http://www.sultanalattrache.org/poetry.php

 

 

 

سلطان باشا  الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى

 

سلطان الأطرش والمعروف باسم سلطان باشا الأطرش (5 مارس 1891 – 26 مارس 1982) قائد وطني ومجاهد ثوري سوري درزي القائد العام للثورة السورية الكبرى 1925، ضد الانتداب الفرنسي، أحد أشهر الشخصيات الدرزية في العصر الحديث عرف بوطنيته وشجاعته ورفضه لتجزئة سورية.

 

ولد سلطان باشا الأطرش في قرية القريا في محافظة السويداء منطقة صلخد في الجمهورية العربية السورية في العام 1888 وتوفي في 26 مارس 1982، لدى عائلة الأطرش الدرزية الشهيرة. والده ذوقان بن مصطفى بن إسماعيل الثاني مؤسس المشيخة الطرشانية 1869، كان مجاهداً وزعيماً محلياً قاد معركة ضارية في نواحي الكفر عام 1910، وهي إحدى معارك أبناء الجبل ضد سامي باشا الفاروقي، والتي كانت تشنها السلطنة العثمانية على جبل الدروز لكسر شوكته وإخضاعه لسيطرتها، أعدمه الأتراك شنقاً بسبب تمرده عام 1911. أماّ والدة سلطان فهي شيخة بنت إسماعيل الثاني.

 

هو كبير إخوته علي ومصطفى وزيد، وله أختان سمّية ونعايم تزوج في سن التاسعة عشرة من عمره من ابنة عمه فايز غازية لكنها توفيت بعد فترة قصيرة دون أن يرزق منها أطفالاً و بعد عودته من الخدمة الإجبارية تزوج من ابنة الشيخ إبراهيم أبو فخر من بلدة نجران واسمها تركية ورزق منها جميع أولاده الذكور: طلال وفواز ويوسف وجهاد توفوا جميعاً ومنصور وناصر وطلال والإناث: غازية

 

الثورة العربية الكبرى

 

أدى سلطان الأطرش الخدمة العسكرية في البلقان، ومنذ عودته تابع الاتصال بالحركات العربية بفضل علاقته الدائمة بدمشق، فصارت القرياّ ملجأ ومعقلاً للفارين من الأتراك وللمناضلين الملتحقين بالثورة العربية في العقبة. وكان سلطان الأطرش أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سورية قبل دخول جيش الملك فيصل، حيث رفعه على داره في القرياّ، وكان في طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق سنة 1918، بعد أن رفع العلم العربي في ساحة المرجة فوق دار الحكومة بدمشق، منحه الملك (فيصل الأول) لشجاعته لقب (باشا) عام 1918، في الجيش العربي. وقد طرح الفرنسيون عليه الاستقلال في حكم الجبل وتاسيس بلد مستقلة في محافظة السويداء فرفض رفضا قاطعا لسعيه الدؤوب نحو دولة عربية مستقلة بعيدا عن التجزئة والاستعمار.

 

بدايات النضال ضد الفرنسيين

 

في تموز 1920، جهز سلطان الأطرش قوات كبيرة لنجدة يوسف العظمة في ميسلون ووصل مع فرسانه إلى براق جنوب دمشق، إلا أنه سمع هناك نبأ حسم المعركة وانكسار الجيش العربي واستشهاد القائد يوسف العظمة وزير الدفاع. عارض سلطان إنشاء الدولة الدرزية عام 1921 وقبل ذلك وبعده عارض بشدة الانتداب الفرنسي، فأرسل رفاقه للحاق بالملك فيصل الأول قبل إن يغادر على الطراد البريطاني في (حيفا)، برسالة شفهية نقلها حمد البربور إلى الملك فيصل الأول مفادها، دعوة الملك إلى السويداء- جبل العرب لإقامة الدولة العربية هناك والاستمرار بالمقاومة. إلا أن جواب الملك فيصل كان: "قل لسلطان، فات الأوان". ومن بعد أن قال مات الفيصل

 

الثورة السورية الكبرى

 

المناوشات الأولى

 

في تموز 1922، بدأت علاقة سلطان تسوء مع الفرنسيين بعد اعتدائهم على التقاليد العربية في حماية الضيف، حين اعتقلوا أدهم خنجر وهو لبناني عاملي اشترك في عملية محاولة اغتيال الجنرال غورو وحاول الاحتماء بدار سلطان باشا الأطرش هرباً من الفرنسيين، إلا أنه اعتقل قبل وصوله إلى الدار، وكان سلطان الأطرش خارج قريته يومها.

 

بعد هذه الحادثة التي اعتبرها سلطان الشرارة الأولى لإكمال مشروع المقاومة، جهز سلطان قوة من رجاله واشتبك مع الفرنسيين في معركة تل الحديد 1922 وكان من نتائجها:

 

ذبح فرقة الضابط بوكسان

 

محاصرة السويداء

 

أسر أربع جنود فرنسيين

 

 

 

لجأت فرنسا إلى خديعة المجلس النيابي الذي طلب من سلطان إطلاق الجنود الفرنسيين مقابل إطلاق سراح أدهم خنجر، ولكنها سرعان ما أرسلت أدهم إلى الإعدام في بيروت ودمرت منزل سلطان الأطرش. لجأ سلطان والثوار إلى الأردن مؤقتاً حيث عادوا بعد سنة إلى الجبل وكان قد اكتسب شعبيةً هائلة. إلا أنه وحتى نهاية حياته كان يشعر بالحسرة على عدم إمكانية إنقاذ الشهيد أدهم خنجر.

 

انطلاقة الثورة من جبل الدروز

 

الثوار الدروز يتحضرون للذهاب مع سلطان الأطرش في عام 1925

 

في عام 1925 انطلقت الثورة من جبل الدروز، الذي سمي جبل العرب بعد انطلاقتها، لأن هدف الثورة الأول كان إقامة الدولة العربية الحرة وتوحيد سورية ساحلاً وداخلاً والاستقلال ورفض الانتداب الفرنسي، لتشمل سورية كلها وجزءاً من لبنان. وقد تولى سلطان باشا الأطرش قيادتها بالإجماع في مؤتمر ريمة الفخور بعد أن شهد العالم معركة المزرعة، التي قضى فيها الثوار على حملة ميشو والتي كان قوامها 13000 جندي، أما الثوار فكان عددهم 400 ثائر. وبعد هذه المعركة المظفرة، التحق الوطنيون الدمشقيون والسوريون والعرب بركبها. وتعد من أهم الثورات ضد الاحتلال الفرنسي بسبب أنها شملت سورية كلها وامتازت بمعارك ضارية بين الثوار والقوات الفرنسية. وكان لها العديد من النتائج الملموسة.

 

أسباب الثورة هي الرفض القاطع للانتداب وللتقسيم الطائفي التي قامت به فرنسا في سورية، حيث قسمت البلاد إلى دويلات طائفية، فرفع سلطان باشا الأطرش شعار الثورة الشهير: الدين لله والوطن للجميع، وكان هذا الشعار صفعة في وجه هذا التقسيم الطائفي لسورية.

 

معركة الكفر وبدايات الثورة

 

بدأ سلطان بالتنقل بين قرى الجبل يحرض الأهالي على الثورة ضد الفرنسيين ويستثير النخوات وكانت أول عمليات الثورة العسكرية إسقاط الثوار طائرتين فرنسيتين إحداهما وقعت قرب قرية امتان وأسر طيارها، تجمع الثوار بقيادة سلطان ثم هاجموا صلخد في 20 تموز 1925 وأحرقوا بمساعدة أهلها دار البعثة الفرنسية فانطلقت في اليوم نفسه حمله فرنسية بقيادة نورمان الذي استخف بقدرات الثوار اتجه إلى الكفر وأمر جنوده بالتمركز حول نبعها.

 

 

 

أرسل سلطان إلى نورمان مبعوثاً لينصحه بالانسحاب فأجابه بالرفض وكرر التهديدات بالقبض على سلطان وأعوانه وأنه يمكنه أن يقتل ثلاثة آلاف درزي بالرشاش الذي معه. وقال لهم إذهبوا إلى سلطان وقولوا له أنني بانتظاره على أحر من الجمر في هذا المكان.

 

 

 

بدأت المعركة ظهراً ولم تدم طويلاً. وحالت سرعة الهجوم وهول المفاجأة بين الفرنسيين وأسلحتهم. وبدأ القتال بالسلاح الأبيض ودخل الثوار بين الفرنسيين وقتل نورمان قائد الحملة قضى الثوار على الحملة كلها تقريباً. كانت خسائر الدروز في معركة الكفر 54 شهيداً من بينهم شقيق سلطان الأطرش، مصطفى الأطرش وتذكر المراجع الفرنسية أن 172 جندياً فرنسياً قتلوا بينما يذكر من حضروا المعركة أن خسائر الفرنسيين كانت أكثر من ذلك بكثير وتقدر بعدة آلاف (يذكر الجنرال أندريا أنه لم ينج من معركة الكفر من الجنود الفرنسيين إلا خمسة، أنظر المرجع الأول ص 85) 66

 

قاد الأطرش العديد من المعارك الظافرة ضد الفرنسيين كان من أبرزها: معركة الكفر ومعركة المزرعة في 2 و3 آب، 1925، ومعارك الإقليم الكبرى، ومعركة صلخد، والمسيفرة، والسويداء ومعارك أخرى كبد فيها الجيش الفرنسي خسائر هائلة. وفي 23 آب أصدر سلطان باشا الأطرش بيانه الشهير (إلى السلاح) الذي أعلن فيه أهداف الثورة وهي توحيد سورية والاستقلال وإقامة الدولة العربية الحرة.

 

عرض الفرنسيون على سلطان باشا الأطرش الاستقلال بالجبل وتشكيل دولة مستقلة يكون هو زعيمها مقابل وقف الثورة لكنه رفض بشدة مصراً على الوحدة الوطنية السورية. قامت السلطات الفرنسية بتعذيب السكان في حال تعاونوا مع الثوار، وعند انتهاء ثورة عبد الكريم الخطابي في المغرب العربي، ازداد الضغط على الثوار في سورية، فلجأوا إلى الأزرق في جنوب الأردن، حيث بدأوا بشن الهجوم على القوات الفرنسية انطلاقاً من هناك. إلا أن قوات الانتدابين الفرنسي والبريطاني حاصروا الثوار وقطعوا عنهم الماء نهائياً. بدأ زخم العمليات الحربية يخبو بسبب قلة السلاح لدى الثوار، فعرضت فرنسا عليهم الاستسلام وحكمت بالإعدام على سلطان الأطرش، فرفض الاستسلام ورفض تسليم السلاح وقرر الرحيل بمن معه من رجال إلى ان يعود الاستقلال من خلال اتفاقية عصبة الأمم بخصوص الانتداب فرحل إلى وادي السرحان في الجوف حيث طلب الإذن من الملك عبد العزيز بن سعود بالنزول في دياره وسمح له. وبقي هناك (1927-1932) مع رفاقه (حوالى 300) إضافة للنساء والأطفال، فعاشوا شظف العيش في الصحراء. وهناك بقي سلطان الأطرش على اتصال بالوطنيين وبكل التحركات السياسية في القضية السورية، ودعا في 29/10/1929 إلى مؤتمر عام لبحث القضية السورية وقد حضر هذا المؤتمر، الذي سمي بمؤتمر الصحراء، كل الوطنيين والسياسيين العرب المهتمين بالقضية السورية. وصدر في نهايته مقررات هامة رسمت المسير السياسي للقضية في ما تلى من أحداث. واستمر في المقاومة المتمثلة برفض الاستسلام. ثم في العام 1932 سمح لسلطان ورفاقه بالدخول للعيش في الكرك وعمان في الأردن، إلى أن عاد إلى الوطن في 18/5/1937 بعد إلغاء الحكم بالإعدام وبعد اتفاقية 1936 حيث استقبل استقبالاً شعبياً هائلاً.

 

 

 

نتائج الثورة

 

أجبرت الثورة فرنسا على إعادة توحيد سورية بعد أن قسمتها إلى أربع دويلات: دمشق، وحلب، وجبل العلويين، وجبل الدروز

 

اضطرت إلى الموافقة على إجراء انتخابات فازت فيها المعارضة الوطنية بقيادة إبراهيم هنانو وهاشم الأتاسي.

 

اضطرت فرنسا إلى عزل مفوضيها الساميين وضباطها العسكريين في سورية وتعيين البدائل عنهم، كما حصل مثلاً مع المفـوض السامـي (سراي) بعـد مهاجمة الثـوار لقصر العظم بدمشق، فعينت المسيو (دي جوفنيل)

 

قصفت دمشق بالطيران لمدة 24 ساعة متواصلة

 

أرسلت فرنسا أحد أبرز قياديها الجنرال غاملان بعد تزايد قوة الثوار وانتصاراتهم.

 

أعداد شهداء الثورة السورية الكبرى كما ورد في كتاب «قبسات في جبل العرب والثورة السورية الكبرى عام 1925» وذلك حسب المحافظات السورية

 

من ذاكرة الثورة

 

يُذكر أن المجاهد سلطان كان ومع فرقة من الثوار يعبرون منطقة جبلية وعرة متجهين إلى الأردن، ويقال أنه قد تم نصب كمين لهم من قبل الفرنسيين الذين لم يستطيعوا تتبعهم من دون تغطية لطيرانهم الجوي، وفي ساعةٍ مبكرة فوجئ الثوار بقصف جوي كثيف وعلى حين غرة، فراح المجاهدون ينجون بأرواحهم مختبئين بين الصخور المتناثرة على جانب الطريق، ويذكر أن المجاهد سلطان ظل ممتطيا ً جواده غير آبهٍ بقصف الطيران الفرنسي وحينما انتهى القصف ظن الثوار أن سلطان قد استشهد، وإلا به من بين الدخان يتراءى على فرسه من بعيد وعلى وقع ذات الخطوات رافما ً رأسه وحاضناً بندقيته وكأن قصفا ً لم يكن... وما إن رآه الثوار إلا وراحوا يصيحون روح يا بطل الله يحييك... الله أكبر... الله أكبر...

 

كذلك يُذكر أن المجاهد سلطان الاطرش ومعه مجموعة من قادة الثورة لجأوا إلى الشيخ سلطان بن سطام الطيار شيخ قبيلة ولدعلي من عنزة ومن قيادات الثورة لقيادة الثورة من مركز بعيد عن مراكز الفرنسيين. وهذا مما يدل على حنكة وذكاء المجاهد سلطان الاطرش. وقد مكثوا لدى القبيلة بضيافة شيخها مدة ستة أشهر تقريبا حتى اكتشفت القوات الفرنسية امرهم فشنت عملية عسكرية برية باءت بالفشل بعد أن تمكن فرسان القبيلة من اقتحام أحد المدافع الذي كان يتحصن خلفه الجنود الفرنسيون فانهزموا. ليعيدوا الكرة بعد ذلك مزودين بالطائرات. وهي من العمليات العسكرية التي ذكرت بالتفصيل في الارشيف الفرنسي.

 

مآثر عن الثورة والثوار

 

بعد الاستقلال طلبت صحفية ألمانية من القائد العام ان يوجز لها البطولات التي اجترحت خلال الثورة فأجابها: لا يوجد على هذه الأرض حجر الا وقلبته حوافر خيلنا، ولا توجد حفنة تراب لم ترو بدمائنا، ولكل مجاهد فينا قصص كثيرة من قصص البطولة والشهادة والفداء وليست قصة واحدة، ويلزمنا لرويها تاريخاً كاملاً، فكيف يمكن ايجازها.

 

 

 

يروي سلطان باشا الاطرش في كتاب (أحداث الثورة السورية الكبرى كما سردها قائدها العام سلطان باشا الأطرش، دمشق، دار طلاس، ط2 2008) انهم حين وصلوا، ثوار الجبل وثوار الغوطة، لفك أسر النساء والأطفال وكبار السن من أهالي الجولان الذين ساقهم حلفاء الفرنسيين إلى منطقة موحلة تسمى (نقعة جمرا) استعاد ثوار الإقليم معنوياتهم وصاروا يزأرون كالأسود ويفتكون بأعدائهم، ويضيف انه من أكثر المشاهد ايلاماً غوص الأطفال والنساء بالأوحال، وتلوث جروح المصابين بالطين، وان أماً قتلت برصاص الفرنسيين فاقترب منها أحد أقاربها ليأخذ طفلها عن صدرها، فهب ينخي الرجال وينشدهم الأخذ بالثأر وهو يصيح: هذا الطفل يرضع حليباً ممزوجاً بالدم. يذكر ان سبعة من آل علم الدين قضوا في معركة السويداء وهم يتداولون رفع بيرق مدينتهم ولم يسمحوا بسقوطه فسجلوا مأثرة من مآثر البطولة التي لا تمحى.

 

النضال ما بعد الثورة السورية الكبرى

 

لم يتوقف نضال سلطان الأطرش بعد الثورة، بل شارك أيضاً بفعالية في الانتفاضة السورية عام 1945 وكان جبل العرب بتوجيه منه أسبق المحافظات السورية في طرد الفرنسيين إذ طوق أبناؤه مراكزهم وأخرجوهم، وذلك كان بقيادة الأمير حسن الأطرش محافظ الجبل آنذاك، وانتقمت فرنسا لنفسها من انقلاب الجبل هذا وتحرير السويداء بقصف دمشق والسويداء وأنحاء من سورية في 29/5/1945. فكان ذلك بداية خروجهم من سورية، كما دعا في العام 1948 إلى تأسيس جيش عربي موحد لتحرير فلسطين، وبالفعل تطوع المئات من الشباب واتجهوا للمشاركة الفعلية في حرب 1948، واستشهد هناك حوالى 80 شاباً من الجبل.

 

وأثناء حكم الشيشكلي، تعرض سلطان باشا الأطرش لمضايقات كثيرة نتيجة اعتراضه على سياسة الحكم الديكتاتوري، فغادر الجبل إلى الأردن في كانون ثاني 1954، عندما عمّ الهياج أنحاء سورية لاسيما بين الطلبة الذين كانوا في حالة إضراب مستمر، واعتقل العديدون بينهم منصور الأطرش أحد أبناء سلطان الأطرش، فجرت محاولة درزية لإخراجه من السجن أدت إلى اشتباك مسلح، سرعان ما تحولت إلى معركة في جبل العرب، وعاد الأطرش إلى بلده بعد سقوط الشيشكلي. أيد سلطان الأطرش الانتفاضة الوطنية التي قادها الزعيم الدرزي كمال جنبلاط في لبنان عام 1958، ضد سياسة كميل شمعون، كما بارك الوحدة العربية التي قامت بين مصر وسورية عام 1958، ووقف بحزم وثبات ضد عملية الانفصال عام 1961.

 

من اروع ما سطر تاريخ الدروز في الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسين الجزء الرابع عشر : معركة المسيفرة
موقع هنا

من اروع ما سطر تاريخ الدروز في الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسين الجزء الرابع عشر : معركة المسيفرة

نقوم في موقع "هنا" بنشر سلسلة من التاريخ الدرزي على مراحله المختلفة نطرح بها معطيات ومعلومات تاريخية عن هذه الطائفة الابية وتاريخها المشرف ونخص بهذا الطرح الجيل الشاب الذي يغيب عنه هذا التاريخ او لديه جزء من المعلومات ولكن ليس كاملة او دقيقة.

 

آ – معركة المسيفرة : ( فذة في تاريخ الثورة )

 

بعد مؤتمر ريمة اللحف دعا قائد الثورة إلى الإجتماع في قرية " سهوة بلاطة " في 16 أيلول 1925م , وقد وصلت إلى الإجتماع رسالة من الثعلة من المجاهد محمد عز الدين جاء فيها ما يلي :

 

" نعلمكم أن الجيش الفرنسي قد تمركز في قرية المسيفرة و نصب خيامه على البيادر و الأراضي المجاورة لها , و حفر الخنادق و مد الأسلاك الشائكة حولها , و قد وصلت طلائعه إلى تلول خليف بحيث أصبحت تهدد قرانا القريبة بالخطر العظيم و قد اشتبكت خيالتنا معها مساء أمس و صباح اليوم , نقترح مهاجمة المسيفرة و تحريرها فورا ً قبل أن تقوى شوكة الفرنسيين فيها و تغدو قاعدة حصينة لهم , يشنون منها غاراتهم علينا "

 

و بعد المشاورة بالاجتماع لم تجد القيادة التعرض للعدو في منطقة سهلية , فقررت الانتقال إلى قرية كناكر الأقرب للحشود الفرنسية للالتقاء بعدد أكبر من القادة و أهل الرأي

 

و هنا تغلب الحماس الشديد على الرأي السديد في خضم الأهازيج الحربية و النخوات الشعبية , و بات الزحف العام على المسيفرة في ظلمة الليل الحالك أمر لا مفر منه لمباغتة العدو و إبادته قبل 17 أيلول 1925م , و هنا يروي سلطان الأطرش الوقائع بمذكراته كما يلي :

 

تقدمت الجموع بعد منتصف الليل بحذر شديد حيث توقفت قليلا ً قرب تلول خليف لتصل البيارق المتأخرة و يكتمل الحشد , ثم تابعت زحفها من جديد بعزيمة ثابتة و إرادة لا تقهر , و كان في المقدمة حملة البيارق من السويداء و أكثر القرى مع مشاهير القادة الأبطال مثل محمد عز الدين و نزيه المؤيد العظم و سرحان أبو تركي الديري و حمزة درويش و عبد الغفار الأطرش و عدد كبير من شيوخ الدين الأتقياء مثل سعيد الحلبي و سعيد الحناوي .

 

كانت القوات الفرنسية متحصنة داخل بيوت القرية , و قد حفرت الخنادق و الاستحكامات على محيط القرية , مع خطوط الأسلاك الشائكة و العريضة و الآليات المدرعة و مرابض الرشاشات الكبيرة و مدافع الميدان الثقيلة , و قد أشارت أكثر المعلومات لتعدادها بحوالي ألفي مقاتل بقيادة الكابتن " أندريا " .

 

حوالي الساعة الثالثة و النصف صباحا ً أشرفت مقدمة الثوار على خطوط العدو من الناحية الشمالية الشرقية للقرية في سهل منبسط فسيح يمتد على مساحة واسعة , و من هنا انطلق عيار ناري نبه قوات العدو التي أخذت زمام المبادرة , فأطلقت في الحال الأسهم المشعة التي أضاءت سماء المعركة و أمطرت الثوار بوابل من رصاص بنادقها و رشاشاتها و مدافعها , أوقع أكثر من مئتي ثائر بين قتيل و جريح في السهل المكشوف لنيران أسلحتها الغزيرة , مع ذلك استمر هجوم الثوار العنيف فالتحم بعضهم مع الجنود في استحكاماتهم بالسلاح الأبيض و اجتاز البعض الآخر بجيادهم الأصيلة الحواجز و الأسلاك الشائكة ليدخل القرية و يحتل الجبهة الجنوبية الشرقية منها و يركز راياته فوق أسطح المنازل , و راح ينازل الجنود في تحصيناتهم داخل بيوت القرية و في طرقاتها , فاستولى الثوار بذلك على كثير من الأسلحة و الذخيرة التي ساعدتهم على مواصلة المعركة داخل القرية , كما استولوا على اصطبلات الخيول و العتاد و التموين .

 

في صباح 17 أيلول 1925م شن الثوار الذين لم يتمكنوا من دخول المسيفرة ليلا ً هجوما ً نهاريا ً لسحق مقاومة العدو , إلا أنهم اضطروا للتراجع تحت ضغط نيران العدو المستميت و غارات طائراته التي بلغت سبعا ً و عشرين غارة خلال ثلاث ساعات " الكتاب الذهبي لجيوش الشرق " أمطرت الثوار بسيل من نيران القنابل و الرشاشات أبعدتهم حتى قرية أم ولد , لكنهم تقدموا بعد ذلك حتى تلول خليف و أرسلوا فصائلهم تهاجم الجناح اليساري و الجبهة الغربية للحملة الفرنسية لتقطع طريق الإمدادات عنها , و قد استولت على طريق درعا المسيفرة ثم طريق الكرك المسيفرة .

 

عند العصر تقدمت كتيبة الفرسان السباهية الفرنسية تهاجم الثوار داخل المسيفرة فتناخوا و أطلقوا أهازيج تشق عنان السماء , و اشتبكوا معهم في معركة حامية الوطيس ردت السباهيين على أعقابهم قبل المغيب , و عندما خيم الظلام تنادى الثوار للخروج من القرية التي كانت طرقاتها مليئة بجثث الجنود و الخيول , و غنموا كثيرا ً من الخيول و الأسلحة , و خرجوا من المنفذ الوحيد نحو الشرق تحت وابل من رصاص العدو الذي تنفس الصعداء , و انفرجت أزمته بخروج الثوار من القرية تاركين الرايات المنصوبة على سطوح المنازل لصعوبة نقلها بين الأسلاك الشائكة في الطريق الطويل المعرض لرصاص الجنود المحصنين في خنادقهم .

 

و يضيف سلطان الأطرش بمذكراته :

كان الانسحاب صدمة لقيادة الثورة التي كانت تواصل الجهد لقطع اتصال العدو مع مراكز امداده الرئيسية الثلاث " أزرع – خربة غزالة – درعا " لتشديد الحصار على الحملة و الإجهاز عليها في مواقعها , و قد فقدت الثورة بذلك أهم عنصر من عناصر النجاح في الهجوم عل المسيفرة , و أصبح من الصعب إعادة الوضع لما كان عليه , وتراجع الثوار تاركين حوالي 200 شهيدا ً قدموا أرواحهم الطاهرة فدىً للوطن في سبيل التحرر و الاستقلال منهم :

 

الشيخ سعيد الحجلي – الشيخ سعيد الحناوي – الشيخ سلمان حمزة و أولاده الخمسة ( يوسف و سليمان و مهنا و سليم و نصر الدين ) كما استشهد المجاهد عطا الله العودة من مسيحيي أم الرمان , و كان من ضحايا الغدر الفرنسي ثلاث من أعيان المسيفرة هم :

 

محمد الزعبي و عبد الحليم المصطفى و حمد الموسى , أعدموا رميا ً بالرصاص في أعقاب المعركة بسبب تأييدهم للثورة .

 

 أما خسائر الفرنسيين فقد قدرت بتسعمائة قتيل و عدد كبير من الجرحى بالإضافة للعتاد و الذخيرة و الخيول .

 

يقول الأستاذ منير الريس : معركة المسيفرة تعد من أكبر المعارك فخرا ً لأبناء معروف , فلولا الطلقة النارية التي نبهت الفرنسيين في بداية المعركة لدخل الثوار القرية في الظلام و أجهزوا على الحملة في تحصيناتها .

 

استغل الفرنسيون انسحاب الثوار من المسيفرة و طبلوا و زمروا لنصرهم الوهمي و عرضوا الرايات التي تركها الثوار على سطوح المنازل كأنها رايات كسبوها في المعركة بعد قتل الجموع التي تسير تحتها , و من دجلهم اعترفوا بعدد قليل من الضحايا " ضابط و خمس و أربعين جنديا ً قتلى و أربع ضباط و سبعين جريحا ً من الفرقة الأجنبية و ضابط و أربعة عشر قتيلا ً من الرماة التونسيين " كتاب جيوش الشرق "

 

و هنا يذكر قائد الحملة أندريا في مذكراته وصفا ً للهجمات قائلا ً :

كثيرا ً ما أذهلنا الدروز بشجاعتهم الخارقة حيثما كانوا ينقضون على قواتنا المجهزة بالرشاشات وجها ً لوجه دون أن يتخذوا متراسا ً أو أي شيء يقيهم رصاصنا المنهمر حتى يبلغوا الاستحكامات و يقتلوا الجنود فيها .

 

و هذه مقتطفات من دوتي من جنود الصف الفرنسيين : في كتابه الفرقة الجهنمية " الفصل السابع و الثامن و قد أوردها الأستاذ سلامة عبيد في كتابه الثورة العربية السورية على ضوء وثائق لم تنشر :

 

كان علينا أن ننشئ موقعا ً متقدما ً هناك في المسيفرة , و أن نذود عنه مهما كلف الثمن و المسيفرة مجموعة من البيوت الكئيبة ذات السطوح الترابية يتوسطها جامع , و كان من تبقى من السكان البؤساء فيها ينظرون إلينا شزرا ً و ما عتمنا أن علمنا أنهم متواطئون مع العدو و أنهم يعملون لحساب الدروز , ينقلون إليهم المعلومات الكاملة عن تحركنا و عن قواتنا أيضا ً .

 

بنينا ستة جدران صغيرة تحيط بالبلدة إحاطة تامة , و من ثم جدارا ً واحدا ً في الوسط في الساحة العامة .

 

كانت المعاقل متباعدة إلى حد يظل العدو تحت المدى المجدي لنيراننا , إذا حاول أن يقوم بأي هجوم على القرية , و تركز القائد و أركان حربه في بيت حجري محصن قرب الجامع , و تركزت كوكبة الخيالة التي كانت ترافقنا و هي كوكبة الفرقة الأجنبية و فيها عدد كبير من القوزاق , تركزت في قلب القرية , و كان معقل واحدة مستقلة كفيلة بالدفاع الذاتي , كان كل واحد خلف متراسه و عليه أن يدافع عن خط طوله خمسة عشر قدما ً " خمسة أمتار " و من ثم طوقت هذه الجدران الدفاعية بخط رفيع من الأسلاك الشائكة .

 

كنا ننام دوما ً و بنادقنا مشدودة إلى سواعدنا في مثل هذه المنطقة حيث كان الدروز بارعين لا يعرفون التعب في الزحف إلى داخل المعسكرات في الليل ليخطفوا من جندي غافل بندقيته و يفروا بها بعد أن يحزوا عنق صاحبها .

 

و لم نكن نكتفي بأن نشد بنادقنا إلى سواعدنا بل ننام فوقها أو نتوسدها , و كان مجموع رجالنا في هذا المعسكر ستمائة على الأكثر .

 

و في الساعة الثالثة و النصف صباحا ً كان أحد الرقباء يتفقد المخافر , فخيل إليه أنه سمع صوت حجر يتدحرج في المنحدر المقابل للمعسكر من جهة العدو , ألصق أذنه في الأرض فسمع حجارة تتدحرج و وقع مناسم جمال , فصرخ بصوته المدوي " إلى السلاح " فراح النداء يتردد من معقل إلى معقل , فوثبنا على أقدامنا و اتخذنا متاريسنا و ألقمنا بنادقنا , و هكذا كنا على أتم استعداد في تلك الليلة الباردة القارسة , مرت برهة دون أن يحدث شيء , كان قد حدث قبل هذا الإنذار في الليلة السابقة و لكنه كان إنذارا ً كاذبا ً سببه أحد جنود الفرقة و هو برتغالي صغير شبه مجنون , خيل إلينا أن ما حدث هذه الساعة هو شبيه ما حدث أمس و رحنا نشتم أجداد ذلك الذي أيقضنا , و لكن سرعان ما رأيت وميضا ً يسطع في الظلام , و أحسست برصاصة تأز فوق رأسي و في الحال اشتعل الظلام بنيران البنادق , و راحت جحافل الطلقات النارية تغني فوق رؤوسنا أو تأز على الجدران بأصوات شبيهة بمواء القطط , أطلق ضوء كشاف تكشف لنا على نوره أن المنحدر الذي يواحهنا و المسيل النصل بيننا و بين المنحدر و في كل جهة من الأرض المحيطة بنا كلها تعج بأشباح تزحف بصمت , و ما كاد الضوء يفضح سرهم حتى انفجروا بالهتافات المدوية الأشد شراسة و ترويعا ً , كنا نحن أيضا ً نطلق النار و لكن المرء في مثل هذه المعركة يطلق النار و هو لا يعلم أنه يطلق , كانت المعركة في البدء معركة مربكة رهيبة , لم يبق الفضاء من الأضواء الكشافة إلا القليل و كان الليل حالكا ً لا ينيره غير النيران المنطلقة من بنادقهم أو من بنادقنا , إلا أن عددا ً منهم تمكن من اختراق معاقلنا و الوصول إلى داخل القرية حيث استطاع المعقل و قيادة الأركان المحصنة بعناد مستميت , إلا أنهم تمكنوا من احتلال معقل الخيالة حيث قضي على 29 قوزاقيا ً من الذين يحرسونه , و من ثم استولى المهاجمون على خيول الكتيبة , و عندما بدأوا يفرون بها خارج القرية كان الفجر قد انبلج و أصبحت الرؤية أفضل , و بما أن الحصان أكبر من الفارس فكان التسديد عليه و قتله أسهل , و هكذا أخذنا نطاق النار على خيولنا ذاتها دون أن نفكر أنها لنا نحن .

 

نرمي الفرس فيرمى الفارس راجلا ً فاقد الرجاء , تطوقه نيران البنادق , قليلون منهم استطاعوا النجاة تحت حماية نيران إخوانهم التي كانت تنصب علينا من المنحدر , و من ثم طلع النهار فظن بعضنا أن كل شيء قد انتهى , و لكن ما حدث لم يكن منا إلا وشة مناورة أولى من العدو نجحت إلى حد ما , فقد حرمتنا من خيولنا و حولتنا إلى جماعة من المشاة خلال دقائق , كانت الشمس تشرق وراح نداء إلى السلاح ينطلق من جديد فوثبنا جميعا ً إلى متارسينا , كان المشهد الذي يواجهنا الأن مشهدا ً غريبا ً مشهدا ً مخيفا ً رهيبا ً , لم يكن الواحد منا مخمورا ً بنشوة المعركة , كان الدروز يتدفقون فوق المنحدر و تحت أقدام التلة و كأن الأرض هي نفسها التي تميد , خمسة آلاف منهم خيالة و مشاة بالمقدمة و خلفهم الفرسان و هم على استعداد لقيادة الهجوم خلال الثغرات التي تتركها فصائل المشاة .

 

كانوا جميعا ً بملابس الحرب الخفيفة بستر قصيرة و بلا عباءات , و كوفياتهم الملونة تتماوج في الهواء , كانوا يلوحون ببنادقهم هازجين مدمدمين و هم يتقدمون و في طليعتهم ترف أربعة أعلام سوداء كبيرة تحف بأميرهم .

 

عادت رشاشاتنا و بنادقنا تدوي إلا أن تلك الكتلة البشرية كانت تتقدم صوبنا في هجوم ضار ٍ مستميت و يتصارخون بعزيف يشبه الجن , مرددين يا الله – يا الله – يا الله .

 

كانت موجة الهجوم تتكسر بين الحين و الأخر على بضعة أمتار من متاريسنا و بين الحين و الأخر كنت أستطيع أن ألقي نظرة خاطفة على ذلك المشهد الغريب الرائع , لقد استطاع الهجوم الأول أن يصل بعض المهاجمين إلى داخل القرية , و قد كانت إلى يميننا و لطن دون أن يجتاحوا أي معقل من معاقلنا .

 

كان إلى جانبنا و بالقرب من ساحة القرية مزار " ضريح لأحد الأولياء " يتحكم موقعه بساحة البلدة , و في هجوم أشبه ما يكون بموجة تنساب فوق شاطئ رملي , راح الأمير يتوج ذلك المزار بأعلامه الأربعة السوداء الكبيرة ثم هز حصانه ليستدير صوبنا .

 

و في حركة واحدة ركز حرسه ذوي الألبسة الملونة تلك الأعلام فوق المزار و هم يغرسونها بعزم و قوة في الأرض كأنما يقصدون منها أن تبقى هناك إلى الأبد , و من ثم ترجل بهدوء في ظلال بيارقه المرفرفة و أخذ يدير المعركة من هناك , و فجأة تغطت سطوح القرية بالقناصة من المهاجمين و راحوا يغمرون معقلنا بنيران لم نكن نستطيع الرد عليها بسبب انشغالنا بالهجوم المنقضي علينا .

 

كانوا يتقدمون من ذلك المنحدر متدفقين من حجر إلى حجر و من جدار إلى جدار مثل شلال كبير و من ثم يندفعون نحونا في تلك الأرض العراء و كانوا كثيرا ً ما داهموا متاريسنا رغم غزارة نيران بنادقنا المتدفقة من كل صوب و إن بعضهم و الحقيقة تقال ماتوا في ظل متاريسنا تلك و عندما كان كل شيء قد انتهى و جدنا جثة واحدة من أولئك الدراويش الشيوخ الجبليين و يداه متشبثتان بجدار متراسنا , لقد كان يهاجم رشاشاتنا على يبدو و هو أعزل من السلاح , كان مسجى هناك و أصابعه متشبثة في الزاوية الداخلية من الحاجز و قد تطاير فوقها رذاذ من دماغ جمجمته المهشمة و قد أدهشنا أن نعد في تلك الجثة ثلاثين إصابة واضحة من طلقاتنا , كان الموقف يبدو ميؤوسا ً منه بالنسبة لنا , صحيح أننا استطعنا أن نثبت في معاقلنا و لكننا لم نتمكن من منع تسلل تلك الجماعات إلى  داخل القرية في حين كان القناصة من الثوار يمطرون معقلنا بوابل من رصاصهم , كانت موجات الهجوم متلاحقة لا تتخللها إلا فترات خاطفة من الاستراحة تتجدد فيها حماسة المهاجمين و اطلاقهم المستمت و هم يحدون , و هكذا كان حال معاقلنا الأخرى في مقاومتها فكأنما هي قوارب صغيرة يتقاذفها خضم هائج , لقد رأيت أولئك الجبليين المتعصبين يتقدمون نحونا و في أجسامهم عدد من رصاصنا يتقدمون ليموتوا في أسلاكنا الشائكة حتى الجرحى كانوا يتابعون في اطلاق النار كانوا مستخفين بالموت يطلقون النار بلا هوادة من وراء صخرة أو حتى في الأرض العراء هي أخر خلجة من خلجاتهم , لقد مرت بي ساعات أحسست في بعضها و كأني أعيش حلما ً لا حقيقة , لأنه انقض نحو متراسي فجأة عشرة من الدروز في هجوم مستميت فخيل لي أن حركتي قد شلت و ذلك لأتهم كانوا جميعا ً من الشيوخ بلحى مشعثة طويلة تتدلى فوق صدورهم و أحيانا ً حتى الركب .

 

تقدم أولئك الشيوخ القصيري القامة و القريبو المظهر متحدين نيراننا المركزة و كأنما هم أرواح سحرية من عالم غير عالمنا , ظلوا يتقدمون حتى أسلاكنا الشائكة و من ثم و بحركة واحدة راحوا يقفزون من فوقها و لحاهم فوق ركبهم و فجأة سقطوا جميعاً دفعة واحدة كانوا يحملون في أجسامهم عددا ً من الرصاصات منذ اللحظة التي انطلقوا فيها من وراء الجدار و إني أجزم بأن العديد قد ماتوا و هم وقوف على أقدامهم في تلك الهجمات المتلاحقة .

 

لقد تكوموا هناك حيث أخمدنا أخر خلجة من خلجاتهم بالقذائف اليدوية و فجأة ازداد الموقف تأزما ً , لقد كادت ذخيرتنا تنفذ و ها أن الدروز يستعدون بشن هجوم جديد لكن زئيرا ً في الفضاء بدأ يدوي و عندما رفعنا عيوننا نحو السماء شاهدنا سبع أو ثمان طائرات تحلق فوقنا و تقصف الدروز , و من ثم تنخفض أكثر فأكثر لتحصدهم برشاشاتها , ثم بدأت النجدات من الجيش تتوالى و بدأ انسحاب من تبقى من المهاجمين الذين كانوا قد احتلوا قسما ً من البلدة بعد قتال مرير من بيت إلى بيت , و في اليوم الثاني كان الشيء الذي أدهشني هو عدد القتلى من الدروز كانوا ممددين فوق الأرض العراء مبعثرين إما بين الجدران و المتاريس , فقد كانوا مكدسين مثل أكوام من الثلج كورتها العاصفة , ثم بدأ تطهير القرية , كل القرية , و من ثم أمر الكولونيل أندريا أن تجمع الجثث في صفوف أمام القرية لتكون عبرة إذ أن هذه القرية " المسيفرة " كانت تعتبر قرية طائعة قبلت الخضوع للسلطة الفرنسية و دفعت الضرائب إلا أنها أثبتت أنها قرية غدارة , و قد أرغم كل من وقع بالأسر من الدروز و الحوارنة على نقل تلك الجثث , و ما كادوا ينجزون ذلك العمل حتى أعدموا رميا ً بالرصاص , و قد علمت أنهم أعدموا جميعا ً , كان علي أن أشهد مأساة أخرى رهيبة لقد خسر أحد رفاقنا الألمان صديقا ً له في تلك المعركة , فملأ صفيحة من الماء و عمر مسدسه و أخذ يتجول بين الجرحى و القتلى الدروز ,فيقرب صفيحة الماء من الجريح حتى تلامس شفاه , ثم يفجر دماغه بطلقات مسدسه و من ثم فقد سألت ألم تدفنوا القتلى من الأعداء , فأجاب : لا لن نفعل لأننا كنا مشغولين بدفن قتلانا , و إنما أمكن في بعض الحالات أن نحرق جثثهم , أما الجرحى من الأعداء فلم نهتم بهم أيضا ً .

 

يعتبر أكثر المؤرخين و الرواة أن المسيفرة في تاريخ الثورة فخ كبير نصبه الفرنسيون للإيقاع بالثوار و استعادة فرنسا المتمرغة بالوحل على أرض الكفر و المزرعة , لكن أكثر المؤرخين يتساءل مثل سلامة عبيد في كتابه ص 153 :

 

لماذا تورط المجاهدون في مقابلة العدو في أرض سهلية مكشوفة , و كيف تعاموا عن ذلك الفخ المنصوب , فلم يستمعوا لرأي سلطان الذي لم يحبذ تلك المغامرة , ثم يجيب على ذلك التساؤل بإيراد العوامل المرجحة للهجوم و هي :

 

1 – نشوة النصر التي كانت لا تزال عارمة في نفوس الثوار تزيدهم حماسا ً بعد معركة الكفر و المزرعة .

 

2 – فكرة المباغتة و اعتقاد الثوار أنه يمكن الانتصار على الحملة قبل وصولها إلى الجبل دون التقيد برأي القائد الذي لم يكن دائما ً ملزما ً لكل ثائر .

 

ويذكر من عوامل فشل هذا الهجوم : فقدان عنصر المباغتة و بسالة الطليعة المتمركزة بالمسيفرة من أفراد الفرقة الأجنبية و مهارتها القتالية .

 

و مع أن المسيفرة ربما كانت فشلا ً لكنها تبقى واقعيا ً من أشد المعارك شراسة و أقواها تعبيرا ً عن البطولة و الإقدام .

 

د – المرحلة التالية لموقعة المسيفرة و إنقاذ الحامية المحاصرة في القلعة :

 

نترك الحديث هذا للكتاب الذهبي الفرنسي كما فعل الأستاذ سلامة عبيد في كتابه ص 155 :

 

أصبح إنقاذ السويداء فرضا ً لازما ً على أن وسائل جيش الشرق لم تمكنه من أن ينشط إلى هذا العزم إلا في شهر أيلول عندما وصل فيلق الرماة التونسيين السادس عشر الذي تكون منه جيش الإنقاذ , فتوافدت قوات هذا الجيش إلى المسيفرة في 22 أيلول حيث اشتملت على العناصر الآتية بقيادة الجنرال غاملان :

 

آ – المشاة بأمرة الكولونيل أندريا :

 

اللواء الخامس من الفيلق الأجنبي الرابع – ثلاثة ألوية من الرماة التونسيين – ثلاثة ألوية من الرماة الإفريقيين – لواء من الرماة السنغاليين .

 

ب – الخيالة : بأمرة الكولونيل ماسيت :

 

أربع كوكبات من فيلق الصباحيين المراكشيين – كوكبة من فيلق الصباحيين التونسيين – كوكبة شركسية بقيادة اليوتنان .

 

ج – المدفعية : ست كوكبات مدفعية :

 

بطاريتان من عيار 75 ( البطارية أربع مدافع ) – بطاريتان من عيار 65 .

 

د – شعبة فنية هندسة .

 

هـ - كتيبة دبابات مصفحة .

 

و – سيارات رشاشة – 3 كوكبات ( الكوكبة مفرزتان ) .

 

ز – قافلة الذخيرة بأمرة الكولونيل كورنيه تحمل 16 طنا ً من الخرطوش و 24 طنا ً من الذخيرة المتنوعة و 300 طنا ً من المؤنة و 18 طنا ً من الماء و 5 أطنان من البنزين .

 

ح – المصلحة الصحية : سرية واحدة .

 

أعد غاملان الحملة الكبيرة للتقدم على الجبل على الشكل السابق , و كانت الطائرات الفرنسية تقصف السويداء كل يوم تقريبا ً , و عشية الهجوم في 21 أيلول ألقت الطائرات الفرنسية البيان الآتي على قرى الجبل :

 

" من الحكومة المنتدبة إلى سكان جبل الدروز "

 

أيها الدروز : اقتربت الساعة التي تعرفون فيها قوة جيشنا و التي ستتحملون فيها نتائج ثورتكم , لقد اختبرتم مضاء سلاحنا في معركة المسيفرة و أنه لواجب أن نذكركم أن فرنسا لا تقاتلكم و هي مدفوعة بعامل البغض لكنها تعاقب المجرمين كلا ً بحسب جرمه .

 

إن الأشخاص ذوي البصيرة الذين يتركون منذ الأن السلاح و يقدمون خضوعهم سيكونون في مأمن فيما إذا استسلموا لأحد مخافرنا .

 

و كذلك نضمن الحياة للشيوخ الذين يأتون إلى دمشق لتقديم خضوعهم .

 

أيها الدروز : عودوا إلى رشدكم و قدموا خضوعكم , إذ لا يزال لديكم وقت للخضوع .

 

ألقوا سلاحكم , و تقلدوا بدلا ً منه المحراث لإنبات أرضكم فذلك خير لكم و لمستقبلكم .

 

لم يعطي هذا البيان النتيجة المرجوة منه , فلم يستسلم أحد من الثوار , و في اليوم نفسه رد سلطان الأطرش عليه بسخرية مرة فقال :

 

تناولنا اليوم دعوتكم الكريمة إلى السلم مع القنابل المتفجرة من الطيارات , فلم يزدنا هذا التناقض الغريب علما ً بالموضوعية الحاضرة , إن ما جاء فيها من التهديد المشوب بروح العطف يلفت الأنظار , لأن الجيش الذي اقتحم به سوريا هو كطياراتكم من عادته عند سنوح الفرصة أن ينفذ صامتا ً خطط الفتح من غير الإلتفات إلى عويل الأمهات و بكاء الأطفال .

 

تذكرون مضاء سلاحكم في معركة المسيفرة , و لم تذكروا مضاء العزائم الذي غنمت هذا السلاح في عقر استحكاماتكم , و سحبت الخيول من أيدي أصحابها المقتولون في سبيل الفتح و الاستعمار , و إذا كانت فرنسا كما تقولون لا تقاتل بعامل البغض بل تعاقب المجرمين بحسب جرمهم , فثقوا أننا لا نقابل إلا دفاعا ً عن الشرف القومي الذي عبث فيه موظفوكم و الحرية التي مات نحن أقدامها رجال ثورتكم الباهرة .

 

تقولون أن الأشخاص من ذوي البصيرة الذين يتركون منذ الأن السلاح يكونون في مأمن على حياتهم , إن بين البصيرة و ترك السلاح تناقضا ً ما كنا لندركه لو لم يكن له سابقة على عهد الحكومة الوطنية السورية لما آمنت بمواعيد أسلافكم فخلت جيشها في آواخر يوليو سنة 1920م و حكم على زعمائهم بالموت في آوائل أغسطس , إن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين و قبل الوقوع بمثل هذا الفخ عليكم أن تبيضوا الصفحات السود و تعيدوا إلى الشرق حسن السمعة التي كنتم تتمتعون بها قبل أن تطأ أقدامكم هذا الوطن المقدس .

 

تدعون إلى إلقاء السلاح و أن نتقلد بدلا ً منه المحراث , إننا ما حملنا السلاح إلا دفاعا ً عن هذا المحراث الذي هو فخرنا , إننا نريد أن نحمل المحراث لنحصد منه الخير لنا و لأولادنا و لكن إذا كانت ثمرة أتعابنا تذهب إلى بطون رجال أمثال من غرمونا ألاف القروش لفقد هرة في السويداء , و صفعوا أشرافنا و خيارنا لإستنزاف أموالهم , فأن السلاح يكون خير ضامن لهذا المحراث .

 

إننا نرغب بالسلم من صميم الفؤاد . و نمد إليها أيدينا و لكن على الشروط التي أذعناها في منشوراتنا السابقة .

 

أتبع بعد ذلك سلطان الأطرش الدعوات لاستنفار القرى و هذا نموذج من دعوات الاستنفار التي عممت على قرى الجبل لتلبي نداء الجهاد .

 

الثعلة – ولغا – ريمة حازم – قنوات – مفعلة

 

حضرة بنو عمنا بيكوات و أعيان و وجوه القرى المحررة أعلاه الأفخمين :

 

تحية و سلام , نبدي الآن طيه صورة عن القرار التي اتفقت عليه الأمل بعد الإطلاع كل قرية منكم على مندرجاته ( على ما جاء فيه ) العمل بموجبه تم مأمل حضوركم جميعا ً خيل و رجال و بيارق مع زهاب ( مؤونة أربعة أيام ) و الميعاد يوم الخميس القادم في 4 جمادى الأول سنة 1344هـ بقريتي عرى و المجيمر , و ها نحن مع عموم الدروز بانتظاركم و الأمل عدم التأخير كون الأمر لازم و ضروري و سلامنا لمن عندكم و أدام الله بقاكم .

 

                                                                              أخوكم سلطان الأطرش

من مذكرات سلطان باشا الأطرش في وادي السرحان

عندما طلبت بريطانيا المسيطرة على الأردن ترحيلنا منها, قلنا أننا مستعدون أن نلبي رغبتكم, شريطة إعطائنا مهلة كافية نتمكن خلالها من إتمام عملية نقل نسائنا وأطفالنا ومواشينا إلى مكان آخر مناسب جاء جواب المعتمد البريطاني بالموافقة على طلبنا, ولكنه اقترح علينا مقابلته بالأزرق لبحث أمور هامة تتعلق بالموضوع نفسه, فانتقلنا من فورنا إلى الأزرق وجرت المقابلة نعي في جلسة دامت نحو ساعتين, حاول خلالها إقناعنا بضرورة إنهاء الثورة والتسليم للأمر الواقع دون قيد أو شرط, ومما عرضه علينا في نهاية الجلسة وضمن لنا تحقيقه دون أبطأ قوله (أن حكومة صاحبة الجلالة البريطانية تتكفل بتقديم قصر خاص لإقامتكم في مدينة القدس وراتب كبير يضمن لكم العيش ألهني والسعادة مدى الحياة) فأجبته شكرا وقلت له:أن سعادتنا باستقلال بلادنا وحرية شعبنا وكان العيش في القصور غايتنا لكنا بقينا في دورنا الرحبة واستجبنا لدعوة الفرنسيين المتكررة بالاستسلام:
أن طلبكم هذا فيه مساس بكرامتنا فلا نرضى إطلاقا أن تكون المفاوضة معكم أو مع حلفائكم الفرنسيين إلا على أساس صلح مشرف تتحقق به المبادئ التي قامت ثورتنا عليها ومن اجلها وتتلخص بحرية الشعب واستقلال البلاد ووحدتها وجلاء القوات الأجنبية عنها.

 

من إعداد الأخ سماعيل الجباعي

 

 

 

من مذكرات قائد الثورة السورية سلطان الاطرش بعد قيام الثورة العربية 1916. يقول الباشا اثر نزول الشريف علي الحارث والتحاقه بالازرق. قام نسيب البكري بمهمة في الحجاز وعاد الى الجبل واستقر في بيت حمد البربور في ام الرمان وكان قائم مقام السويداء. نشأت التركي اشتهر بدهائه وذكائه مما اكسبه سمعة طيبة في الجبل وتقربه بالاسرة الطرشانية. ولما علم بنزول الشريف علي الحارث بالازرق ساوره القلق اصبح يستثير الهمم من الطرشان واقناعهم بالحضور للقريا لزيارتي بشان عقد اجتماع في بيت عمي نسيب في صلخد. فتظاهرت بالموافقة الذي تقرر فيه. 1

 

منع نسيب البكري الاقامة في الجبل. 22. العمل على اخراج الشريف علي من الازرق. و. كان الموقف حرجا. لا نستطيع فرض وجهة نظرنا دون اراقة دماء فقبلنا البند الاول واستمهلنا تنفيذ الثاني. وبالفعل انتقل نسيب البكري الئ عنز تواري عن الانظار في بيت حسين الاطرّش بضعة ايام ثم عاد لام الرمان ليعيش بطمئنينه ويتابع نشاطه السياسي. وكان مطلق المذيب وطلال حريذين من حوران قد لجؤ لهذه القرية. وما اطل الربيع حتى قررنا الجهر بالثورة وجعل بلدتنا مقرا لها في الجبل. واحتفلنا بحضور نفر من احرار العرب. برفع العلم العربي فوق دارنا. وباشرنا باعداد الحملة. الى العقبه لتلحق بالجيش الفيصلي وكانت 3000 هجان. سار على رأسها من اعيان الجبل. حمد البربور واسد الاطرش. وعبدالله العبدألله ومعذى المغوش. وفي اواخر عام 1917. تلقيت كتاب من نسيب البكري. جاء فيه. الجيش الحجازي طهر مكة المكرمة من الاتراك. وجيش الحلفاء. الذي أنظم اليه الجيش السوري قد افتتح طريق بئر السبع عل طريق غزة. وضلت اخبار الجيش الفيصلي. تصل الينا عن طريق نسيب البكري. وقد. اقام في ام لرمان مندوبا مفوضا من قبل الامير فيصل حيث رفع حمد البربور العلم العربي وحمل بيانا من قيادة الجيّش المذكور جاء فيه. عموم ابناء جبل العرب وحوران بما اننا انتدبنا نسيب البكري الي ٠جهاتگم بالوكالة. بينما نحضر بذاتنا. او اخونا الامير زيد لجهتكم فانهم لايبقون منا فردا. واننا بعونه تعالى. سنأتيكم قريبا بجيوشنا ومعداتنا هدانا الله واياكم سواء السبيل. وعندما وصلت الحملة الى العقبة. وخرج الامير فيصل لاستقبالها انشد المجاهد معذى المغوش. يامير ماودهاسكوت. لازم تزور بلادنا.

 

لابد عا جلق تفوت. وتشؤف عج طرادنا. :)

 

عيال الجبل حرارثبوت. يفنى العداملكادنا. :)

 

من مصر لساحل بيروت. لنجد لبغدادنا. :)

 

من اجلها نحيا ونموت. ونحمي حما اجدادنا

 

رجال العرب يااهل البخوت. بالسيف نحي امجادنا.

 

وهذاطيف) من فيض ومذگرات قائد الثورة. لاتتسع لها الصفحأت بل كتب ومجلدات كبيرة جدا هذا ما اقتططفناه. والرحمة لروحه الطاهره والعز. والفخار لمن شاركه ورافقه ولهم اارحمة جميعا

 

 

 

على حسابنا مثل الكتب الأخرى لكان الآن عندكم...

 

من مذكرات قائد الثورة السورية سلطان الاطرش بعد قيام الثورة العربية 1916. يقول الباشا اثر نزول الشريف علي الحارث والتحاقه بالازرق. قام نسيب البكري بمهمة في الحجاز وعاد الى الجبل واستقر في بيت حمد البربور في ام الرمان وكان قائم مقام السويداء. نشأت التركي اشتهر بدهائه وذكائه مما اكسبه سمعة طيبة في الجبل وتقربه بالاسرة الطرشانية. ولما علم بنزول الشريف علي الحارث بالازرق ساوره القلق اصبح يستثير الهمم من الطرشان واقناعهم بالحضور للقريا لزيارتي بشان عقد اجتماع في بيت عمي نسيب في صلخد. فتظاهرت بالموافقة الذي تقرر فيه. 1

 

منع نسيب البكري الاقامة في الجبل. 22. العمل على اخراج الشريف علي من الازرق. و. كان الموقف حرجا. لا نستطيع فرض وجهة نظرنا دون اراقة دماء فقبلنا البند الاول واستمهلنا تنفيذ الثاني. وبالفعل انتقل نسيب البكري الئ عنز تواري عن الانظار في بيت حسين الاطرّش بضعة ايام ثم عاد لام الرمان ليعيش بطمئنينه ويتابع نشاطه السياسي. وكان مطلق المذيب وطلال حريذين من حوران قد لجؤ لهذه القرية. وما اطل الربيع حتى قررنا الجهر بالثورة وجعل بلدتنا مقرا لها في الجبل. واحتفلنا بحضور نفر من احرار العرب. برفع العلم العربي فوق دارنا. وباشرنا باعداد الحملة. الى العقبه لتلحق بالجيش الفيصلي وكانت 3000 هجان. سار على رأسها من اعيان الجبل. حمد البربور واسد الاطرش. وعبدالله العبدألله ومعذى المغوش. وفي اواخر عام 1917. تلقيت كتاب من نسيب البكري. جاء فيه. الجيش الحجازي طهر مكة المكرمة من الاتراك. وجيش الحلفاء. الذي أنظم اليه الجيش السوري قد افتتح طريق بئر السبع عل طريق غزة. وضلت اخبار الجيش الفيصلي. تصل الينا عن طريق نسيب البكري. وقد. اقام في ام لرمان مندوبا مفوضا من قبل الامير فيصل حيث رفع حمد البربور العلم العربي وحمل بيانا من قيادة الجيّش المذكور جاء فيه. عموم ابناء جبل العرب وحوران بما اننا انتدبنا نسيب البكري الي ٠جهاتگم بالوكالة. بينما نحضر بذاتنا. او اخونا الامير زيد لجهتكم فانهم لايبقون منا فردا. واننا بعونه تعالى. سنأتيكم قريبا بجيوشنا ومعداتنا هدانا الله واياكم سواء السبيل. وعندما وصلت الحملة الى العقبة. وخرج الامير فيصل لاستقبالها انشد المجاهد معذى المغوش. يامير ماودهاسكوت. لازم تزور بلادنا.

 

لابد عا جلق تفوت. وتشؤف عج طرادنا. :)

 

عيال الجبل حرارثبوت. يفنى العداملكادنا. :)

 

من مصر لساحل بيروت. لنجد لبغدادنا. :)

 

من اجلها نحيا ونموت. ونحمي حما اجدادنا

 

رجال العرب يااهل البخوت. بالسيف نحي امجادنا.

 

وهذاطيف) من فيض ومذگرات قائد الثورة. لاتتسع لها الصفحأت بل كتب ومجلدات كبيرة جدا هذا ما اقتططفناه. والرحمة لروحه الطاهره والعز. والفخار لمن شاركه ورافقه ولهم اارحمة جميعا