1- تعطيل خط دمشق-بيروت .
2- تجريد دمشق من النجدات الفرنسية.

 

3-  أقترح أيضاً إمكانية الزحف على صيدا للتحكم بالساحل اللبناني وهذا سيؤدي إلى الأنضمام الفعلي لدروز لبنان إلى الثورة
بعد المداولات إتخذ قادة الثورة القرارات التاليه:

 

. 1- إرسال مفرزة بقيادة المجاهد فؤاد سليم لنسف جسر الرقاد
2 - إرسال مفرزة أخرى بقيادة حمزه درويش لتعطيل المواصلات الجنوبيه ومناوشة الفرنسين في حاصبيا. وهذا ما تم بالفعل فقد فجر المجاهد فؤاد سليم جسر الرقاد وأستطاع حمزه درويش دخول حاصبيا دون مقاومه لأن الحاميه الفرنسيه في البلده قد إستجارت بالشيخ حسين قيس فأجارها قبل دخول الثوار وأمن لها الطريق إلى جديدة مرجعيون فالنبطيه وهكذا أصبحت حاصبيا بأيدي الثوار. إجتمع قادة الحمله الفاتحون في حاصبيا وقرروا أن يستولوا على جديدة مرجعيون وأقترحوا تجنب دخول قرية كوكبا لمرابطة قوات معاديه للثورة فيها أولاً وتحسباً للحساسيات الطائفيه بين الدروز والمسيحين ثانياً ولكن عندما بدأ الزحف فوجئ الجميع بقبول حمزه درويش دعوة الكاهن لتناول الغداء في كوكبا
وما أن كادت السياره التي إستقلها الكاهن وحمزه درويش تصل القريه حتى أمطرت بالرصاص من قبل عصابة بطرس وغطاس كرم من زعترا مما أودى بحياة الكاهن وثلاثة من مرافقي حمزه درويش، وباءت جميع محاولات الثوار إقناع الموالين لفرنسا في هذه القريه التوقف عن إطلاق النار عندها دخلها الثوار وأضرموا النار في منازلها وحصل سلب ونهب في هذه القريه أساء لسمعة الثورة، خصوصاً أن حمزه درويش خرق ما إتفق عليه في الأجتماع الذي عقد في حاصبيا والقاضي بعدم دخول قرية كوكبا. هذا الأمر فرض على قادة الثورة من جبل العرب وإقليم البلان الذين إجتمعوا في مجدل شمس كماأسلفنا سابقاً أن يأخذوا زمام الأمور لأيديهم وقد إستدعى لاحقاً حمزة درويش من قبل قائد الثورة العام سلطان باشا الأطرش ليعود إلى جبل العرب.
بعد هذه الحادثه عاد الثوار إلى حاصبيا ليتدارسوا الأمور من جديد ولكن هذه المره بعلم القادة الكبار للثورة وقرروا عدم التوجه غرباً كي لا يثيروا الفتن وحصروا نشاطهم الحربي في منطقة وادي التيم، إضافة لذلك وحفاظاً على طهارة الثورة قرروا ما يلي:
 1- جمع ما سلب ونهب وإعادته للشهابين لكي يرد إلى أصحابه
2- إنزال العقوبات بالمسـؤولين عن هذه الأنتكاسه. قرر الثوار الإستيلاء على إبل السقي فأنطلقوا بإتجاهها ودخلوها بالتنسيق مع وجهائها واستقبلت الحمله أحسن إستقبال، ومن هناك أرسلوا مجموعة للأستطلاع ومعرفة ماذا يجري في جديدة مرجعيون فعادت هذه المجموعه وأبلغت الثوار أن هناك حاميه صغيره تعسكر في السرايا فقرر الثوار إرسال وفد لمفاوضتهم من أجل الأنضمام للثورة فذهب هذا الوفد وكادت مساعيهم تنجح لولا وصول حملة مكونه من أربعمائة جندي بمعداتهم الكامله برفقتهم بطرس كرم على رأس عصابة(1)

 

(1)- وثيقة رقم *ب ك (191125-3) بعنوان إثارت النعرات الطائفية   هذا ولما رأت السلطة الفرنسوية أن أيامها في سورية أصبحت معدودة أرادت أن ترمي آخر سهم بقى من كنائنها فعمدت الى إثارة النعرات الطافية وشعور الطوائف ضد بعضها بعضاًفاعلنت بلسان بوقها هافاس "وكالة الأبناء الفرنسية " أن الفين من اللبنانين تطوعوا بقيادة بطرس كرم لقتال الثوار ، وقد اشار الاستاذ نسيم افندي صيبعة الى هذه الحادثة القبيحة في مقالة.انشاء الله وسنقوم بنشر المقال كامل في نهاية هذا البحث

 

مارونيه يبلغ عددها 300 محارب وكان عدد الثوار ثلاثمائة محارب لذلك طلبوا النجدات من سكان الإقليم .وقرروا إنتظار وصول قادة الثورة للبت بأمر الهجوم على جديدة مرجعيون.
 معركة جديدة مرجعيون
مال قادة الثورة في البدايه إلى عدم التعرض لجديدة مرجعيون. ولكن عصابة بطرس كرم لم تترك لهم مجالاً للتفكير حيث قام الأخير بالهجوم على مزرعة برغز التابعه لإحدى العائلات الدرزيه وأحرقها إنتقاما لما حصل مع حمزة درويش في كوكبا. تصدت مجموعه من ثوار إقليم البلان لعصابة بطرس كرم وأسروا منهم ثمانية عشر رجلاً جردوهم من سلاحهم ثم أطلقوا سراحهم. تحرك الثوارفي 13 تشرين الثاني عام 1925 بإتجاه جديدة مرجعيون وهاجموها وبعد معركة حامية الوطيس إستبسل فيها الثوار أشد إستبسال إنسحبت القوات الفرنسيه وعصابة بطرس وطاردهم الثوار ودخلوا جديدة مرجعيون وأشعلوا النار بجوانبها.
إجتمع قادة الثورة بعد دخول جديدة مرجعيون وقرروا ما يلي

 

 1- تأليف مفرزة بقيادة المجاهد فؤاد سليم لنسف جسر (الخردله) 

 

ومن  أهم الأعمال التي قام بها "فؤاد" أثناء الحملة فكانت: تدمير جسر "البارد" أثناء تسيير الحملة من "ريف دمشق" إلى "مجدل شمس". وتدمير جسر "الرقات" عند اجتماع الثوار في "مجدل شمس". نسف جسر "الخردلة" على نهر "الليطاني
2- تأليف مفرزة بقيادة المجاهد زيد الأطرش تعود للإمساك بزمام الأمور في حاصبيا.

 

 3-  إبقاء مفرزة بقيادة المجاهد أسعد كنج أبوصالح لتوطيد دعائم الأمن في جديدة مرجعيون وتفادياً لأي محاوله للسلب والنهب تسيئ لسمعة الثوره كما حصل في كوكبا.
ويورد سعيد العاص في مذكراته ما يلي: "أرى من واجبي أن أسرد للقراء ما قام به المجاهد أسعد كنج أبوصالح من ضروب الشهامه. لقد أبقى قوة ضئيله في جديدة مرجعيون للمحافظه على الأرواح والأرزاق والأموال وتهدئة خواطر السكان ، ومكث فيها حتى اليوم الثالث من فرار العدو منها وجلائه عنها بحد الحسام، فمنع كل سلب ونهب بحزم ولو كان هدف الثوار النهب لنالوا ألوفاً من الأصفر الرنان لكنهم نبذوا ذلك وحافظوا على حياة السكان كمحافظتهم على رقابهم. ومع ذلك أسمع ما قامت به عصابة الموارنه من ضروب الجريمه والقسوه وما فعلته بإمرأة الشيخ زاكي نعمان شيخ الديانه الدرزيه وهذه القضيه كان لها صداها بمجلس عصبة الأمم. كانت هذه عجوز طاعنة بالسن تجاوزت العقد السابع من العمر فقطعها متطوعة الموارنه إرباً إرباً أمام بصر الجيش" ويضيف قائلاً:" دخل أسعد كنج أبوصالح دار الشيخ نعمان بعد أن أخلى الجنود عن البلده بالقوه فوجد بواباً يدمر ثلاثة بنادق، ووجد منظارين، وضع يده عليهما، وتحرى مع إخوانه الدار بدقة فسمعوا همساً فسدد الثوار بنادقهم نحو الصوت ،ولما قرب الثوار من الصوت شاهدوا إمرأة وبنتها فأستغثن به فهدأ روعهن وعرفهن بنفسه وقدم لهن ماء وأسقاهن. وكان لهن صيغة حلي من ذهب ثمينه جداً فلم يمسها أحد،وكانت هذه الأسره أثرى الأسر المسيحيه فأين حضارة فرنسا من حضارة أخلاق ثوار سوريا".
تمركز الثوار بعد إحتلال جديدة مرجعيون في إبل السقي وفي حين كان المجاهد أسعد كنج أبو صالح قد أتم مهمته ومنع السلب والنهب في جديدة مرجعيون ،إنطلق المجاهد فؤاد سليم لتفجير جسر الخردله مع مجموعة من الفرسان وعندما وصل إلى المكان تبين لهم أن قوة الخفر والتي يبلغ عددها 200 جندي متمركزه فوق هضبة تعلو الجسر مقدار عشرة أمتار على بعد مترين .

ورغم هذا إستطاع المجاهد فؤاد سليم ورفاقه من وضع المتفجرات بالجسر وهم على بعد عدة أمتار من القوات الفرنسيه. بعد إتمام المهمه إنسحب الثوار فأحس الفرنسيون بوجودهم فأمطروهم بالرصاص ولكنهم إنسحبوا بسرعه وفجروا الجسر ولكنه لم يدمر بشكل كلي لأن قسم من المتفجرات كانت فاسده.

في اليوم الثالث من إحتلال مرجعيون إنسحب المجاهد أسعد كنج أبو صالح ورفاقه إلى حاصبيا ومن هناك شكلت قوة بقيادته وقيادة شكيب وهاب هدفها إحتلال كفرمشكى، وصلت قوة من مجدل شمس وإنضمت لهذه الحمله وعندما وصل الثوار إلى مزرعة الحمارة ،وكان الفرنسيون قد وزعوا السلاح على أهل كفرمشكي، إصطدموا مع الجند وأنتصروا عليهم وأرسلوا رسولاً إلى أهالي كفرمشكى يبلغهم أن الثوار لا يقصدون بالأهالي شراً وخيروهم بين السلم الحيادي او الأندماج بالثورة أو القتال. فأجابوا بأنهم سينضمون للثورة وأرسلوا وفداً عنها ليقابل قائد الثوار المجاهد أسعد كنج أبو صالح لوضع أسس التفاهم. بعد الأنتهاء من هذه العمليات بدأ الثوار الإعداد للهجوم على راشيا وقلعتها الحصينه.
معركة راشيا
تشرين الثاني 1925
بعد السيطرة الكامله على جديدة مرجعيون وإستتباب الأمن فيها. قرر الثوار السيطرة على راشيا(1)

 

(1)(بنومعروف في التاريخ )وقد أقدم الفرنسيون في راشيا على أعما ل إجرامية من تقتيل وتخريبونهب أرزاق وتدمير بيوت وقتل أبريا .فأعدموا قاضي المذهب الشيخ نعمان زالي مع أولاده لأنه آوى جرحى الثوار في منزله كما أجهزوا على هؤلاء الجرحى جميعهم . من راشسيا

 

وساروا بإتجاهها ورأوا بأم أعينهم فرار سكانها من الأطفال والنساء والشيوخ يحملون على الدواب أمتعتهم وبعض ما توفر من الطعام وذلك هرباً من بطش الفرنسين وأعوانهم.
وفي صبيحة 20 تشرين الثاني عام 1925 إقتربت الحمله من راشيا وإنقسمت إلى قسمين:
القسم الأول بقيادة المجاهدين: أسعد كنج أبو صالح،أسد الأطرش،شكيب وهاب. هذه المجموعه1 تدخل مع قواتها إلى البلده.
 القسم الثاني بقيادة المجاهدين: زيد الأطرش وفؤاد سليم وصياح الأطرش وعلي عامر. تتمركز في الهضاب المجاوره لراشيا لمراقبة سير المعركه وإتخاذ التدابير اللازمه لقطع المدد عن القوات الفرنسيه أثناء محاصرة القلعه(مذكرات سلطان باشا الأطرش).
إشتبك الثوار مع بعض القوى التي كانت خارج القلعه وانتصرت عليها وتحصنت القوات الفرنسيه وأعوانهم داخل القلعه الحصينه حيث وضعت أكياس الرمل في نوافذ القلعه وكان الفرنسيون قد نسفوا البيوت المحيطه بالقلعه بالديناميت وأحاطوها بالأسلاك الشائكه لمنع وصول الثوار إليها.تدارس قادة الحمله التي دخلت راشيا الأراء المختلفه لوضع خطة الهجوم على القلعه من أجل الإستيلاء عليها.
والجدير بالذكر أن الأستيلاء على هذه القلعه ودحر الفرنسين في راشيا سيفتح الطريق أمام الثوار للدخول إلى سهل البقاع وقطع طريق دمشق بيروت مما يسهل أولاً الإتصال بثوار بعلبك والهرمل ويفتح الطريق لمنع النجدات عن القوات الفرنسيه في دمشق وصولاً إلى تحريرها من أيدي المستعمرين ثانياً. قررت قيادة الحمله في اجتماع للقادة في الميدان إحداث فتحات في جدران البيوت ليلاً للوصول منها إلى القلعه واستعان الثوار من أجل إنجاز هذه المهمه بأمهر البنائين وأنقسم الثوار إلى ثلاث مجموعات برئاسة القادة (1):

 

(1) وثيقة رقم *ه ر*(171225-2)هاجم جيش المجاهدين المرابط في جبل بركة (ران) بقيادة الأبطال زيد الاطرش وصياح الاطرش وفؤاد سليم جيش العدو المتحصن في المتاريس جنوب (ران )فأجرجوه من الحصون وهزموه مسافة حمس ساعات الى قرية (الزعورة )فقتلوا منهم مقدار ثلاثمائة من شراكة ورجال عصابة بطرس بك كرم وأسروا سيارة كان فيها أربعة ضباط فرنسيين برتبة (يوتنان )كانوا قادمين من القيطرة وسيتابع المجاهدين تقدمهم الى راشيا لاحتلال المواقع التي سبق إخلاؤها عند هددت خطوط المواصلات برهة من الزمن .................

 


1- مجموعه تقطع الأسلاك الشائكه وتتسلق السلالم الخشبيه التي أحضروها من القريه وشدوها إلى بعضها للوصول إلى برج القلعه.
2- مجموعه ترابط وراء المتاريس خلف جدران البيوت لتحمي ظهور المهاجمي
3- جموعه تهاجم أبواب القلعه من أجل تحطيمها. وبدأت المعركه بين الطرفين وأظهر المجاهدون شجاعه نادرة أعادوا فيها مجد الأسلاف حيث بدأ الثوار يتسابقون على صعود السلم وكان في مقدمتهم ثوار إقليم البلان الأشاوس الذين صعدوا السلم رغم وابل الرصاص الذي إنهمر عليهم من متاريس الفرنسيين وعرف من الذين صعدوا على برج راشيا المجاهدون التاليه أسمائهم: سليمان مرعي، حسن إسماعيل شمس، علي أحمد القضماني، محمد أسعد أبوصالح، قاسم العفلق، نجيب الكحلوني، محمد قاسم محمود، قاسم السيد أحمد.
وعندما وصل المجاهد سليمان مرعي إلى البرج قام بتبليل كوفيته بالبترول وأشعلها ورماها على السطح الخشبي الذي إشتعلت به النيران فأضطر الفرنسيون إلى الهبوط إلى الطوابق السفليه للقلعه. وفي تلك الأثناء كان قسم آخر من الثوار بقيادة المجاهدين أسعد كنج أبو صالح وشكيب وهاب وحمزه درويش يهاجمون باب القلعه الشرقي حيث قام الثوار بتقطيع الأسلاك الشائكه وتحطيم الباب بالبلطات وبرز من الذين هاجموا أبواب القلعه من الإقليم: محمد كنج أبوصالح، حسين رضا،أحمد رضا،سلمان ملحم الشوفي، أحمد بنوت(المرعي)، أسعد شروف ومحمد سعيد أبو صالح. فحطموا الباب واحدثوا فتحات في الجدران ودخل الثوار فاحتلوا ساحتها الداخليه وبدأوا بمطاردة الفرنسيين داخل القلعه.. وفي هذه

 

الأثناء ألقت الطائرات الفرنسيه نسخاً من رسالة تطمئن فيها الحاميه الفرنسيه بقرب الفرج ووصول النجدات لتطويق ثوار راشيا، ويهنئ قائد الحاميه الفرنسيه بصموده أمام الثوار. وبالفعل وصلت النجدات الفرنسيه وأشتبكت مع قوات الثوار التي بقيت خارج راشيا وأنسحب على إثرها الثوار من القلعه. بدأت قوات الثوار تخرج من راشيا فأنسحبت مجموعة نزيه العظم والتحق قسم من الثوار بالقوه المرابطه خارج البلده، ولم يبق في راشيا ،حسب مذكرات سعيد العاص، إلا مجاهدي الإقليم بقيادة المجاهد أسعد كنج أبو صالح إضطروا للأنطلاق بإتجاه قريتهم مجدل شمس ليدافعوا عنها أمام الزحف الفرنسي الذي بدأ من القنيطره بإتجاه القريه

 

 

 

 

 


معركة مجدل شمس الأولى

بدأت القوات الفرنسيه تزحف بقيادة غرانكور بإتجاه حاصبيا ، وبنفس الوقت بدأت قوة فرنسيه تزحف من القنيطره بإتجاه مجدل شمس والهدف إحداث فكي كماشه على الثوار الذين تفرقوا وعاد قسم كبير منهم إلى مجدل شمس من أجل الدفاع عنها . دخلت القوات الفرنسيه حاصبيا في الخامس من كانون الأول بعد معركه ضاريه أستشهد فيها العديد من الثوار . وكان من الطبيعي أن يستثمر الفرنسيون هذا النصر بالإنقضاض على مجدل شمس والتي تواجد فيها غالبية الثوار الذين وصلوا من وادي التيم.

سد الثوار مداخل البلده عند البويب والسكره بهدف منع تقدم القوات الفرنسيه. وكانت خطة الثوار تقضي بإمتصاص الهجوم الفرنسي ومن ثم القيام بهجوم مضاد. وهكذا بدأت المعركه عندما هاجمت الطائرات الفرنسيه المجدل وبدأت ترميها بمدفعيتها وفي نفس الوقت تتقدم بإتجاه القريه. وكانت مجموعات من الثوار تناوش العدو المتقدم بإتجاه البلده بدءاً من المناطق التي تفع غربي بقعاثا واختار الثوار تكتيك القتال والتراجع الذي يفرضه واقع ميزان القوى بينهم وبين الفرنسيين المدججين بكل أنواع الأسلحه الثقيله من مدافع ومدرعات وطائرات في حين كان الثوار يمتلكون البنادق والسلاح الأبيض.

وقعت قرية بقعاثا بيد الأعداء الذين قاموا بإشعال النار في بعض بيوتها واستمر تقدم الجيش الفرنسي حتى المساء وتوقف القتال عند حلول الظلام ورابط الجيش الفرنسي في قرية مسعده وحول بركة ران وفي اليوم التالي بدأ الفرنسيون بقصف مكثف لمواقع الثوار الممتده من القاطع غرباً حتى السكره شرقاً وبدأوا بالتقدم بإتجاه مداخل البلده التي كان قد سدها الثوار بالصخور. وعند وصول القوات الفرنسيه إلى هذه المداخل جرت معارك طاحنه مع الثوار إستبسل فيها أهلنا أشد إستبسال حاربوا بالبندقيه وبالسكين والفأس وبكل أداة حادة يملكونها وأستطاعوا تدمير ثلاث دبابات ومصفحتين عند موقع البويب. ومن أشهر المعارك التي حصلت أنذاك معركة السكره حيث رابط عند هذا المدخل مجموعه من الثوار عرف منهم: صالح أحمد شمس، حمود أحمد شمس، علي أحمد شمس، منصور علي عماشه، محمود سلمان شمس، منصور زهوه .وقبيل بدء المعركه كان قائد ثورة الإقليم يتفقد جاهزية المقاتلين برفقة المجاهد فؤاد سليم حيث سأله عن استعداد المقاتلين عند مداخل البلده الحساسه فأجابه: لا تقلق فقد استلم مداخل البلده أبطال ميامين لن يدخلها الفرنسيون إلا فوق جثثهم. وبالفعل سطر هؤلاء الثوار أروع البطولات التي شهدتها معارك الإقليم فقد أنقض المجاهد البطل صالح شمس على المدرعه المتقدمه بالسلاح الأبيض بعد نفاذ ذخيرته وطعن سائقها وسد فوهة مدفعها بعمامته وسقط شهيداً في معركة الشرف.وانقض رفاقه الآخرين على المدرعات وحاولوا قلبها وإحراقها. وفي الجانب الآخر من البلده أي في منطقة القاطع إستطاع المجاهد محمود كنج أبو صالح ومجموعته أن يحتلوا المتراس الأول للفرنسيين وعندما هاجموا المتراس الثاني سقط محمود كنج أبوصالح شهيداً. هذه البطولات التي أبداها مجاهدو الإقليم دبت الرعب في قلوب الغزاة وبدأت صفوفهم تتقهقر. عندها قام الثوار بهجوم معاكس إستطاعوا فيه أن يلاحقوا القوات الفرنسيه حتى تل البرم قرب القنيطره واستمرت هذه المعركه ستة أيام بلياليها. ولكن خسر الثوار في هذه المعركه أحد أبرز قادة الثورة السوريه الكبرى ألا وهو
المجاهد الكبير فؤاد سليم (1-2)

 

(1).. خذوا فؤاداً لكم صراطاً ** الئ الأماني فيها مستقيما

 

يوم الخميس 3 كانون الأول "1925"ترجل الفارس البطل القائد فؤاد بك سليم وروى دمه الطاهر تراب الجولان
والهف نفسي !*لهفي عليه فؤاداً خفقاً في خدمة الوطن المحبوب والعرب*
والهف نفسي !

 

(2)- رسالة من عاصمة الدروز .السويداء
كان المرحوم الشهيد المجاهد فؤاد بك سليم وسعيد بك العاص ومعه زيد بك الأطرش وشكيب بك وهاب بجوار مجدل شمس يرقبون معركة دائرة بقرب مجدل شمس بين قسم من الثواروالجيش الفرنسوى – الذي كان محصورا في تلك الجبهة فطاشت قنبلة فرنسوية تناولت فؤاد بك سليم من بين رفاقه فقتلته للحال رجال خلدهم التاريخ رحمهم الله

 

الذي أستشهد عندما سقطت قنبله بجانبه وهو يحاول إمتطاء حصانه قرب قرية سحيتا عندما كانوا يطاردون فلول الجيش الفرنسي المهزوم فخر شهيداً وكانت خسارة الثورة كبيره لأنها خسرت أحد أهم أركانها.

 

 

 

مصاب الأمة العربية  " استشهاد فؤاد سليم "وثيقة رقم *ش ع (241225)

 

*لهفي عليه فؤاداً خفقاً في** خدمة الوطن المحبوب والعر

 

فاجأتنا أخبار.ميدان الحرب في سورية بنعى المجاهد الكبير والشهيد الخالد المرحوم فؤاد بك سليم القائد العسكري المعروف والكاتب المجيد الذي عرفه القراء في كوكب الشرق والسياسة والبيان والشورى وغيرها من مقالاته القيمة في السياسة العربية والنهضة  القومية في بلاد العرب ،فتفطرت المواثر وسكبت العيون على شبابه الدع الصبيب اتصل بنا الخبر منذ عشرة أيام فاستولت علينا وعلى أخوانه الدهشة لهول الفاجعة وكان الكل بين مصدق ومكذب ، فلم انتشر الخبر وأن كنا نميل لاول وهلة الى تصديقهلان شجاعة الشهيد واقدامه واستخفافه بالموت من الاسباب التي دعتنا الي التصديق ، فهو من الرجال الذين لايعرفون الهزيمة اذا أحاق بهم الخطر فهو بلاشك قد وقع في مأزق فأبت عليه نفسه الفرار

 

أوالتواري فظل يقاتل الى أن لقى ربه مجاهداًفي سبيل وطنه المنكوب وفي سبيل

 

استقلاله لم نقف بالضبط على كيفية استشهاده ولكن الذي يلوح لنا أنه قتل في معارك وادي التيم وهي من أشدالمعارك التي دارت مع الفرنسيين في جنوب لبنان وكان آخر خبر أتصل بنا أتصل بنا عن أعماله في تلك الجهات أنه دخل حاصبيا ومرج عيون واستولى بجنوده على تلك الجهات أيصاً . وقد روى مراسل جرية الأحرار البيروتية الذي زار مرج عيزن بعد جلاء الثوار عنها ان فؤاد بك كان أول من دخلها على جواد وكان يرتدي ثوباً عسكرياًوعلى رائسه الكوفية والعقال .وقد روى المراسل انه كان دماغ تلك الحملة ورائسها المفكر وانه الذي كان يصع خططها الحربية ويدير حركتها ففؤاد بك اذن ، كان الى مابعد الاسيلاء على إقليم

 

البلان واوادي التيم حياً يرزق . تخرج العقيد من كلية بيروت بتفوق باهر وكان أديباً ذكيا وشهم همام وكان من أقدر اخوانه في العلوم والالعاب الرياضية أيضاً كالسباحة وركوب الخيل واستعمال السلاح، وقد تولى قبل الحرب تعليم المبارزة الرياضية في الكلية العثمانية والكلية العباسية الآن مدة عامين فلما كانت الحرب العظمى كان فؤاد بك ضابطاً في الجيش العثماني ثم التحق بالثورة العربية حتى دخول جيش الامير فيصل الى دمشق .ولما نشبت الثورة ضد الفرنسيين سنة 1919 كان رحمه الله يقود الثوار في وادي التيم وهوالذي استولى على مرج عيون في تلك الثورة وأخرج الجيش الفرنسوي منها ،فااستيلاء فؤاد بك على مرج عيون في الثورة الحاضرة كان الأنتصار الثاني الذي ناله الشهيد على الفرنسيين في حياته وفي تلك الجهات . ولما هجمت جيوش الجنرال غور على دمشق سنة

 

1920 كان فؤاد بك يقود ثلة من الجنود العربية في جهات بعلبك فصد الفرنسيس وأباد منهم طابور برمته .ولما صدرت الأوامر من دمشق بتسريح الجيش العربي أبى المرحوم الخضوع لهذا الامر بل واصل القتال وشهد معركة ميسلون الخالدة فابلى فيها بلاء حسناً ،ظل فؤاد بك يقاتل حتى انتهت تلك الغزوة الهمجية التي قام بها الجنرال غورو ضد الحكومة العربية المستقلة بالقضاء عليها فذهب فؤاد بك الى شرق الاردن استعداداًللقيام بحركة جديدة يقوم بها في سبيل وطنه وكان الفرنسيس قد استقروا في دمشق فحكموا على فؤاد بالاعدام . ومن خلال ذلك كان الامير عبد الله قد جاء أوى جئ به الى شرق الاردن ،جاء به الاستقلاليون الى تلك البلاد لأنهم كانوا يظنونهغير الذي يراه الناس الآن ، فتولى فؤاد بك رياسة اركان حرب الجيش العربي في شرق الاردن فأخمد فتنة الثائر كليب الشريدي وأخمد

 

بعدذلك العدوان على ثورة سلطان باشا ، ولولافؤاد بك لكان الامير عبد الله وامارته في ذمة التاريخ وقد كافأه الأمير عبد الله على هذه الاعمال بأن ابعده من منطقة شرق الاردن فجاء الى مصر وأقام بها مدة ثم عاد اليها منذ عام ونصف فقام رضا بشار كاب رءيسحكومة الاردن وقبض عليه وعلى ستة آخرين من رجال القضية العربية وهم الامير عادل أرسلان وأحمد حلمي باشا وزير المالية ونبيه بك العظم واحمد بك مريود وسامي افندي السراج وعثمان افندى قاسم وأرسلهم الى معان

 

ومن هناك أخذوا الى مكة ..الى المنفى جزاء خدمتهم لبلادهم وأمتهم لاندري كم

 

كان يطول عذابهم لو بقى الامر في الحجاز للهاشمين ، لان استيلاء السلطان ابن سعود على الطائف كان عاملا من سريعاً من عوامل إطلاق سبيلهم فبرحوا مكة قبل سقوطها بيد السلطان الى جدة ومنها تفرقوا فذهب عثمان افندى قاس واحمد مريود الى بغداد وجاء الباقون الى مصر فكان فؤاد بك معهم فأقام في القاهرة وفي خلال ذلك تم الاتفاق بين حكومة الامير عبد الله والمفوضية الفرنساوية في بيروت على تسليم على تسليم هؤلاء المجاهدين الى فرنسا إن وصلت يد الركابي اليهم وبالاخص فؤاد بك !!ففؤاد بك كان مهداداً بلاعدام لو غادر مصر فظل فيها ، ليس

 

خوفاً من الموت بل طلباً للموت لانه كان يبحث عن وسيلة توصله الى ميدان حرب جديدة يقاتل فيها من أجل بلاده وقد سعى كثيراً ليتمكن من اللحاق بابن سعود فلم يفلح فمكث في مصر يقطع الوقت في البحث العلمي والكتابة بالجرائدحتى نشوب

 

الحرب الحورانية هذه فصاريبحث عن سبيل الوصول الى مهد الثورة ولكن ليس الى جبل الدروز من سينا لان جوازه كان غير صالح للسفر ،ثم لو فرضنا أنه اجتاز الحدود الى فلسطين فكان يخشى أن يقبض عليه ويسلم الى فرنسا ،بل لو انه اقتحم هذا كله فان مروره بشرق الاردن كلن لابد منه والركابي قد وضع الارصاد للقبض عليه فيتقرب بدمه الى فرنسا ، وكانت احدى صحف فلسطين الطائشة قد نشرت خبروصول فؤاد بك الى فلسطين سلفاًفراقبت حكومة فلسطين الحدود وشدد الركابي الرقابة في شرقي الاردن وحدود النهر فأصبح سفر فؤاد بك من مصر ووصوله الى ميدان الحرب في حكم المستحيل ولكن أبى لمثل فؤاد أن يهدأ له بال

 

أو يستقر على حال والثورة في وطنه قائمة على ساق وقدم والفرنسيس يرتكبون الفظائع في سورية وبعد بضعة أيام وصل الينا من فؤاد بيك كتاب من القدس بتاريخ 27أغسطس يودع فيه صحبه م:نه رحمه الله أحس بأنه وداع لالقاء بعده وقد ذكر في ذلك الكتاب أنه بعد أن يضعه في البريد يتوجه نحو الشمال ،وهكذا فان فؤاد بك اجتازصحراء سيناء بغير السكة الحديدية فوصل الى القدس ومنهاذهب الى شرق الاردن فعبر النهر من جهة غير مطروقة سابحاً وهناك تقلد سلاحه وركب جواداً طاربه الى ساحة الحرب ! فقال قائل ستسمعون غداً بأخبار جديدة عن هذه الثورة وستأتيكم أخبار نسف الجسور وقطع السكك الحديدية واستعمال الديناميت وانتظام أمر الثورة عسكرياًعلى أصول الفن وقد كان .

 

فؤاد بك عربي لبناني من عائلة معروفة هناك ذات حسب ونسب وهوشاب تجاوز الثلاثين من عمره قليلا طويل القامة متين العضل أبيض اللون أزرق العينين أشقر الشعر يتكلم العربية العربية الفصحى بتؤدة ووقار وصوت ينم على رجولة وشجاعة حلو الحديث لطيف المعشر وهوفوق ذلك شعلة من الذكاء حدثك استولى على مشاعرك وحواسك كلها .أديب مطلع عارف بأنساب العرب واسع الاطلاع على أحوال البلاد العربية وأقاليمها وطبيعتها يتقن اللغة الأنكليزية غاية الاتقان ، فأذا ذكرة الشجعان فهو أشجعهم وأهل الوفاء فهو أشدهم ورجال الأخلاص فانه أخلصهم والكتاب فانه الكاتب الذي لايشق له غبار ولاعجب ففؤاد من الذين قال فيهم حسان :

 

ب*بيض الوجوه كريمة أحسايهم  **  شهم الانوف من الطراز الاول*

 

هذا وقد وصفت برقيات الصحف مصرع فؤاد بهذه اللمحة ...وقد ثبت الآن أن القائمقام العسكرى فؤاد بك سليم الضابط العروف  وأجد القادة العسكرين الذين

 

يديرون حركة العصابات "أى جيوش الثورة "قد قتل في المعركة التي نشبت في

 

"مجدل شمس "بين الحملة الفرنسوية و"العصا بات "التي كانت بقيادة زيد بك الأطرش فلما وصل خبر مصرعه الى جبل الدروز كان له تأثير عظيم وأقيمت له مناحة في جميع أنحاء الجبل ...هذا هو  بطل هذه الامة وشهيدها الخالد فان كان لاحد أن يتقبل التعازي فيه فهذا الحق يجب أن يكون للامة العربية كلها لالعائلته وحدها وان كان هناك من يستحق أن تشق من أجله الجيوب وتلطم الخدود ويلبس السواد فذلك هوفؤاد .!!

 

ففي ذمة الله يافؤاد ،وفي سبيل سورية الشهيدة روحك الطاهرة ....
بين المعركتين
بعد إنتهاء معركة مجدل شمس الأولى وبالرغم من حلول فصل الشتاء ، فصل الأمطار والثلوج إلا أن العمليات القتاليه لم تتوقف بين الثوار وقوات الأستعمار الفرنسي فقد حصلت عدة معارك هامه في وادي التيم وفي إقليم البلان والمناطق المجاوره له. سير الفرنسيون حمله بقيادة الجنرال ماسيت بإتجاه القنيطره وذلك على أثر هزيمتهم في معركة مجدل شمس الأولى، إشتبك الثوار مع هذه الحمله عند وعرة "دورين" وهي مزرعه تابعه لعين الشعره وامتد القتال من قرية سعسع حتى الشوكتليه واشتد القتال قرب قرية سعسع حتى كادت مجموعة من الثوار تباد لولا الهجوم المعاكس الذي قام به بعض الثوار حيث إستطاعوا فك الحصار وأنقذوا إخوانهم.
بعد هذه المعركه إنقسم الثوار إلى ثلاثة أقسام:
1- القسم الأول بقيادة زيد الأطرش،صياح الأطرش، على عامر وحمزه درويش يعود إلى جبل العرب وذلك تماشياً مع طلب القياده العامه للثورة.
2- القسم الثاني بقيادة شكيب وهاب وحمد صعب يرابط في قضاء راشيا
3- لقسم الثالث بقيادة أسعد كنج أبو صالح يرابط في مجدل شمس. حاول الثوار الذين رابطوا في قضاء راشيا ومنذ منتصف شباط 1926 السيطره على قرية شويا قرب حاصبيا إلا أن مقاومة الفرنسين العنيفه، والبرد القارس الذي تعرض له الثوار في تلك الليله، هذا بالأضافه إلى ضعف خطة الهجوم التي وضعت ،إضطرهم إلى الأنسحاب في صبيحة اليوم التالي والعوده إلى ميمس. كذلك قام الثوار بمهاجمة قرية حماره الواقعه غربي مجدل عنجر وذلك على إثر المضايقات التي قام بها بعض العناصر الفرنسيه للمجاهدين من نصب كمائن ،وقطع طرق، وقد دار قتال عنيف إستسلمت القوات الفرنسيه على إثره للثوار بعد أن يئسوا من وصول المعدات فغنم الثوار السلاح والخيل وأطلقوا سراح الجنود. كذلك هاجم الثوار قرية مجدل عنجر حيث دخلوها وإحتلوا مخفرها وأسروا الجنود الفرنسيين المتواجدين عدا الذين إستطاعوا الفرار. وعند وصول الفارين لأقرب قوة فرنسيه بالبقاع أبلغوا القياده الفرنسيه بما حصل. وجه الفرنسيون قوه إلى مجدل عنجر وحاصروها وأستطاع الثوار الأنسحاب من القريه بعد مقاومه عنيفه وبطوليه. كذلك إستولى الثوار على قرية كفرمشكى بعد أن إنقسموا إلى ثلاث مجموعات، وبعد بضع ساعات من القتال إستولى الثوار على القريه ومخفرها. على إثر هذه المعركه قام الثوار بمهاجمة القوات الفرنسيه المتمركزه في قريه حلوه وطردوها من هناك بعد أن كبدوها خسائر فادحه بالأرواح والمعدات. كان هدف الثوار قطع طريق دمشق بيروت لمنع الفرنسين من إرسال الأمدادات إلى دمشق. لذلك قرر الفرنسيون منعهم من ذلك وأرسلوا لهذه الغايه قوة كبيره لمهاجمة الثوار الذين إنتشروا بعد ذلك في قرى البيره، الرفيد والمحيثه فنشبت معارك عنيفه إستمرت يوماً كاملاً سقط فيها العديد من الشهداء والجرحى فقرروا الأنسحاب شرقاً إلى خربة روحا فلاحقهم الفرنسيون بقيادة الكولونيل لوفور وحاول تطويقهم إلا أن النجدات التي وصلت إلى الثوار عدلت الكفه حيث إستطاعوا دحر القوات الفرنسيه وأوقعوا بها خسائر فادحه.

تراجعت قوات لوفور بإتجاه راشيا والتحقت بالجيش الفرنسي الكبير الذي كان يقوده الكولونيل كليمان غرانكور ،حيث قررت قيادة القوات الفرنسيه البدء بالزحف شمالاً لتطويق قرية ينطا التي وصل إليها شكيب وهاب ورفاقه. ودارت معركه عنيفه بين الطرفين حيث نجح الثوار بإبعاد القوه الفرنسيه عن القريه مما أعطاهم المجال للإنسحاب ونزح أهل القريه بإتجاه إقليم البلان. بعدها توجه الثوار الى الفالوج ودارت هناك معركه طاحنه خسر فيها المجاهدون سبعة شهداء في حين خسر الفرنسيون أربعمائة قتيل ويصف هذه المعركه المجاهد حسن شمس الذي شارك بها قائلاً:كنا مئه واربعة عشر مجاهداً نملك بنادق بالإضافه الى ستة مجاهدين لا يملكون السلاح، عند المساء وصلنا الى الفالوج وقسمت القوه الى مجموعات وتمركزت غالبية القوه من الجانب الغربي لأن الجهة الغربيه كانت أوسع، كان الضباب كثيف والأرض مزروعه شعير، وعندما كنا هناك جاء مجموعه من كامد اللوز لتحصد الشعير فأبعدناهم شرقاً. عند بزوغ الفجر وصلت قوة استطلاع من الشمال على غير ما كنا نتوقع وكانت مرتفعه أكثر منا فاحترنا كيف يمكن أن نرتفع الى مكان يمكننا من مجابهة القوه، وفجأة جاءنا الفرج حيث عاد الضباب لينتشر بشكل كثيف مما مكننا من التحرك واخذ أماكن مناسبه. عندها وصلت طائره وبدأت تلقي بالمناشير تبشر بوصول جيش من الجهة الجنوبيه ، وبالفعل وصل هذا الجيش واصطف الجنود للتحيه عندها فتحنا عليهم النار مئه واربعة عشر مشط رصاص قبل أن يستطيعوا تصويب بنادقهم. استمرت المعركه ثلاث ساعات ونصف اضطررنا بعدها للإنسحاب عندما بدأ إطلاق نار من الشرق بإتجاهنا حيث علمنا أن هؤلاء الحصاده من كامد اللوز الذين أبعدناهم شرقاً كانوا قد وصلوا الى مخفر الحماره وابلغوا عن وجودنا فخفنا من التطويق وتراجعنا. إثر معركة الفالوج إستدعي الثوار إلى عين الشعره وإنضموا إلى مجموعة الثوار التي يقودها المجاهد أسعد كنج أبو صالح وإجتمعوا في قرية عين الشعره وقرروا الأستيلاء على قطنا ،وذلك بسبب موقعها الأستراتيجي ،وأنضم بعض الثوار من دمشق إلى هذه الحمله وبدأ القتال شرساً حيث هاجم الثوار قطنا من معظم جهاتها واستمرت المعركه حتى خيم الليل على المقاتلين وقد أستعملت فرنسا الطائرات والمدفعيه والأليات المدرعه، ولكن الثوار إستطاعوا أن يقتحموا الخطوط الدفاعيه وقتلوا من الجند الفرنسين عدداً كبيراً خصوصاً اولئك الذين إنسحبوا إلى ساحة مدرسة البلده . خسر الثوار في هذه المعركه حوالي أربعين شهيداً منهم المجاهد الشيخ خطار أبو هرموش(1) الذي عرف بنضاله ضد المستعمرين منذ الثورة العربيه الكبرى عام
1916.

(1) تولى الضابط الشهيد "خطار أبو هرموش" قيادة  مجموعة من الثوار الى جانب المجاهد محمود كيوان والمجاهد شكيب وهاب .
في معركة "الفالوج"
.......«لبى الضابط الشهيد "خطار أبو هرموش أبو فرحات" نداء "الشريف حسين" في 10 حزيران عام 1916 من "مكة المكرمة" لقيادة /50/ ألف متطوع...
وتمكن مع رفاقه الضباط والمتطوعين العرب بقيادة "الأمير فيصل" من تحرير "مكة المكرمة" و"جدة" و"الطائف" وعندما عين "الشريف حسين" ملكاً على العرب وأصبحت "العقبة" مركزاً للتجمع والتدريب في جيش الثورة العربية الكبرى ومقراً للقيادة ساهم مع رفاقه في انتصار القوات العربية في معركة "وادي موسى" شمال "العقبة" وفي معركة "الطفيلة" وفي تحرير "معان" و"عمان" وفي تحرير "درعا" حيث انتصر جيش "الثورة العربية" على الاستعمار العثماني التركي وكان مع رفاقه من الضباط الوطنيين على اتصال مع ثوار جبل العرب حيث تم في عام 1917 رفع علم الثورة العربية في بلدة "القريا" من قبل الضابط "خطار أبو هرموش أبو فرحات" ورفاقه، ومنهم "نسيب بكري" وغيره، ودخل مع رفاقه الثوار "دمشق" فاتحاً حيث ساهم في رفع "العلم العربي" في سمائها إلى جانب القائد العالم للثورة السورية الكبرى المجاهد "سلطان باشا الأطرش" والثوار من أبناء جبل العرب، وعندما اندلعت معارك الثورة السورية الكبرى كان الضابط "خطار أبو هرموش أبو فرحات" يشارك في وضع الخطط الحربية لمعارك الثورة ويدرب الثوار وأقاربه على القتال والرمي حتى أتقنوا القتال وقد استشهد في معارك الثورة مع الأشقاء: "سامي أبو هرموش" و"شريف أبو هرموش"، ورافقه من المجاهدين "حسين أبو هرموش" و"يوسف أبو هرموش" و"محمد أبو هرموش"».

 

معركة مجدل شمس الثانيه
هذه البطولات التي أبداها الثوار في إقليم البلان أوصلت الفرنسين إلى قناعه أنه لا يمكن إجتثاث الثوره إلا بالإستيلاء على مجدل شمس التي تجمع فيها كل ثوار الأقليم وكانوا يخرجون منها لضرب الفرنسين ثم يعودون إليها. لذلك بدأ الفرنسيون بوضع الخطه وحشد القوات التي تمكنهم من الأستيلاء على هذه البلده، ويقول قائد الثورة العام سلطان باشا الأطرش بمذكراته:" أنه من الطبيعي أن يحاول الفرنسيون تطهير الأقليم من الثوار بعد أن سيطروا نسبياً على الموقف في المناطق الأخرى وحدوا من الأخطار التي كانت تحدق بخطوط مواصلتهم الرئيسيه ومراكزهم العسكريه الهامه فيها فإذا تم لهم ذلك (أي الأستيلاء على مجدل شمس) يصبح طريق السويداءمفتوحاً أمامهم ويتفرغون لخوض المعركه الحاسمه". من هنا نستطيع أن نستنتج ثقل وحجم ثورة الإقليم وثوارها في تلك الفترة فقد أخذ الفرنسيون بالحسبان عدم دخولهم في مغامره ضد جبل العرب قبل القضاء على ثورة الإقليم خوفاً من أحداث فكي كماشه على القوات الفرنسيه في حال توجهها جنوباً بإتجاه السويداء. مع نهاية شهر أذار عام 1926 جهز الفرنسيون حملتين الأولى إنطلقت من مرجعيون وهدفها مهاجمة القريه من الغرب والشمال الغربي والثانيه إنطلقت من القنيطره ً وهدفها الهجوم من الشرق والجنوب وتبقى فقط الجهه الشماليه الشرقيه مفتوحه للثوار وهي منطقه جبليه وعره مكشوفه للطائرات ،وقد انيط بالجنرال كليمان غرانكور قيادة هذه الحمله. وتألفت الحمله الأولى حسب الكتاب الذهبي لجيوش الشرق الأوسط من اللواء الثالث من فيلق الرماة الإفريقين العشرين واللواء الثاني من فيلق الرماة الإفريقين الحادي والعشرين ولواء الشرق من جيش المستعمرات وكوكبه من فيلق الصباحين مع سريتين من المدفعيه. أما الحمله الثانيه فقد تألفت من اللواء الأول من فيلق الرماة الإفريقين الحادي والعشرين واللواء الأول والثالث من فيلق الرماة التونسيين السادس عشر بالإضافه إلى سريه من الدبابات مع خمس كوكبات شركسيه فضلاً عن السيارات الرشاشه. وصل عدد الثوار في مجدل شمس من أهل الإقليم إلى حوالي ستمائة مقاتل كانوا تحت قيادة المجاهد أسعد كنج أبو صالح.

وضع الثوار خطة الدفاع عن البلده كما يلي
1- التصدي للحملات الفرنسيه قبل وصولها إلى المجدل بهدف النيل من هذه القوات ومن معنوياتها إضافة إلى تأخير وصولها إلى البلده.
2- تقرر إخلاء النساء والأطفال إلى مكان آمن في جبل الشيخ كي لا يتعرضوا إلى بطش الفرنسين ونقمة أعوانهم إذا ما سقطت المجدل بأيديهم وللفرنسين وأعوانهم باع طويل في هذا المجال. ومنذ أواخر أذار وبداية شهر نيسان بدأ الثوار بالتصدي للحملات الفرنسيه في مواقع مختلفه مثل خان أرنبه، وجباثا الخشب ،الغجر ووادي العسل ،وكبدوا الفرنسين خسائر فادحه بالأرواح والعتاد. لم يترك الثوار المجال للقوات الفرنسيه بالراحه ليل نهار إلا أن الطائرات الفرنسيه بدأت في مطلع الثالث من نيسان بقصف جوي مكثف على المجدل وضواحيها وبدأت أيضاً المدفعيه تنصب من كل جانب وأستطاع الثوار رغم ذلك صد المدرعات والأليات ودحر المشاة وبدأوا يستعدون لهجوم معاكس على القوات الفرنسيه التي هاجمت البلده من جهات مختلفه.
ولكن عدد القوات الفرنسيه الهائل التي زجت في المعركه والمدججه بكل أنواع الأسلحه من طائرات ومدرعات ومدافع ،مقارنة مع عدد المجاهدين وأسلحتهم المتواضعه من جهه، وهجوم الفرنسيين من جهات البلده المختلفه ،الأمر الذي فرض على الثوار رغم قلة عددهم التوزع بمجموعات صغيره على أطراف البلده المختلفه من جهة ثانيه، هذا اضافة الى الجبهه الشماليه الغربيه التي فاجأهم منها وصول المغاوير الفرنسيين عن طريق بركة مرج المن مقتربين ،بمساعدة أحد الخونه من القرى المجاوره، من المكان الذي لجأ إليه النساء والأطفال والعجزه، هذه الأسباب مجتمعه جعلت قائد الثوره المجاهد أسعد كنج أبو صالح أخذ قرار الإنسحاب المنظم لحماية النساء والأطفال والعجزه. ويذكر قائد الثورة العام سلطان باشا الأطرش:" أن أبطال ثورة الإقليم بقيادة أسعد كنج أبوصالح تولوا حماية ظهر المنسحبين". رفض المجاهد البطل يوسف عماشه إخلاء بيته المطل على البويب وبقي يحارب ويدك الأعداء حتى فرغت ذخيرته، عندها فقط إستطاعوا الوصول إليه وألقوا قنبله داخل البيت من فتحه في السطح(روزنه) ،وأستشهد هذا البطل المغوار الذي حمى الثوار بإنسحابهم وساهم في عدم تمكن الفرنسيين من الوصول إلى النساء والأطفال.
وصل الثوار مع قافلتهم التي تضم النساء والأطفال والعجز إلى حينا في السادس من نيسان عام 1926 ويقول قائد الثورة العام في مذكراته:"أن الثوار أخذوا على عاتقهم حماية نساء القافله وأطفالها وشيوخها من كل عدو مغير أو طامع مستهتر بالقيم الإنسانيه والأخلاقيه عامةً والوطنيه خاصةً، يغتنم الفرصه للإفاده من تلك النكبه التي حلت بهؤلاء القوم المناضلين، الذين ضحوا بكل ما يملكون في سبيل الذود عن حرية بلادهم وصيانة شرفهم وعرضهم والإحتفاظ بكرامتهم وعزة نفوسهم". بدأت الأمطار تهطل والرياح تعصف فتوجه الثوار إلى قرية كناكر العجم الواقعه شرقي سعسع فأحسن أهل القريه ضيافتهم وضمدوا الجرحى وفتحوا لهم بيوتهم مدة يومين إستغلها الثوار بإرسال مجموعه من المجاهدين لطلب النجده من الجبل لملاقاة القافله. وكان سلطان باشا الأطرش والأمير عادل أرسلان برفقة عدد من الثوار في قرية جدل في قلب اللجاه.وصل الثوار الذين أرسلوا لهذه الغايه وأبلغوا قائد الثورة ورفاقه بما حدث ،وبدوره أرسل سلطان باشا الأطرش رسولاً إلى السويداء إلى عبد الغفار باشا الأطرش، فسارع عبد الغفار باشا إلى تعميم الخبر على أهل الجبل وعلق على الرساله التي أرسلها سلطان باشا الأطرش إليه مع الرسول قائلاً: "لحضرة إخواننا المحترمين سكان جبل الدروز روحاني جسماني الأفخمين دام بقاهم ... يتضح لكم حراجة الضيق والشده على نساء إخواننا أهل الإقليم وأطفالهم، فعليه نستنهضكم بإسم الدين والشرف والحميه الدرزيه قبل الفتك بأعراض النساء المذكورين بأن تسرعوا بما يمكنكم بالنجده القويه في رجال وجمال وبغال وخيل. فالوحى الوحى يا أهل الشرف والناموس لأن
"العرض عرضكم والدين دينكم"
على إثر هذه الرساله عمم شيوخ العقل الثلاثه: الشيخ أحمد الهجري، الشيح سعيد جربوع والشيخ علي الحناوي منشوراً على سكان الجبل جاء فيه: "...وتقرر فزعه عموميه لا يسمح لأحد فيها أن يبقى في بيته خلاف القاصر والعاجز فقط وكل بلد مكلف شيخها وسياسها ووجهاؤها أن يكونوا أمام البيرق وذلك من أجل نجدة إخوانكم أهالي الإقليم ورفعاً للحرب عن بلادكم. وقد كلفنا قائد الدرك التجوال في عموم أنحاء الجبل لأجل أن يراقب ويفتك بكل فدان بقر يفلح حيث تقرر تعطيل بقر البلاد إجمالاً مع الحرام الشديد وغضب الله الذي ما عليه من مزيد على كل من يتخلف عن الجهاد المقدس أمام حفظ الدين والعرض والناموس...
" عاد الرسول من الجبل وأخبر سلطان باشا الأطرش أن الجبل بدأ بالزحف بإتجاه منطقة اللجاه من أجل مساعدة أهل الإقليم ولكن سلطان باشا الأطرش ورفاقه لم يستطيعوا الإنتظار فخرجوا لملاقاة أهل الإقليم خصوصاً بعد ما علموا أن أدلاء من عشيرة السلوط المتعاونين مع فرنسا قد قادوا قافله النازحين إلى "بقع جمره" وهو مستنقع يغرق الأنسان في أوحاله حتى ركبتيه، فقام هؤلاء أي عشائر السلوط بمحاصرة القافله بتحريض من فرنسا من أجل النيل من الثوار هذا بالأضافه إلى السلب والنهب. أما الهدف الفرنسي الأبعد من ذلك هو تحويل الثورة عن مسارها وإدخال سوريا إلى حرب أهليه ذات بعد طائفي.
حاول الأمير عادل أرسلان وصحبه ثني سلطان باشا عن الركوب معهم خوفاً على حياته قائلاً: " إنك القائد العام لهذه الثورة ولا نريد أن تصاب بخدش بسيط على يد هؤلاء المرتزقه المتآمرين، فيغدو ذلك موضع فخرهم ومباهاتهم ". إلا أن قائد الثورة رفض هذا الأقتراح وقال للأمير عادل أرسلان:" كيف أطيق البقاء هنا ولو لساعه واحده وإخوتنا في محنه عظيمه، وعرضنا قد يستباح هناك فلنسر في طريقنا والله الموفق على كل حال ". إنطلق سلطان باشا الأطرش مع رفاقه حتى وصلوا إلى " بقع جمره " وكانت المعركه دائره على أشدها ويصف سلطان باشا هذا المنظر المريع: " سمعنا أصوات النخوات المنطلقه من الثوار النازحين تشبه زئير الأسود وقد إنتشروا حولهم (حول القافله التي تنقل النساء والشيوخ والأطفال) يذبون عنهم ويحمونهم بالمهج والأرواح."ويضيف: "يا لها من مناظر مروعه وقع بصري عليها حينما توسطنا صفوف المقاتلين رأيت- وكان الأمير عادل قريباً مني يرى المشاهد نفسها- جثث الأدميين والحيوانات التي تساقطت في المعركه غائصه في الأوحال، أطفال يختلط صراخهم بإستغاثات النساء ،صهيل الخيل ،خوار البقر وثغاء الماعز والأغنام.
جرحى خارت قواهم فتلوثت جراحهم بمياه المخاضه الأسنه..وعجزوا عن النهوض فاستسلموا للقدر. أم نجت بطفلها الرضيع فانتحت به جانباً محاولة تهدئة روعه بقطرات ماء نضحتها براحة يدها من مسيل هناك فأصابوها برصاصه في صدرها فلما ذهب قريب لها لإسعافها وإنقاذ طفلها وجدها تلفظ أنفاسها الأخيره ،والطفل مشدود بذراعيها إلى صدرها،يرضع لبناً ممزوجاً بالدم ". ويضيف: " لم تفعل سيوفنا في تشتيت قوى المرتزقه وتقريب ساعة النصر الحاسم عليهم،مثلما فعله حضورنا المفاجئ للمكان إذ ما كاد إخواننا كأسعد كنج أبو صالح ومحمود الطويل وغيرهم يلمحوننا ويتأكدون من حقيقة وجودنا بينهم حتى سرت في أوساطهم موجه عارمه من الحماسه ضاعفت معنوياتهم وشددت من عزائمهم في القتال. لقد ظن ثوار الإقليم أن بيارق الجبل قد وصلت وهكذا أيضاً ظن المرتزقه الأمر الذي أدى إلى دخول الروع قلوب المرتزقه فبدأوا بالفرار من أرض المعركه ". بعد تهدئة روع النساء والأطفال وتضميد الجرحى سارت القافله بإتجاه الجبل والتقت بطلائع بيارقه وبدأ يتوزع أفراد القافله على مناطق الجبل المختلفه.
حملة الإقليم الثانيه
بعد هذه الموقعه إنضم ثوار الإقليم إلى ثوار الجبل وخاضوا معهم معارك العز والكرامه ضد القوات الفرنسيه المستعمره وأستشهد وجرح عدد منهم في هذه المعارك. إلا أن القوات الفرنسيه بقيادة الجنرال أندريه إستطاعت أن تستولي على السويداء وبدأ يدب الوهن في جسد الثورة السوريه لذلك إتخذت قيادة الثورة في إجتماع "ساله" مجموعه من الخطوات والتدابير بهدف مهاجمة العدو وإشعاره بصلابة عزيمة الثوار وتصميمهم على القتال وعدم الإستسلام .وكانت إحدى هذه القرارات إعادة القوات النازحه من الإقليم بمحاولة لإحياء الثوره هناك من جديد، وبالفعل عادت مجموعه من المقاتلين من لبنان ومن الإقليم بقيادة المجاهدين الأمير عادل أرسلان وأسعد كنج أبو صالح.وكان قد إنضم إلى هذه الحمله ايضا المجاهد أحمد مريود ولحق بالثوار بعد ذلك كلاً من الأمير عزالدين الجزائري وصبري العسلي مع مجموعه من الثوار. انطلقت الحمله من الجبل في منتصف أيار من عام 1926 وبعد أن اجتازت "سكرة براق" انقسمت الى مجموعتين ، مجموعه سارت عن طريق "الدير علي" فاصطدمت بالقوات الفرنسيه عند وصولها الى الشوكتليه ومجموعه اخرى سارت عن طريق الغوطه الى عين الشعره ثم بإتجاه مجدل شمس فدخلوها وجعلوها من جديد مقراً للقياده وإدارة العمليات في المنطقه. لقد كان هدف هذه الحمله التقدم باتجاه البقاع والاتصال بقادة المجاهدين في بعلبك ومناطق الشمال هذا إضافة إلى إعادة إذكاء نار الثوره في الإقليم من جديد. اقتصرت العمليات الحربيه على مناوشات واشتباكات خاطفه مع الفرنسيين لأن عدد الثوار هذه المره لم يتجاوز المئه ولم تنجح الحمله في اثارة الحماسه من جديد عند أهل اقليم البلان وذلك لما عانته هذه المنطقه واهلها من ويلات في المعارك السابقه التي شاركوا بها. من جهة أخرى وتمشياً مع هدف الحمله ارسلت مجموعات صغيره مسلحه بإتجاه البقاع فوصل بعضها الى مجدل عنجر وتجاوزوها شمالاً حتى مشارف رياق وخلال مسيرتها كانت تقوم هذه المجموعات بأعمال تدميريه في سكك الحديد، وخطوط الهاتف، واطلاق النار على مراكز الدرك والجند الفرنسي، مما أثار حفيظة الفرنسيين وقرروا إجتثاث هذه الحمله من مصدرها قبل أن يشتد عودها. كان الثوار في الإقليم قد انقسموا الى مجموعتين: الأولى بقيادة المجاهد أسعد كنج أبوصالح رابطت في مجدل شمس والثانيه بقيادة المجاهد الأمير عادل أرسلان رابطت في قرية حضر. أما المجاهد أحمد مريود فقد أصر على الذهاب إلى قريته جباثا الخشب ظناً منه أنه يستطيع تثوير أهلها. حاول قادة الحمله ثنيه عن ذلك ولكن تحت ضغطه واصراره لبى قادة الحمله رغبته ورافقه الى بلدته مجموعه صغيره بقيادة الأمير عزالدين الجزائري والمجاهد صبري العسلي.

استغل الفرنسيون هذا التوزع لأفراد الحمله وتوجهت حمله من المتطوعه بقيادة كوليه في 30 أيار عام 1926 باتجاه جباثا الخشب لعلم الفرنسيين المسبق بأنها أضعف حلقه في حملة إقليم البلان الثانيه, زحف الفرنسيون ليلاً حتى لايشعر بهم الثوار ووصلوها عند الفجر فاندلعت المواجهه بين الطرفين. ورغم إستبسال الثوار المتواجدين في البلده إلا أن الفرنسيين كانوا متفوقين بالعدد والعده فخر المجاهد أحمد مريود شهيداً مع عدد من رفاقه ولم ينج من المجموعه التي رافقته سوى المجاهدين الأمير عزالدين الجزائري وصبري العسلي. وصلت نجدة الثوار من المجدل وحضر واشتبكوا مع القوات الفرنسيه التي بدأ يصلها المدد من قطنا والقنيطره مما أضطر الثوار، لقلة عددهم، الإنسحاب واختاروا أن يتجمعوا في قلعة جندل خوفاً من التطويق، وبعد تقييم الموقف قرروا العوده الى الجبل لمساندة الثوره هناك. وتوضيحاً لدور المجاهد أحمد مريود الذي ألتبس على الكثيرين ممن كتبوا عن الثوره نود أن نؤكد أن المجاهد أحمد مريود لم تتح له الفرصه للمشاركه في معارك الإقليم على الإطلاق لا في وادي التيم ولا في معارك مجدل شمس الأولى والثانيه لأنه كان قد أتهم في عام 1922 بتسهيل إغتيال الجنرال غورو ولذلك غادر سوريا إلى الأردن ثم إنتقل إلى العراق حيث كان يحكم الملك فيصل الأول. وعند نشوب الثورة السوريه الكبرى عاد ليشارك في هذه الثوره ولكنه لم يأت إلى الإقليم إلا في إطار الحمله الثانيه التي ذكرناها سابقاً. وكانت المشاركه الوحيده له في ثورة إقليم البلان معركة جباثا الخشب التي أستشهد فيها.
وصل الثوار إلى "وعرة الصفا" ثم الى اللجاه فقرية صميد حيث شاركوا بالمعارك التي كانت تدور هناك. وحضر المجاهدان الأمير عادل أرسلان وأسعد كنج أبو صالح إجتماع "بوسان" الذي شارك فيه قادة الثورة الفاعلون من أنحاء مختلفه من سوريا . في شهر (حزيران)

 

في (حزيران) تمت التحضير من قبل المجاهد رشيد بك طليع والدعوة من قبل المجاهد ابونايف علي الشاعر الي أجتماع بوسان(27حزيران عام 1926) وكان من بين الحضور :الدكتور عبد الرحمن الشهبندر, شكري القوتلي ,نزيه العظم,فوزي القاوقجي, الشيخ محمد الأشمر ,سعيد العاص,منير الريس, وأسعد بك كنج أبو صالح، أمين رويحه د,الشواف إسماعيل ومنوخ الحريري, مسطفى بوالحسنين ,فندي الحشيش العباس خليل المقبل المحايد ,الأمير عادل أرسلان ,رشيد طليع و كما جاء في مذكرات المجاهد متعب الجباعي كان من الحضور الشيخ الجليل احمد الهجري الي جانب سليمان نصار وجاد الله سلام  والعديد من رجلات المقرن الشرقي ...

 

حيث يذكر سلطان باشا في مذكراته:"بالإضافه لما ذكرنا أنفاً عن المجاهدين فقد كان يلازمنا أو يتردد علينا في تلك الأونه عدد من الزعماء والقاده أمثال الساده:الدكتور الشهبندر، شكري القوتلي، نسيب البكري، نزيه مؤيد العظم، فوزي القاوقجي، الشيخ أحمد الأشمر، سعيد العاص، منير الريس، الدكتور أمين رويحه، الدكتور محمد الشواف، إسماعيل ومنوخ الحريري،مصطفى أبو الحسنين،فندي الحشيش العباس،مصطفى الخليلي،خلف المقبل المحاميد،الأمير عادل أرسلان،رشيد طليع،وأسعد كنج أبو صالح". تقرر في إجتماع بوسان تقسيم قوات المجاهدين إلى ست مجموعات. إحدى هذه المجموعات قادها الأمير عادل أرسلان وأسعد كنج أبو صالح وتألفت من مجاهدي الإقليم ولبنان وبعض المقاتلين من جبل العرب.
إشترك ثوار الإقليم في معركة "الرشيده" التي حاول الثوار فيها تحقيق نصر كامل على القوه الفرنسيه ليلهبوا حماسة الشعب من جديد ولكنهم لم ينجحوا. ويصف سلطان باشا في مذكراته بطولات الثوار في هذه المعركه:"لقد إستبسل ثوارنا وأبدوا المهاره والجرأه ومقارعة العدو ما يدعو للفخر والأعتزاز وبخاصه عندما إلتحم فريق من فرسانهم ومشاتهم (مع الفرنسيين) أمثال أسعد كنج أبو صالح، شكيب وهاب،سليمان ونسيب نصار،جبر شلغين،محمود كيوان..." في أواخر تشرين أول عام 1926 قام عدد من قادة الثورة على رأسهم سلطان باشا الأطرش مع مجموعه من المجاهدين بجوله في بعض القرى في منطقة السويداء وعند مرورهم في قرية ميماس داهمتهم غاره جويه كبيره يصف نتائجها سلطان باشا الأطرش"... إستشهد من ثوارنا فيها ستة عشر رجلاً في منزل واحد وكتب النجاة لرفيقنا المناضل أسعد كنج أبو صالح الذي خرج من بين الأنقاض مصاباً برضوض شديدة".
قام الثوار بنحر أحد العجول وأخذوا جلده ولفوا به المجاهد أسعد كنج أبو صالح الذي كاد أن يستشهد ونقل إلى الأردن ومن ثم إلى فلسطين للعلاج وبعد أن كتب له الشفاء بمعجزه، عاد ليقاتل مع الثوار من جديد. وقد أطلق عليه المجاهد شكري القوتلي، وهو أول رئيس لسوريا بعد الإستقلال، لقب "الشهيد الحي". لم يستطع الثوار الصمود في وجه فرنسا ومع مطلع عام 1927 إضطروا لمغادرة سوريا إلى الأزرق في الأراضي الأردنيه ألا أن بريطانيا، التي كانت قد وقعت إتفاقاً مع فرنسا بعد حل مشكلة الموصل بين الدولتين المستعمرتين، رفضت بموجبه إبقاءهم هناك فإضطروا إلى الرحيل إلى وادي السرحان في السعوديه، بعد أن توسط لهم بذلك شكري القوتلي مع الملك عبد العزيز إبن سعود. أقيمت في وادي السرحان نزل (خيم) مثلت مناطق سوريه المختلفه وقادة ثوراتها وذلك لتقسيم المساعدات التي كانت تأتي للثوار من المهجر بالتساوي. وقد كان أحد هذه النزل خيمة الأقليم وقائد ثورتها المجاهد أسعد كنج أبوصالح، بقي الثوار هناك يعانون الأمرين حتى إعلان العفو العام عن الثوار فعادوا من جديد إلى سوريا.ولم يعد ثوار الإقليم مباشرة إلى مجدل شمس حيث ذهب قسم منهم لفتره وجيزه إلى فلسطين ثم عادوا من جديد إلى قراهم.
"الصحافة "كم قتيل كما قتلت شهيداً ألشهيد أحمد مريود"

 

نكبت البلاد العربية ، أصيبت الأمة السورية باستشهاد بطل كبير من اشجع  الرجال وزعيم وطني  ومفكر من خيرة ركال عصره واهل الرأي فيها المرحوم أحمد مريود واحد من رجال الحركة الوطنية في بلاد العرب  اللذين انشغلوا في استقلال البلاد  منذ امد طويل في أيام الترك وما بعدها ...

 

...أحمد مريود الزعيم الوطني  حل على رائس جند عظيم في قرية جباثا الخشب الواقعة الى الشمال الغربي من القنيطرة  يوم 31 مايو عام 1926 الساعة الواحدة واختلط دمه الطاهر  الزكى بتربة الوطن ....

 

..أحمد مريود فهز من قدماء المنشغلين بالوطنية العربية وقد جاهد في سيفه وقلمه في سورية وشرقي الأردن والعراق ..

 

..أحمد مريود هو من السباقين الأوائل الذين قدموا ولائهم للثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش ..

 

..فالحق بفؤاد أيها الحبيب والحق  باؤلئك الأبطال  الأعزاء الذين لم يسبقوك بينا الأقدار أبعدتك عنهم ، فتغلبت عليها بجلدك وشجاعتك وصدق عزائمك وكنت من السباقين المبرزين ، والسابق منا جواد

 

..أحمد مريود هو الذي أطلق الرصاص على سيارة الجنرال غورو في القيطرة :

 

...في ذمة الله ياأحمد...

 

في ذمة الله ايها الحبيب الراحل  وفي سبيل الوطن دمك الزكى الطاهر، فنم قرير العين ، لأنك أحببت بموتك أمة طالما كافحت القدر من أجلها ودرأت عادية الفنا عنها  وكما كنت في حياتك قدوة لأبناء هذا الجيل  فأنك ستظل بعد مماتك نبراساً يستضى بنوره أبناء الأجيال المقبلة أبدا الدهر ، ولك علينا عهد يأحمد أن اسمك سيضل منقوشاًعلى صفحات صدورنا  وصدور أبنائنا وصدور أحفادنا الى يو م القيامة ، وأنك ستبقى رمزاً حياً لنهضة العرب وحجراً اساساًفي بناء استقلالهم  وأن الأمنية التي جاهدت في سبيلها .

 

ستضل أميتهم إلى ان تتحقق وأن طريق التضحية التي سلكتها  سيسير خلفك فيها

 

الألوف و مئات الألوف من أبناء أمتك الي فجعت بك ما أعظم مانفجع به الأسم .

 

اما تلك الفئة الضالة التي فدرت بك  وتلك الأمة التي تركت بلادك خراباً، فلن يصفى لهم جو في سوريا وبلاد العرب مظل فينا عرق ينبض :

 

فالحق بفؤاد أيها الحبيب والحق  باؤلئك الأبطال  الأعزاء الذين لم يسبقوك بينا الأقدار

 

أبعدتك عنهم ، فتغلبت عليها بجلدك وشجاعتك وصدق عزائمك وكنت من السباقين

 

 

 

المبرزين ، والسابق منا جواد .

 

أيايه يا احمد لقد توالت علينا النكبات ،فجفت من المآقى ولم يعد  في عيوننا دموع نذرفها ولكن لايزال فينا دم يراق .فعد لنا يجوارك للكثير من أخوانك المفجوعين بك لأن القبر ، وأنت فيه الى جانب العزيز فؤاد وبقية الأخوان من اشهداء والأبطال ،خير من حياة لم يعد لنا فيها من لذة بعدكم ، غير لذة النصر التي حرمتتموها

 

با اجسادكم الآن ، ولكنكم ستشتركون فيها قريباً بآرواحكم الطاهرة أنشاء الله

 

التوقيع ...مضر ....ِا.د

 

https://aljibaie.jimdo.com/المراجع-ومركز-التوثيق/

 

 

 

فينا في 10042018