نبذة عن حياة المجاهد متعب الجباعي

 

ولدالمجاهدابواسماعيل متعب الجباعي في قرية الشبكي التابعة لمحافظة السويداءعام

1906من عائلةفلاحية مجاهدةحيث شب على وجودالاستعمار الفرنسي في القطر العربي السوري 1920 فله مشاركات اجتماعية واسعةبين رفاقه من ابناء الجبل وشارك الى جانب والده ومجاهدي قريته في العديدمن معارك الثورة السورية الكبرى تحت راية المجاهد الكبير وشيخ الثوار المرحوم سلطان باشا الاطرش ما بين عامي -1925-1927

 

وكان لشقيقه أنيس إبراهيم الجباعي شرف المشاركة في حرب فلسطين ضد القوات الصهيوتية عام 1948 حيث استشهد في معركة تل العزيزيات من ذلك العام أثناء الحرب المذكورة . ومن بعض مذكرات المجاهد متعب الجباعي اقتطفنا تللك الصفحات .عسي أن نكون قد وفقنا بوضعها بين يدي القارئ الكريم بروُية سليمة

 

ولكم الشكر

 

Download
مذكرات مجاهد -متعب الجباعي.pdf
Adobe Acrobat Dokument 816.2 KB

 

 

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

(إعداد سمير الجباعي )

 

بداية الاستعمار الفرنسي للقطر العربي السوري

ودخول غورو إلي دمشق

 

 

 

ما إن قرر الجنرال غورو دخول دمشق إلا أن بعث بلكولنيل (نجيه)

 

من بيروت إلى دمشق لمقابلة المللك فيصل يوم 14 تموز 1920.

 

وقدم له إنذاراً خطياً يتضمن :

 

الاعتراف بالانتداب الفرنسي دون قيد اوشرط -1

 

2- قبول التعامل بالعملة الورقية

 

3- الغاء التجنيد الإجباري

 

4- وضع سكة حديد رياق حلب تحت تصرف القوات الفرنسية

 

5- معاقبة الذين استرسلوا في معادات الفرنسيين

 

وأعطي مهلة للملك فيصل أربعة أيام لقبولها

 

وعندما علمت الأوساط الوطنية إن نية الملك فيصل تتجه

 

نحو قبول الإنذار قررالشعب وبكافة فئاته أن لايسلم .

 

بلاده لقمة سائغة في فم الاستعمار

 

 

 

صفحة 29

 

 

 

حيث بدأ الضابط المجاهد يوسف العظمة وزير الدفاع

 

آنذاك بتحريض الشبان  الأحرار على الدفاع على قدسية الوطن

 

وترابه كان موقناً بأنه ليست هناك أية فائدة من الدفاع

 

وإنه مقبل علي الموت لامحالة

 

وكان يوم 24 تموز عام 1920 عندما تصدى ورفاقه الأبطال

 

لقوات الجيش الفرنسي  في معركة ميسلون الشهيرة

 

واستمرت نحو الساعتين  واستشهد خلالها مايزيد

 

على 800 ثمان مائة شهيد من بينهم الشهيد البطل يوسف العظمة

 

بعد أن قاتلوا بشاجعة وبسالة منقطعة النضير .

 

حيث دخل الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال غورو

 

إلى دمشق في اليو التالي وسط جز من الحزن والألم .

 

وعندما علم الملك فيصل بدخول غورو إلى دمشق

 

غادر وبعض رجال حكومته إلى قرية الكسوة جنوباً

 

بعد أن كلف علاء الدين الدروبي بتشكيل حكومة مؤقتة

 

للتفاهم مع الجنرال غورو لكن الجنرال غورو.

 

أصدر أوامره بمغادرة فيصل البلاد نهائياً.

 

في الوقت الذي كانت ثورة الشيخ صالح العلي

 

على أشدها في منطقة الساحل وجبال اللاذقية مغيراً

 

على الثكنات العسكرية والمخافر الفرنسية  ووقعت

 

عدة معارك بين ثوار الساحل

 

صفحة 30

 

 

 

والفرنسيين مما اضطر المحتلين إلى أن تسير قوات

 

كبيرة للقضاء على الثورة التي بدأت في أواخر عام 1918

 

كما اتخذ المجاهد إبراهيم هنانو من جبل الزاوية قاعدة

 

لأعماله العسكرية  ونجح في الاستيلاء على مدن عديدة

 

في الشمال  وهزم الفرنسيين في عدة معارك وغطت ثورته

 

المنطقة الشمالية كافة حلب وادلب وماحولهما .

 

وكانت ثورته على صلة دائمة بثورة الشيخ صالح العلي

 

في جبال الساحل.

 

ورفض عرض مع فرنسا لتشكيل حكومة محلية

 

في الشمال وحين أخفقت  ثورتهأمام الجيوش الفرنسية

 

أنسحب الى حمص ثم إلى السويداء والتجأ إلى الأردن

 

واعتقلته  السلطات الإنكليزية وسلمته إلي السلطة

 

الفرنسية التي أعلنت براءته . ثم انتخب عضواً

 

في المجلس التأسيسي عام 1928.

 

في الوفت الذي كانت سورية بركاناً ثائراً بوجه

 

المستعمر في كل مكان من بقاع الوطن في حلب

 

وحمص وحماه ودير الزور والجزيرة والساحل

 

والجولان وحوران وجبل العرب .

 

وتوالت الثورات في كل مكان وبرز العديد من

 

المجاهدين الأبطال .

 

وحينها وضعت فرنسا يدها على سورية وأول مابدأت

 

 

 

صفحة31

 

 

 

بتقسيم البلاد إلى دويلات دولة دمشق – دولة حلب

 

– دولة الاذقية – ودولة جبل العرب  وعندما لمس

 

غورو النقمة من الأهالي على التجزئة عمد إلى اتحاد

 

يضم حلب دمشق والاذقية وبقىي جبل العرب

 

مفصولاً عن سورية الأم وتم ذلك عام 1921.

 

 

 

وبدأت الثورات تتوالى والنضال الذي استمر أعوام وأعوام.

 

صفحة 32

 

 

 

ملحق الصفحات 29-32

 

(((بداية الاستعمار الفرنسي للقطر العربي السوري ودخول غورو إلي دمشق))))

 

الجنرال غورو  والنسخة الاصلية للإنذار في 14تموز عام 1920

 

الجنرال هنري جوزيف أوجين غورو

 

(بالفرنسية: Henri Joseph Eugène Gouraud) (و. 17 نوفمبر 1867 - ت. 16 سبتمبر 1946) ولد في باريس وبها تلقى علومه. أسرته مكونة من ستة أبناء كان هنري فيها أكبر إخوته. انتسب إلى المدرسة العسكرية في سان سير Saint-Cyr وتخرج فيها برتبة ضابط عام 1888م، خدم بسلاح القناصة، وظهرت موهبته عسكرياً واستراتيجياً في أثناء خدمته العسكرية في مالي، وكان من أنصار النظرية العسكرية الفرنسية القائمة على «الهجوم حتى الإبادة».

 

وهو القائد العسكري الفرنسي الذي قاد الجيش الفرنسي في نهاية الحرب العالمية الأولى

 

في الحرب التركية الفرنسية (1919 - 1923).

 

اشتهر الجنرال غورو بكونه المندوب السامي للانتداب الفرنسي على لبنان و سوريا،

 

وبكونه من تولى إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920 بعد فصله عن سوريا

 

بموجب إتفاقية سايكس-بيكو بين فرنسا و بريطانيا

 

معركة ميسلون المجيدة صورة للجيش الفرنسي في صباح 24 تموز عام 1920

 

أستشهاد البطل المجاهد الشهيد يوسف العظمة في 24 تموزمعركة ميسلون عام 1920

 

المجاهد البطل الشهيد يوسف العظم

 

كلف علاء الدين الدروبي بتشكيل حكومة مؤقتة للتفاهم مع الجنرال غورو

 

وعندما علم الملك فيصل بدخول غورو إلى دمشق غادر وبعض

 

رجال حكومته إلى قرية الكسوة جنوبا

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

(إعداد سمير الجباعي )

 

الثورة السورية الكبرى والتي بدأت في جبل العرب

 

بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش

 

والتي تميزة بأنها:شملت معظم مناطق الوطن في كل من

 

سورية والبنان واوقعت خسائر فادحة بالفرنسين.

 

واستمرت حوالي ثلاث أعوام ،وأجبرت فرنساعلي

 

تلبية المطالب الوطنية.

 

ومن أسبابها

 

رفض الشعب للإحتلال الأجنبي ـ وتجزئة  البلاد

 

رفض سياسة القمع واعتقال الوطنين الأحرار.

 

شرارة الثورة الاولى:

 

إ لى السلاح إلى السلاح:

 

ياأحفاد العرب الأمجاد هذا يوماً ينفع المجاهدين جهادهم

 

والعاملين في سبيل الحرية والاستقلال عملهم.

 

هذا يومانتباه الأمم والشعوب فلننهض من رقادنا

 

ونبدد ظلام التحكم  الأجنبي

 

 

 

صفحة 33

 

 

 

عن سماء بلادنا.لقد مضى علينا عشرات السنين

 

ونحن نجاهد في سبيل الحرية والاستقلال فلنستأنف

 

جهادنا المنزوع بالسيف بعد ماسكت القلم  ولايضيع

 

حق وراءه مطالب .

 

أيها السورين لقد اثبتت التجارب أن الحق يؤخذ ولايعطى

 

فلنأخذ حقنا بحد السيف ولنطلب الموت توهب لنا الحياة.

 

إلي السلاح أيها الوطنيون إلي السلاح تحقيقاً لأماني البلاد المقدسة

 

ـ إلي السلاح تأيداً لسيادة الشعب  وحرية الأمة إلي السلاح

 

بعدما سلب الأجنبي حقوقكم واستعبد بلادكم ونقض

 

عهودكم ولم يحافظ علي شرف الوعود الرسمية ،

 

وتناسى الأماني القومية .

 

أيها الوطنيون ولنغسل إهانة الأمة بدم النجدة والبطولة

 

إن حربنا اليوم هي حرب مقدسة ومطالبنا هي

 

وحدة البلاد السورية  ساحلها وداخلها

 

والاعتراف بدولة سورية

 

عربية واحدة مستقلة استقلالاً تاماً.

 

بهذه الكلمات بدأ سلطان باشا الأطرش صيحته

 

البطولية معلنأ جهاد الحق والبطولة التي ما إن بدأت

 

في جبل العرب حتي امتدت إلي جميع أنحاء القطر

 

السوري ولبنان

 

فبعد تعرض عدداً من المجاهدين لموكب الجنرال غورو

 

عام 1923 أثناء مروره في القنيطرة

 

وملاحقةالفرنسين لأدهم

 

 

 

صفحة 34

 

 

 

خنجر أحد أبطال الهجوم علي موكب غورو واعتقاله

 

بينما كان قاصداً منزل سلطان الأطرش في القريا

 

وماتلاها من تدمير المجاهدين عدداً من المصفحات

 

الفرنسية ونجاح أحد الطائرات الفرنسية بنقل

 

أدهم خنجر إلي دمشق بعد معركة ولغا الشهيرة

 

لتنفيذ حكم الإعدام به .وفرض الاحتلال

 

عبر المضايقات للأهالي وفرض الضرائب

 

وقصف المنازل .واستبداد حاكم الجبل كاربيه بالأهالي

 

الذي عين حاكما علي الجبل بعد  وفاة الحاكم

 

السابق سليم الأطرش ومن ثم نسف منزل

 

المجاهد سلطان الأطرش حيث لجأ الثوار برفقته

 

الي الأردن واستمرار الفرنسين بكل جهودهم

 

محاولة القبض

 

علي سلطان باشا الاطرش ورفاقه الثوار

 

ومانتج عنها من معارك برد وسمج.

 

جاء هذا التصرف الوحشي للفرنسين الأوغاد انتهاكاً

 

للتقاليد والمبادئ العربية الأصيلة لذلك  قرر الثوار العودة

 

لمرحلة الكفاح بعد أن اشتد الطغيان والاستبداد

 

والظلم من قبل حاكم الجبل كاربيه لإذلال الجبل

 

وخضوعه للاحتلال. وجاء تصويب حسين مرشد

 

علي قائد الشرطة الفرنسية  موريل عام 1923 في

 

السويداء أعلاناً حقيقياً لاكتمال عناصر الثورة

 

التي بدأها سلطان باشا الأطرش ورفاقه الثوار

 

من عام 1922-1927.

 

صفحة 35

 

وعندم عاد من أحد جولاته القتالية وعلم

 

بما حدث من اعتقال أدهم خنجر وهدم بيته

 

وغير ذلك من الجرائم الوحشية

 

التي قام بها الجيش الفرنسي

 

تحرك على رأس قوة من الثوار إلى السويداء

 

تحسباً باًن يلحق بأدهم خنجر

 

ويفك أسره قبل إساله إلى دمشق ولكن كان قرار

 

الفرنسين أسرع من ذلك فا صطدم  بقوة فرنسية

 

في تل الحديد قرب السويداء وجرت معركة

 

حامية بينهم انتهت بهزيمة القوات الفرنسية

 

وتحطيم دباباتهم وآلياتهم وقتل قائد حملتهم (باكان)

 

وكان رد فعل الفرنسيين خبيثاً حين عادوا  متمركزين

 

قرب القريا وهدموا بعض البيوت فيها .

 

وفي هذه الأثناء انحرف سلطان باشا الأطرش ورفاقه

 

جنوباً إلى أن  وصلوا الأردن وبقى هناك

 

ثلاث أشهر إلى أن  عاد ورفاقه إلى منطقة بالغرب من القريا

 

حيث بنى بيوتاً من الشعر قرب عين ماء شرق البلدة

 

في منطقة تسمى الباردة.

 

وفي هذه الاثناء قرر القرنسيين بأمر المفوض العام

 

الحل السياسي

 

فاجتمع بعض الضباط الفرنسيين واتجهوا

 

بصحبة المترجم عبد الله النجار إلي

 

منطقة عين البارد .

 

حيث يقيم المجاهد سلكان باشا الأطرش

 

ورفاقه الثوار فوجدوهم قد بنوا بيوتاًمن الشعر

 

وبعد أن أكرمهم سلطان  وقدم

 

 

 

صفحة 36

 

 

 

لهم الطعام بدأ عبد الله النجار با إتلاء نص

 

المعاهدة التي تتضمن شروط مغرية لعله يكف

 

عن محاربتهم ومن جملة الشروط ،

 

بناء دار بطابقين عوضاً عن داره التي هدمت

 

وحرس دولي من عشرة ألأف فارس وسيكون

 

جبل العرب دولة مستقلة مرتبطة مباشرة

 

مع باريس  . وقدموا له 60 ألف ليرة ذهبية

 

وعلى أن يكون جبل العرب دولة مستقلة

 

وينصب سلطان باشا الأطرش رئيساً عليها

 

ثم طلب المترجم عبد الله النجار

 

من سلطان باشا الأطرش الإمضاء

 

علي هذه المعاهدة فماكان منه إلا أن رد عليه

 

أنا لا أمضي علي  معاهدة ولاأضع يدي بيد أجنبي

 

علي أرض الوطن العربي

 

((((والدار التي لاتحمي دخيلها فهدمها أرجح))))

 

فما كان من الضباط الفرنسيين إلا أن أخذوا أموالهم  وجروا أذيالم خائبين .

 

 

 

صفحة 37

 

 

 

 

 

 

 

ملحق الصفحات 33-37

 

 

 

((((ملحق للمجاهد أدهم خنجر من إعداد السيدتوثيق القالب))))

 

 

 

المجاهد أدهم خنجر.

 

أعدمته السلطات الفرنسية في 30 أيّار عام 1923 في بيروت.[1]

 

أدهم خنجر الصعبي, اسمه أدهم بك خنجر, وتربطه علاقة قربى وثيقة بحسن بك الدرويش,

 

أحد كبار مقاومي الجنوب اللبناني, ورجالات النضال ضد الاستعمار الفرنسي. وهو مقاوم وثائر لبناني من جنوب لبنان. قاد حركة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لبلاد الشام تكبد خلالها الفرنسيون خسائر جسيمة

 

وذلك بالتنسيق مع الثائر العاملي الآخر صادق حمزة الفاعور. ولد أدهم خنجر ونشأ في بلدة المروانية

 

قضاء صيدا منطقة الزهراني.

 

مقاومته الاحتلال الفرنسي لبلاد الشام]

 

قد بدأ شرارة المقاومة عقب مؤتمر وادي الحجير, في جبل عامل (جنوب لبنان) عام 1920

 

الذي ألقى فيه العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين خطبة تاريخية تدعوا لمقاومة الاحتلال الفرنسي ووأد الفتن جاء فيها:

 

"أيها الفرسان المناجيد, إن لهذا المؤتمر ما بعده، وسيطبق نبؤه الآفاق السورية ويتجاوب صداه

 

في الأقطار العربية. ويتجاوزها إلى عصبة الأمم، وقد امتدت به إليكم الأعناق، وشخصت الأبصار

 

، فانظروا ما أنتم فاعلون. يا فتيان الحمية المغاوير, الدين النصيحة، ألا أدلكم على أمر إن فعلتموه

 

انتصرتم، فوتوا على الدخيل الغاصب برباطة الجأش فرصته، واخمدوا بالصبر الجميل الفتنة فإنه

 

والله ما استعدى فريقاً على فريق إلا ليثير الفتنة الطائفية ويشعل الحرب الأهلية حتى إذا صدق

 

زعمه وتحقق حلمه، استقر في البلاد تعلّه حماية الأقليات ألا وإن النصارى إخوانكم في الله

 

وفي الوطن وفي المصير. فأحبوا لهم ما تحبون لأنفسكم وحافظوا على أرواحهم وأموالهم

 

كما تحافظون على أرواحكم وأموالكم، وبذلك تحبطون المؤامرة، وتخمدون الفتنة

 

وتطبقون تعاليم دينكم وسنّة نبيّكم....

 

إخواني وأبنائي, إن هذا المؤتمر يرفض الحماية والوصاية، ويأبى إلا الاستقلال التام الناجز..

 

. فاركبوا كل صعب وذلول صادقي العزائم، متساهمي الوفاء، وما التوفيق إلا بالله، يؤتي النصر

 

من يشاء... عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير "

 

أسره من قبل الفرنسي]

 

حاول أدهم خنجر اغتيال الجنـرال هنري غورو, المندوب السامي للاحتلال الفرنسي

 

على لبنان وسوريا, في الثاني والعشرين من شهر حزيران لعام 1921 أثناء مروره في القنيطرة,

 

إلا ان الرصاصات التي اطلقها ادهم خنجر استقرت في ذراع الجنرال غورو

 

الاصطناعية وتسبب ذلك في نجاته. ولجأ أدهم خنجر إلى سلطان باشا الاطرش, الذي

 

كان في رحلة صيد. لكن الفرنسيين اعتقلو ادهم باشا خنجر في 7 تموز 1922 في

 

غياب سلطان باشا, مما اغضب سلطان باشا الاطرش عندما علم بأمر ضيفه، فكان

 

اعتقال خنجر دافعآ جديدآ فجر غضب رجال الثورة السورية الكبرى والثوار

 

الدروز في جبل العرب ضد الاستعمار الفرنسي.

 

أعدم الفرنسيون الثائر البطل في العام 1922 في بيروت. ولا يزال البيت الذي نشأ فيه

 

أدهم خنجر في المروانية قائماً حتى يومنا هذا

 

ملحق الصفحة 35

 

(((((ملحق المجاهد البطل حسين مرشد رضوان)))))

 

شخصيات من السويداء

 

"حسين مرشد".. حين انطلقت الثورة السورية الكبرى

 

***من الاستاذ رهان حبيب***

 

الأربعاء 04 تموز 2012

 

لم تكن الرصاصة الأولى التي أطلقها "حسين مرشد رضوان" على "موريل"

 

الفرنسي في 7 تموز 1925 بصمته الوحيدة في تاريخ الثورة السورية الكبرى،

 

لأنه كان أحد أركانها، والشاب الذي حمل الوطن في قلبه وقارع العثماني

 

ومن بعده الفرنسي ليعاصر النصر شيخاً.

 

ارتبط اسمه بمعارك الجبل التي خاضها ثوار جبل العرب لنيل الاستقلال وكان المقاتل الصلب الذي هزم مع رفاقه مصفحات العدو وشهد مواقف كثيرة

 

أثبت فيها العزيمة والرجولة، مدونة وطن "eSyria" حاور أشخاصاً اهتموا بجمع النفيس من أخبار هذا الرجل ومنهم الفنان النحات "فؤاد نعيم" الذي أنجز مؤخراً منحوتة للمجاهد "حسين مرشد" الذي جسد بصفاته الجسدية والروحية الفكرية الإنسان الجبلي المقاتل للذود عن حياض الوطن، وقال: «"حسين مرشد" رمزا من رموز الثورة السورية الكبرى وأحد أركانها، وهو كشخص مثل الإنسان الجبلي بكل المقاييس الجسدية والروحية والفكرية، إنه رجل قوي البنية شديد البأس ذو مواصفات غير عادية توحي لك بعمل فني ناجح، وبتجسيده حاولت تصوير حالة قتالية وهي (الفزعة) لهذا المقاتل المتأهب راكضاً لنجدة إخوانه في ساحة القتال، يلبس لباسا شعبيا لأبناء المنطقة وهي "البالوش" (الحذاء البدائي المصنوع من الجلد أو بقايا إطارات السيارات) والشروال المحلي و"القنشية" (لباس بين المعطف الطويل والجاكيت) التي يطيرها الريح نتيجة سرعته، كما يرتدي على رأسه الحطة والعصبة، وللعصبة دلالاتها الأكثر عمقا في الحياة العملية، فهؤلاء المقاتلون لا تخدمهم العمامة أو العقال فالعصبة أكثر ثباتا، كما أنها أكثر زهدا، لتدل على أن هذا المقاتل لا يأبه بالموت في سبيل الذود عن حياض وطنه ونصرة إخوانه، وهو الشخصية الوطنية التي أشعر بأنها تستحق الاحترام، والحرص على تذكير الشباب بها لتكون المثل والقدوة في التضحية».

 

في الأوساط الاجتماعية وعلى لسان الرواة تتردد قطف من مواقف "حسين مرشد" لكن المهتم جمعها لتكون بين دفتي كتاب يخطط لنشره الكاتب والباحث "محمد جابر" الذي تحدث عن "حسين مرشد" بوصفه أحد الأركان العشرة للثورة السورية الكبرى، الذي انتسب لعدد من الجمعيات السرية وتعرض للابعاد والتعذيب على يد الفرنسيين، وقال: «استشهد والده في إحدى المعارك التي وقعت ضد العثمانيين ونشأ يتيماً، واشترك في محاربة الحملة العثمانية التي دحرت في معركة "الكفر"، وانتسب إلى جمعية العربية الفتاة مع عدد من أبناء الجبل، وكان بين الوفد الذي ذهب

 

النحات فؤاد نعيم مع المنحوتة التي أنجزها للمجاهد حسين مرشد

 

للعقبة للقاء "فيصل بن الحسين" والانضمام للثورة، وكان من بين الفرسان الذين دخلوا "دمشق" ورفعوا العلم العربي على دار الحكومة عام 1918.

 

كان وطنياً ترجم وطنيته وإخلاصه بنشاطات سرية ضد الانتداب الفرنسي واجتمع بالوطنيين برئاسة "سلطان الأطرش" للتمهيد للثورة ومع خمسين مقاتلاً هب لقطع الطريق لدعمه في ثورته الأولى عام 1922حيث أقسم يمين الجهاد ومن بعدها يمين الولاء للثورة، وقد حاول الفرنسيون استمالته وإغراءه للسير في سياستهم ولم تلن قناته وتمسك بعقيدته الوطنية، حيث تعرض للاعتقال على يد اليوتنان "موريل" بعد الوشاية عليه من أحد الجواسيس الذين تعمدوا إغراء بعض نساء الجبل والتخطيط لعمل شائن لا ينسجم مع قيم الجبل وعاداته، وكانت النتيجة سجنه في مخزن للفحم والإمعان في تعذيبه ومعه عشرة من وجوه "السويداء"».

 

قصة الرصاصة الأولى حادثة تروى عن رجل وصفه الباحث رجل بألف، وهي صفة أطلقت عليه حيث أضاف الباحث "محمد جابر" بالقول: «صفات عظيمة التقت بهذا الرجل ووصف أنه رجل بألف رجل، ولنا دلائل على ذلك إذا عدنا للتاريخ، فبعد التعذيب والسجن كان عضواً مؤسساً للجمعية الوطنية لشباب جبل الدروز التي ترأسها "سلطان الأطرش"، وقام أعضاؤها بمظاهرات صاخبة في "السويداء" لرفض العنف والعدوان وممارسات حاكم الجبل "كاربيه" إذ سادت "السويداء" حركة احتجاجات كبيرة منذ توليه، وكانت الحادثة في السابع من تموز عام 1925عندما حصل تصادم عنيف قاد فيه "موريل" معاون الحاكم رجال الشرطة والأمن لقمع المظاهرة بالعصي ووسائل العنف، ما جعل "حسين مرشد" يشهر مسدسه ويطلق النار على "موريل" الذي ولى هاربا وجنوده ومنذ ذلك التاريخ عرف بأنه صاحب الرصاصة الأولى في الثورة، وقررت السلطة الفرنسية هدم داره وتغريم أهالي "السويداء" بغرامة مالية ومن اللافت أن هذه الحادثة عجلت بإعلان الثورة بعد عشرة أيام تقريباً ثم أدت في مرحلة لاحقة للحكم عليه بالإعدام غيابياً.

 

ولم يكن داعياً للثورة فحسب بل مقاتلاً شارك في معارك شرسة وكان من بين مجموعة هاجمت مصفحات الفرنسي وتفوقت عليها لتقلبها بقوة سواعدها

 

الباحث محمد جابر

 

وهو من المجاهدين الذين كلفهم "سلطان الأطرش" بتشديد الحصار على الجنود الفرنسيين في قلعة "السويداء" وأحد أبطال معركة "المزرعة" الذين وصفهم قائد الثورة بأنهم لا يشق لهم غبار.

 

واشترك في معركة "العادلية" التي سيرها القائد العام لتحرير "دمشق" وفي مؤتمر عقد في قرية "ريمة اللحف" شمال غرب "السويداء" تم تشكيل أركان الثورة حيث عين أحد أركانها، وحكى عنه مؤرخو معركة "المسيفرة" قصص بافتداء الأخوة وتحفيز المقاتلين والنخوة للاستمرار بالقتال وتحقيق النصر، واشترك في معارك "السويداء" الأولى في مواجهة حملة "غاملان" وكان أحد فرسان الجبل ضمن الحملة التي توجهت إلى "غوطة دمشق" واشترك في معارك "اللجاة" ومعارك "السويداء" الثانية حيث قتل قائد الفرقة الأولى واستولى على سلاحه وفي معركة "جبية" التي استمرت نهارا كاملا وكان برفقة الأمير "شكيب أرسلان" للقاء سلطان الأطرش عام 1927».

 

النزوح وجمع التبرعات قصة طالت بها السنون يتابعها الباحث بالقول: «نزح "حسين مرشد" مع "سلطان الأطرش" ورفاقه المجاهدين للأزرق في "الأردن" ومن ثم إلى "وادي السرحان" في السعودية وعانى وأسرته العطش والجوع والعذاب ومات ثمانية من أولاده ودفنهم في تلك الصحاري، ورافق "سلطان الأطرش" في تنقلاته، ووجد في الأردن مع "صياح الأطرش" و"جميل شاكر" للقاء "سعيد العاص" وطباعة المنشورات، وشُكل في لجنة جمع التبرعات للثورة وتنقل لشرح أبعاد القضية إلى بلاد "صفد" في فلسطين وجمع التبرعات، وفي عام 1933 عاد إلى الأردن برفقة القائد العام للثورة والمجاهدين لاجئين سياسيين وكان مقر إقامته "السلط"، وشهد احتفال سينما "البتراء" الذي تضمن كلمة "عجاج نويهض" أحد خطباء الحفل الذي أطلق اسم "جبل العرب" على "جبل الدروز" في خطبته الشهيرة ليقول مخاطبا قائد الثورة والمجاهدين: الجبل الذي يقال له زمن الفرنسيين "جبل الدروز" أصبح بفضل جهادكم وجهاد إخوانكم جبل العرب لتدرج التسمية».

 

للمجاهد أحفاد نقلوا من الآباء سيرة الجد واحتفظوا بمقتنياته التي ضمت لصرح شهداء الثورة السورية الكبرى حسب حديث السيد "غسان مرشد رضوان" حفيد "حسين مرشد" صاحب مكتب للسياحة والسفر وقال

 

المجاهد حسين مرشد رضوان مع سلطان الأطرش

 

«عاد جدي برفقة القائد العام والمجاهدين إلى أرض الوطن بعد أن أصيب بنكبات كبيرة خسر فيها داره وأملاكه، ونجح في انتخاب التجمع القومي ثم بعضوية المجلس النيابي بنسبة عالية وكان من أعضاء الكتلة الوطنية ومن مؤسسي الهيئة الشعبية الوطنية في الجبل وهو من رجالات الجبل الذين شاركوا في الأنشطة السياسية الهامة، وقد حرصنا على كل ما وصل لأيدينا من مقتنياته ليكون المآل إلى صرح شهداء الثورة السورية الكبرى في بلدة "القريا" ومنها جواز سفره وهويته وعدد من مقتنياته التي تشهد على ما قام به من أعمال نعتز بها».

 

الجدير بالذكر" أن المجاهد "حسين مرشد" ولد عام 1887 وكانت وفاته عام 1968ودفن في "السويداء

 

 

 

(((((ملحق المجاهد المترجم عبد الله النجار))))

 

معروفيون لبنانيون

 

 

 

 

 

1896 – 1976، بلدة عين مري، سياسي، كاتب، شاعر، مترجم، وضعه الفرنسيون في اللائحة السوداء 1926، ففر الى القاهرة، رغم انه شغل منصب مدير معارف جبل العرب في عهد الفرنسيين. مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت دعمته لترجمة وطباعة الكتب التي تعالج القضية الفلسطينية، في كتابه (الصهيونية بين تاريخين) كتب في المقدمة:

 

وضع هذا الكتاب سدّا لحاجة القارئ العربي للإلمام بخفايا القضية الفلسطينية، وبما حيك حولها من مؤامرات، لأنها قضية كل بلد عربي مرتبط مصيره بمصيرها، الكتاب يكشف مصادر القوة الصهيونية التي اوصلت قلة من اليهود الى قهر الكثرة العربية في عقر دار العرب والتمركز في اقدس اقطارهم والعبث بمقدساتهم.

 

اغتيل هو وزوجته نبيهة امام منزلهما دون ان يخلّفا اولادا، موصيا قبل اغتياله بتخصيص كل امواله وممتلكاته لمشروع يحمل اسمه واسم زوجته: المشروع هو مشروع عبدالله النجار وزوجته نبيهة للتعليم العالي. (هل يقتدي المتمولون العرب اليوم بذلك!)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

(إعداد سمير الجباعي )

 

موقعة الكفر 17 تموز 1925

 

 

 

بعد أن فشل الفرنسيين في العرض المغري علي المجاهد البطل

 

سلطان باشا الأطرش، وعلى أثر اجتماع أقيم في قنوات قام

 

القبطان موريل رئيس الشرطة في السويداء با عتقال بعض

 

زعماء الجبل كرهائن وعلى رأسهم عبد الغفار الأطرش ،

 

وحمد الأطرش وفام بارسالهم إلى معتقل تدمر.

 

 

 

 

 

فبعد ذلك تم اجتماع للثوار  في منطقة العين

 

بقيادة سلطان باشا الأطرش

 

وبالتحديد في 17 تموز من عام 1925.

 

ثم تحرك مع بعض الفرسان جنوباً إلى أم الرمان

 

وفي 18 تموز توجه

 

إلى عنز والمشقوق ثم إلى إمتان وملح

 

ثم إلى عرمان وهناك التقى

 

مع بعض الثوار  وتم اجتماع لهم في قرية عرمان.

 

ففي هذه الأثناء أرسلت القوة الفرنسية

 

طائرة تستهدف الثوار

 

الموجودين في تلك القرية فتم إسقطها ومواصلة صلة الزحف إلى

 

صلخد وحرق مقر البعثة الفرنسية فيها.

 

 

 

صفحة 38

 

 

 

وفي هذه الأثناء وبالتحديد في 21 تموز وصلت حملة

 

فرنسية إلى بلدة الكفر بقيادة نورمان من أجل منع استثمار

 

النصر الذي حققه الثوار وقبل ان يتوجه سلطان باشا الأطرش

 

إلى الكفر لملاقات جيش نورمان أرسل له قاسم الأطرش

 

وعبد الله العبد الله ونصحه بالانسحاب.فرفض وتدحى الثوار

 

بكلمات استفزازية .

 

حينها قرر سلطان باشا الأطرش  والثوار الهجوم على

 

الحملة الفرنسية  التي تجاوزت 250 ضابطاً وجندياً

 

وكانت مفاجأة الثوار للقوات الفرنسية المعادية المتمركزة

 

في بلدة الكفرأسرع من تفكير الأعداء بانقضاض خاطف.

 

حيث صنعوا أقوى وأشد الملاحم البطولية عندما تمكنوا

 

وخلال 45 دقيقة من إبادة الحملة  إبادة تامة حيث خاض

 

المجاهدين بأسلحتهم الفردية مبارزة بطولية قتل علي أثرها

 

قائد الحملة نورمان ،ولم يسلم من الحملة سوى خمسة

 

اوستة عساكر فرنسيين.

 

وبالمقابل استشهد عدداً من الثوار الأبطال وصل عددهم

 

حوالي 52 شهيداً ومنهم المجاهد البطل مصطفى الأطرش

 

شقيق القائد  العام للثورة السورية الكبرى والمجاهد الشهيد

 

البطلشهاب عزالي حامل بيرق ملح وعدداً  كبير من

 

الثوار الأبطال  الخالدين.

 

صفحة 39

 

 

 

ملحق معركة الكفر 17 نموز 1925

 

 

 

معركة الكفر وبدايات الثورة]

 

 

 

بدأ سلطان بالتنقل بين قرى الجبل يحرض الأهالي على الثورة ضد الفرنسيين ويستثير النخوات وكانت أول عمليات الثورة العسكرية إسقاط الثوار طائرتين فرنسيتين إحداهما وقعت قرب قرية امتان وأسر طيارها، تجمع الثوار بقيادة سلطان ثم هاجموا صلخد في 20 تموز 1925 وأحرقوا بمساعدة أهلها دار البعثة الفرنسية فانطلقت في اليوم نفسه حمله فرنسية بقيادة نورمان الذي استخف بقدرات الثوار اتجه إلى الكفر وأمر جنوده بالتمركز حول نبعها.

 

 

 

أرسل سلطان إلى نورمان مبعوثاً لينصحه بالانسحاب فأجابه بالرفض وكرر التهديدات بالقبض على سلطان وأعوانه وأنه يمكنه أن يقتل ثلاثة آلاف درزي بالرشاش الذي معه. وقال لهم إذهبوا إلى سلطان وقولوا له أنني بانتظاره على أحر من الجمر في هذا المكان.

 

 

 

بدأت المعركة ظهراً ولم تدم طويلاً. وحالت سرعة الهجوم وهول المفاجأة بين الفرنسيين وأسلحتهم. وبدأ القتال بالسلاح الأبيض ودخل الثوار بين الفرنسيين وقتل نورمان قائد الحملة قضى الثوار على الحملة كلها تقريباً. كانت خسائر الدروز في معركة الكفر 54 شهيداً من بينهم شقيق سلطان الأطرش، مصطفى الأطرش وتذكر المراجع الفرنسية أن 172 جندياً فرنسياً قتلوا بينما يذكر من حضروا المعركة أن خسائر الفرنسيين كانت أكثر من ذلك بكثير وتقدر بعدة آلاف (يذكر الجنرال أندريا أنه لم ينج من معركة الكفر من الجنود الفرنسيين إلا خمسة، أنظر المرجع الأول ص 85) 66

 

 

 

قاد الأطرش العديد من المعارك الظافرة ضد الفرنسيين كان من أبرزها: معركة الكفر ومعركة المزرعة في 2 و3 آب، 1925، ومعارك الإقليم الكبرى، ومعركة صلخد، والمسيفرة، والسويداء ومعارك أخرى كبد فيها الجيش الفرنسي خسائر هائلة. وفي 23 آب أصدر سلطان باشا الأطرش بيانه الشهير (إلى السلاح) الذي أعلن فيه أهداف الثورة وهي توحيد سورية والاستقلال وإقامة الدولة العربية الحرة.

 

 

 

عرض الفرنسيون على سلطان باشا الأطرش الاستقلال بالجبل وتشكيل دولة مستقلة يكون هو زعيمها مقابل وقف الثورة لكنه رفض بشدة مصراً على الوحدة الوطنية السورية. قامت السلطات الفرنسية بتعذيب السكان في حال تعاونوا مع الثوار، وعند انتهاء ثورة عبد الكريم الخطابي في المغرب العربي، ازداد الضغط على الثوار في سورية، فلجأوا إلى الأزرق في جنوب الأردن، حيث بدأوا بشن الهجوم على القوات الفرنسية انطلاقاً من هناك. إلا أن قوات الانتدابين الفرنسي والبريطاني حاصروا الثوار وقطعوا عنهم الماء نهائياً. بدأ زخم العمليات الحربية يخبو بسبب قلة السلاح لدى الثوار، فعرضت فرنسا عليهم الاستسلام وحكمت بالإعدام على سلطان الأطرش، فرفض الاستسلام ورفض تسليم السلاح وقرر الرحيل بمن معه من رجال إلى ان يعود الاستقلال من خلال اتفاقية عصبة الأمم بخصوص الانتداب فرحل إلى وادي السرحان في الجوف حيث طلب الإذن من الملك عبد العزيز بن سعود بالنزول في دياره وسمح له. وبقي هناك (1927-1932) مع رفاقه (حوالى 300) إضافة للنساء والأطفال، فعاشوا شظف العيش في الصحراء. وهناك بقي سلطان الأطرش على اتصال بالوطنيين وبكل التحركات السياسية في القضية السورية، ودعا في 29/10/1929 إلى مؤتمر عام لبحث القضية السورية وقد حضر هذا المؤتمر، الذي سمي بمؤتمر الصحراء، كل الوطنيين والسياسيين العرب المهتمين بالقضية السورية. وصدر في نهايته مقررات هامة رسمت المسير السياسي للقضية في ما تلى من أحداث. واستمر في المقاومة المتمثلة برفض الاستسلام. ثم في العام 1932 سمح لسلطان ورفاقه بالدخول للعيش في الكرك وعمان في الأردن، إلى أن عاد إلى الوطن في 18/5/1937 بعد إلغاء الحكم بالإعدام وبعد اتفاقية 1936 حيث استقبل استقبالاً شعبياً هائلا 

 

((((في مثل هذا اليوم قبل معركة الكفر المجيدة))))

 

موقع المجاهد متعب الجباعي :

 

 http://aljibaie.jimdo.com/مذكرات-المجاهد-الشيخ-متعب-الجباعي/

 

(منقول عن  صفحة الاستاذ عدنان مكارم)

 

جذور السنديان ..... من مآثر الأهل ..... !!

 

في 29 حزيران من عام 1925 م ، ....... أرسل الباشا وفداً الى دمشق لمقابلة الجنرال ( رينو )، وشرح مطالب أهل الجبل له ، وتألف الوفد من ( حمد وعبد الغفار ونسيب ) الأطرش . .... في اليوم التالي ــــ يقول الباشا في مذكراته ـــ وصل الى السويداء الأمير حسن الأطرش ، ونقل إلينا خبر إعتقال الزعماء الثلاثة المذكورين ، ونفيهم فوراً الى تدمر .... حيث كان لايزال المجاهد ( عقله القطامي ) منفياً هناك .....!

 

بعدها بيومين أعتقل الفرنسيون من السويداء ( علي عبيد . حسني صخر . علي فارس الأطرش . وبرجس الحمود . ويوسف هلال الأطرش ) .. وقاموا بنفيهم الى الحسكة .

 

يصف المجاهد علي عبيد في " مذكراته " قصة نفيه مع رفاقه ، وما لقيه وإياهم من حفاوة وتكريم أثناء وجودهم في ( الحسكة ) .... فيقول :

 

" ..... ومشينا مع الشمس من الشام الى جيرود ، فتوقفنا مقدار ربع ساعة ، ثم الى القريتين ، ثم تدمر مع المساء ، ونزلنا ضيوفاً على حضرة الأمير حمد وعبدالغفار باشا ونسيب بك وعقلة القطامي ، وصباح اليوم التالي سافر معنا الأمير حمد من تدمر الى دير الزور .... ومنها الى ( حسجي ) ، الحسكة يقصد ، فوصلنا الساعة 4 ليلاً ونزلنا ضيوفاً على القائممقام ( عارف بك الدعيجي ) . وصباح اليوم التالي دخل علينا رجل مهيب الطلعة .... ومرتدياً عباية وكوفيه وعقال ... وهو اختيار ذو لحية بيضاء ، وعلى جنبه سيف ، قرابه من الفضة البيضاء الصافية ، فسلّم علينا سلام محب صادق ، وبعد تناول القهوة ، وتعريف القائمقام له علينا ولنا عليه ، بأنه مسلط باشا ، شيخ عشيرة الجبور ، قال : ( يا حضرة القائم ، أنا عرفت بقدوم هؤلاء الذوات ، وأنا لا أعرفهم شخصياً ، لكن أعلم من تاريخ حياتهم أنهم أمراء وحكام جبل الدروز ، الذي هو حياة سورية ، ورافع شارب العرب . ولا من عشيرة أو طائفة قدرت على مقاومة الأتراك إلا هم ، فعليه ، أنا عندي من فضل الله أربعة عشر ولداً ، مقدم لك منهم ستة بدلاً عن هؤلاء الستة رجال ، وهم في ضيافتي ولو لخمس سنين ، الى أن ترضى عنهم فرنسا ، ويلزم أن تحيط علماً أننا لانقبل عليهم أقل إهانة ، أو مغدوريه قطعياً ، ونعدهم ضيوفاً أعزاء على جزيرة العرب ، واذا كان فكر فرنسا في شي يمسهم فليكون معلوماً عندهم عدم رضانا البته ، ولو حصل مهما حصل .....!!!

مع تحيات ـــ عدنان مكارم ـــ افتخر .... أنت منهم

 

 

 

 

 

 

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

(إعداد سمير الجباعي )

 

تحالف اجتماع قنوات

 

بعد معركة  الكفر اندلعت الثورة في جميع أنحاء الجبل

 

فقام سلطان باشا الأطرش بجمع الوجهاء والأعيان وقدم

 

الي قنوات وطلب من أهلها الدخول لينادي بالثورة

 

 وما كان من الشيخ أحمد الهجري وعيره من أوجه قنوات

 

إلا أن استقبلوا الباشا سلطان  ومن معه من الفرسان خير

 

استقبال  ودخلوا قرية قنوات .

 

واستدعوا من كل بلد من قرى الجبل شخص أو اثنين

 

لعقد تحالف وعهد علي استمرار الثورة .

 

وكان من بين الموجودين سلطان باشا الأطرش وحمد

 

  البربور وآخرون من وجهاء الجبل ومن معظم القرى

 

والعائلات .حيث تحالفوا عاى أن يكونوا يداً واحدة

 

وتلغى كافة النزاعات الداخلية فيما بينهم ويكون

 

ويكون الهدف  الأساسي الوحيد الوقوف أمام

 

الغزات وقتالهم وطردهم من البلاد وكل من له

 

ثار أوحق عند

 

صفحة 40

 

الأخر يطالب فيه بيما بعد وبعد انتصار الثورة.

 

وبعد التحالف والموافقة عليه من قبل الثوار جميعاً

 

فرحبوا  أجمل ترحيب في هذا التحالف الأخوي

 

وأثناء ذلك طلب أحد الثوار الموجودين وهوتوفيق

 

عزالدين الحلبي المسدس من المجاهد نجيب سعيد

 

ناصيف لكي يطلق النار مبتهجاً بهذه المناسة .

 

فشاء القدر أن ثارت إحدى الطلقات  وأصابت نجيب

 

سعيد  ناصيف صاحب المسدس فبرد الحماس ونقُل

 

المصاب إلى أحد بيوت القرية القريبة من مقر الاجتماع

 

ولكن ما ان وصل إلا أن وافته المنية .ومعضم  الحضور

 

بدأ بالنضر  الي المجاهد سعيد ناصيف والد القتيل ماذا

 

سيفعل؟ فما كان منه إلا أن قال :

 

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

 

مضى على هذه الحادثة تحالف قنوات  وليس لنا

 

عند آل عزالدين الحلبي أى حق أوثأر .

 

وبذلك يكون اتفاق قنوات قد ألغى كافة النزاعات

 

الداخلية وإن كل من له حق او ثأر عند الأخر

 

يطالب فيه فيما بعد الثورة.

 

وبهذا الإيمان والوفاء والتقوى تمكن هذا الشعب

 

المجاهج من الوصول الى ما أراد.

 

صفحة 41

 

 

 

 

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

(إعداد سمير الجباعي )

 

معركة المزرعة 31 تموز عام 1925

 

 

 

على أثر معركة الكفر وهزيمة الجيش الفرنسي أمام قوة

 

الثوار وإيمانهم ، رداً على الهزيمة القاسية .قرر الجنرال

 

سراى القضاء على الثورة ,وجهز حملة قوامها 12 ألف

 

مقاتل بقيادة الجنرال ميشو ، مجهزة بأحدث الأليات

 

والدبابات والمعدات يرافقها الطيران الحربي فتوجهت نحو

 

الجبل واتخذت من منطقة  ازرع وبصرى الحرير مركزي

 

تجمع لها.

 

في الوقت الذي كان القائد العام للثورة السورية الكبرى

 

سلطان باشا الأطرش في اجتماع وأركان الثورة في قرية

 

قراصة يتدارسون الوضع وأقروا في الاجتماع:

 

- الثبات على مبادئ الثورة ومواجهة الجيش الفرنسي

 

الزاحف إلى السويداء.

 

  • - وإفشال مخططات العدو

  • - اتباع تقاليد الجبل الحربية (غرفة عمليات موحدة)

  • - جعل كل قرية وحدة قتالية متكاملة مرتبطة مع القيادة

  • العامة للثورة

  • صفحة 42

  • - فتح جبهة حربية على طريق ازرع السويداء

    - تأمين الدعم المالي للثورة .

    وبدأت المؤن والمواد  الغذائية تأتي إلى الثورة  من كافة

    الشرفاء والوطنييين  فعلى سبيل المثال ‘شاهين المحيثاوي‘ حمد عامر ‘

    علي نصر من قرية سميع وحده قدم 2000 مد من القمح مايعادل 40

    طن إلى الثوار  وغيره من الذين تبرعوا بالمساعدات المادية .

    وفي صباح 31 تموز عام 1925 تحركت قوى الجيش الفرنسي

    نحو السويداء.

    وبدأ الثوار ينصبون الكمائن لها  على  الطريق فأ اوقعوا بعض

    الخسائر في صفوف الفرنسيين وبدأت المعركة باصطدام جناح

    الثوار الأيمن بطلائع الحملة الفرنسية .

    وفي اليوم الثاني للمعركة الأول من آب عام 1925

    أخذت القوات المعادية تتقدم مع تغطية جوية من قبل

    الطيائرات الفرنسية التي بدأت ترمي قذائفها على الثوار

    من كل ناحية يرافقها قصف مدفعي كثيف  ومتواصل

    حتى الصخور تحولت إلى قذائف بفعل  المدفعية والقنابل .

    فتقهقر الثوار تحت حمم الأسلحة الثقيلة وقصف

    الطيران الكثيف .

    وفي اليوم الثاني من شهر آب وبعد أن تكاملت طلائع الثوار

    من كافة أنحاء الجبل لنصرة إخوانهم المجاهدين الأبطال

    وبدأت

    صفحة 43

    النخوات العربية تنطلق من كل حنجرة بطل من أبطال

    الجبل .انقض الفرسان على مؤخرة الحملة الفرنسية

    في رقة الصقر وتل الخاروف وكانت من أقوى

    المواجهات وأصعبها.حيث استشهد العديد من الثوار ومنهم

    المجاهد البطل الشهيد حمد البربور  الذي كان الساعد

    الأيمن لسلطان باشا الأطرش.

    وتابعت الحملة الفرنسية زحفها نحو السويداء معتقدة بأن

    الثوار قد هزموا وبدأ لها الطريق سالك إلى السويداء.

    وتوقفت الحملة في منطقة المزرعة تستعيد  قوتها وتجهيز

    معداتها من جديد وقضت ليلتها في تلك المنطقة على أمل

    أن تكمل طريقها في الصباح إلى السويداء.

    ولم تعلم أن طلائع الثوار كانوا لها بالمرصادعندما انقضوا

    عليها من كل مكان.

    فعند بزوغ الفجر من تلك الليلة جمع الثوار قواهم وقرروا

    الالتحام مع القوات الفرنسية المعادية وكان إنقضاضاً

    عنيفاً والتحام بالسلاح الأبيض وقد فقدت الدبابات والطائرات

    جدواها وفاعليتها واختلط الثوار مع الجيش الفرنسي وكانت

    أشبه بمعارك  القادسية واليرموك وحطين .

    وتم القضاء على الحملة بأكملها وكان قد غطى سماء المزرعة

    دخان حرائق ومعدات وآليات العدو وقتل الكثير

    الكثير من قوات الجيش

    صفحة 44

    الفرنسي وجرح قائد الحملة الجنرال ميشو وفر هارباً

    وبرز الكثير والعديد من الابطال الميامين في تلك المعركة

    التي قاد لوائها المجاهد البطل القائد سلطان باشا الأطرش

    مثل محمد شرف وجاد الله سلام والشهيد البطل سليمان

    العقباني وغيرهم من الأبطال والثوار الميامين .

    واستشهد العديد من المجاهدين الأبطال .

    وبعد انتهاء المعركة والنصر الكبير الذي حققوه ثوار

    الجبل قد باشروا بجمع واعتقال الأسرى الذي تجاوز

    عددهم 350 أسيرأ فرنسياً وابرز الثوار الذي بدءوا

    باعتقال الأسرى هم المجاهد البطل فضل الله هنيدي-

    المجاهد البطل حمزة درويش – المجاهد البطل حامد

    نصر – المجاهد البطل شاهين المحيثاوي – المجاهد

    البطل مرهج الحلبي وغيرهم .وبعد ذلك قام الفرنسيين

    بمبادلة الأسرى من الثوار الذين كانوا في معتقل تدمر

    مع الأسرى الفرنسيين بحضور لجنة إنكليزية في يلدة

    ازرع. وماتبقى من فلول الفرنسيين حؤصر في قلعة

    السويداء وبقوا في مأمن.

    صفحة 45

     

     

     

     

     

    ملحق معركة المزرعة المجيدة عام 1925

    الجنرال موريس بول ساراي

    موريس ساراي (بالفرنسية:Maurice Paul Emmanuel Sarrail)، ضابط رفيع في الجيش الفرنسي شارك في الحرب العالمية الأولى، وثالث المفوض السامي العسكري انتدبته فرنسا لحكم سوريا ولبنان من نوفمبر 1924 إلى 23 ديسمبر 1925، ولد في العام 1856 وتوفي في العام 1929، اتّسم عهده في لبنان وسوريا بالقسوة والعنف مما ادى إلى نشوء ثورات وردات فعل قاسية.

    قمعه للثورة السورية الكبرى

    رغم ان الجنرال ساراي جاء إلى سوريا من اجل تقديم إصلاحات تتلائم مع مبدأ حزبه السياسي، فانه لم يكن موفقا في تحقيقها، فقد اصطدم بتذمّر شديد زادته الأزمة الاقتصادية اضراما،كما ان قراره بالغاء الاحكام العرفية لم يغير شيئا من الحكم الاستبدادي العسكري، كذلك فإن تعسّفه في التعاطي مع زعماء جبل الدروز، كلها عوامل ادّت إلى اندلاع الثورة ضده، وبعد استفحال أمر الثورة السورية الكبرى ووصولها إلى دمشق، دعا المفوض السامي الفرنسي المقيم في بيروت الجنرال موريس ساراي أركان حربة ومستشاريه وصبحي بركات رئيس الدولة السورية آنذاك إلى الاجتماع به للتداول فيما آلت إلية الحالة الراهنة بدمشق ودخول الثوار إليها لتحريرها، فأجمع الرأي على تدمير دمشق بعد أن سيطر الثوار على أكثر أحيائها، وسافر ساراي إلى دمشق ليشرف بنفسه على تدمير المدينة، فأمر بقصفها في 18 تشرين الأول عام 1925. استمر القصف ثلاثة أيام من عصر يوم الأحد 18 تشرين الأول إلى مساء الثلاثاء في 20 تشرين الأول فهدمت المتاجر وحرقت المنازل ودمرت البيوت الدمشقية الأثرية، وسقط اكثر من 1500 ضحية نتيجة القصف

    معركـة المـزرعة: 2-3 آب / أغسطس 1925

    بدأ جيش فرنسا بقيادة الجنرال ميشو (Michaud) بالزحف إلى مدينة السويداء، وكان تعداد الحملة 13000 جندي وضابط فرنسي. قابلهم الثوار الذي بلغ عددهم حوالى 400 ثائر بقيادة سلطان باشا الأطرش قرب قرية المزرعة. كان العدو قد نشر في السهل المنبسط، شرقي «تل الخروف» وجنوبه، عدداً كبيراً من القناصة ورماة الرشاشات، الذين تواروا خلف متاريس حصينة مموَّهة. اصطدم الثوار بمجموعة يتكوّن منها آخر القسم الأول من الجيش الفرنسي المتقدم، وقتلوا عشر من جنودها، وغنموا بعض البغال المحملة بالأسلحة والذخائر، وعادوا وهم يردّدون أهازيج النصر إلى قراصة.. ولما رأى الثوار الآخرون ما رأوه من فعلهم، انقضوا بدورهم على مجموعات أخرى من فصائل الجند، وكان في مقدمتهم فرسان قرية نجران الأشاوس، فخاضوا معركة عنيفة حققوا فيها نصراً مؤزراً وغنموا كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد الحربي والبغال، وساقوا معهم عشرات الأسرى. لقد اندحرت الحملة الفرنسية اندحاراً كاملاً، وتبعثرت جثث قتلاها وهياكل مدرعاتها، وآلياتها المختلفة وأسلحتها الثقيلة بين السهول الممتدة من المزرعة شرقاً حتى قرية الدور ومشارف بصر الحرير غرباً. واستطاع العديد من ضباطها وجنودها أن يفلتوا من الأسر، على الرغم من ملاحقة خيالتنا لهم، فوصلت آخر أفواجهم إلى محطة ازرع مساء ذلك اليوم وهي خائرة القوى. لقد اختلفت الروايات وتناقضت في ذكر عدد الجنود الذين كانت حملة «ميشو» تتألف منهم، اختلافها وتناقضها في ذكر عوامل هزيمتها وأسباب اندحارها. ذكر بعض الأسرى من ضباط الحملة نفسها الذين قالوا بأنها تتألف من ثلاثة عشر ألف جندي، بحسب المعلومات التي كانت تنتقل إليهم من رؤسائهم، أو من خلال مشاهداتهم الشخصية لأرتالها المتحركة من دمشق إلى ازرع. أما ما خلفته هذه الحملة في ميدان المعركة، من حطام الآليات المدرعة والمدافع، والرشاشات والبنادق وصناديق الذخيرة والخيول والبغال وعربات النقل والخيام والأمتعة والمواد الغذائية، فكانت مقاديره كبيرة غنمها الثوار البواسل. وبعد ذلك انتقل الثوار بقيادة سلطان باشا الأطرش إلى السويداء لتشديد الحصار على القلعة، فبقيت محاصرة أكثر من شهرين. وقبل أن تبدأ عملية قصف القلعة بالمدافع، كانت السلطة الفرنسية قد أرسلت وفداً مؤلفاً من: الكابتن رينو، يوسف الشدياق وعبد الله النجار من أجل طلب الهدنة وفتح باب المفاوضات للصلح، فوافق سلطان الأطرش على إخراج النساء والأطفال الفرنسيين من القلعة، وكذلك الغرباء الذين لجؤوا إليها مع الفرنسيين، وعددهم يقرب من الخمسين فتمّ ذلك بإشراف عبد الله النجار، الذي أحضر السيارات إلى القلعة لنقلهم إلى دمشق، تحت حراسة رجال الجبل. ومع أن القصف كان يحدث بعض التهديم في سور القلعة، ويشعل بعض الحرائق في داخلها، كما أسكت مدفعين من المدافع المصوّبة على المدينة، مما أربك الفرنسيين المحاصرين وبعث الحماسة والعزة في نفوس الثوار والمواطنين، فإن الخنادق والاستحكامات التي أمر «توما مارتان» بحفرها وإقامتها داخل القلعة، وأكياس الرمل التي كانت توضع عند الثغرات المفتوحة بسرعة فائقة، والإمدادات التي كانت تصلهم يومياً بواسطة الطائرات، والغارات الجوية المتواصلة على الثوار المرابطين حولها.. كل ذلك قد حال دون الاستيلاء عليها. إن معركة المزرعة لم تقلق الدوائر الفرنسية العليا في الشرق فحسب، وإنما شغلت بال الحكومة الفرنسية نفسها، ونوقش موضوعها في البرلمان الفرنسي، واهتمت بها كبريات الصحف الباريسية ونشرت أخبارها وعلّقت عليها. كما تناولتها بالتعليق أيضاً بعض الصحف الأوروبية في لندن وروما وبرلين. لذلك كله، لم تجد السلطة الفرنسية ما يغنيها عن طلب الهدنة ووقف القتال في الجبل تمهيداً لصلح دائم تعقده مع الثوار، قبل أن يستجيب لنداء الثورة زعماء الحركة الوطنية بدمشق، ويفسح المجال أمام نشرها في بقية أرجاء الوطن، فيتعرض الوجود الفرنسي في الشرق كله لخطر الزوال. في الثامن من شهر آب عام 1925، حضر عبد الله النجار إلى قرية الثعلة حيث كان سلطان باشا الأطرش مجتمعاً مع بعض وجوه الجبل، فعرض عليهم فكرة الهدنة والمفاوضات من أجل الصلح، ورغب أن يقدم سلطان الأطرش شروطه المبدئية لذلك، فاتفق مع الحاضرين على تقديم الشروط التالية: - تبدأ المفاوضة بحضور الأمير فؤاد أرسلان، بالإضافة إلى أعضاء الوفد المشار إليهم. - المدة القصوى للمفاوضة ثلاثة أيام. - إطلاق سراح المنفيين من زعماء الجبل والمعتقلين من شبابه، مقابل تسليم الأسرى الفرنسيين، ولا يرضى الثوار إلا باستقلال سورية ووحدتها الكاملة، وإقامة حكم وطني دستوري فيها. - وقف الغارات الجوية على قرى الجبل، ووقف ضرب المدفعية من قلعة السويداء. وأخيراً وصل وفد من دمشق، في 17 آب، يتألف من: أسعد البكري، توفيق الحلبي وزكي الدروبي، فأعلنوا تأييدهم للثورة باسم الحركة الوطنية بدمشق، وأكدوا لسلطان باشا الأطرش استعداد المواطنين في سورية عامة للمشاركة الفعلية بها، وتقديم العون المادي والمعنوي لها في الحال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 :

 

آ – مؤتمر قراصة تموز 1925 :

 

ما كاد يأتي موعد الاجتماع حتى أخذت بيارق القرى تتوارد إلى المكان من مختلف أنحاء الجبل حتى بعض أفراد من بدو المساعيد و السردية , و هنا وصل عبد الغفار الأطرش الذي أطلق سراحه الفرنسيون ثم مروا به على جيوشهم الجرارة و قواتهم الحربية الضاربة الكثيرة للرعب و الخوف , و طلبوا إليه طرح موضوع الصلح مع الثوار , فوقف على مرتفع ( كوم قراصة ) و خطب في الناس حسب ما ورد بمذكرات سلطان الأطرش قائلا ً :

 

إن فرنسا الدولة القوية , الدولة الجبارة أطلعتني قبل أن أصل إليكم على جيوشها الجرارة و قواتها الضاربة المختلفة , و طلبت مني أن أكون وسيطا ً بينهم و بينكم , لوقف العمليات الحربية , و عدم التعرض للجيش الزاحف بقيادة الجنرال ميشو إلى مدينة السويداء , و قطعوا لي عهدا ً بالعفو عن جميع الثوار الذين اشتركوا بمعركة الكفر دون قيد أو شرط ما عدا سلطان حيث اشترطوا أن يغادر البلاد ريثما يصدر قرارا ً بالعفو عنه بعد مدة قصيرة .

 

و في هذه اللحظة وصل إلى المكان المجاهد مصطفى أبو الحسنيين من حوران , و قدم لسلطان الأطرش رسالة من بعض الزعماء في حوران يقولون فيها أنهم لا يستطيعون في الوقت الحاضر المشاركة بالثورة  فطوى الرسالة و وضعها في جيبه , غير أن أنظار الجمهور ظلت متجهة نحوه كأنها تستفسر منه بإلحاح عما جاء فيها .

 

و قد أنقذ الموقف سليمان نصار و سرعة مبادهته , إذ طلب من الباشا الرسالة , ففتحها و أرتجل نصا ً أخر من عنده و هو ينظر إليها فقال :

 

حضرة ابن عمنا سلطان الأطرش الأفخم , بعد السلام عليكم و رحمة الله و بركاته نعلمكم أننا رهن إشارتكم في سبيل خدمة الوطن و نحن بانتظار العلم منكم لنلتحق بجيشكم و الله يحفظكم و ينصركم على الأعداء , ثم تلا من ذاكرته أسماء زعماء حوران المعروفين , فأثار بقراءته هذه حماسة الجمهور حتى كانت أصوات النخوات و العراضات تشق عنان السماء .

 

و ما أن عاد الهدوء إلى الجمهور من جديد حتى التفت الباشا إلى عمه عبد الغفار و قال له على مسمع الجميع و كجواب للفرنسيين :

 

 

 

 

 

 

 

إننا لم نعلن هذه الثورة كي نرضخ لشروط الفرنسيين و نسمح لجيوشهم الجرارة بالدخول لبلادنا دون مقاومة ليغدروا بنا و يسومونا سوء العذاب و ينفوك و غيرك من الزعماء ظلما ً و جورا ً .

 

إننا أعلنا الثورة لنصون العرض و الكرامة و نحقق بحد السيف حرية البلاد و استقلالها , ثم اقترب الباشا من عمه و قال له : إنك تخرج الأن من السجن و المنفى و الحمد لله على سلامتك , و أنت أحوج حاليا ً لرؤية أفراد أسرتك الذين ينتظرون عودتك بفارغ الصبر في قنوات , ثم اختلى القائد بأعيان الثوار على جناح السرعة و اتخذوا القرارات التالية بالاجماع :

 

 

 

قرارات مؤتمر قراصة :

 

 

 

1 – متابعة الثورة و الوقوف في وجه الجيش الفرنسي الزاحف لمنعه من الوصول إلى السويداء .

 

 

 

2 – اعتبار القوات المحاربة التي حضرت الاجتماع نواة الجيش الوطني المنوي إعداده و تنظيمه في المستقبل

 

3 – اتباع تقاليد الجبل الحربية المتوارثة باعتبار بيرق كل قرية وحدة حربية كاملة يؤمن كل محارب فيها و على نفقتها الخاصة سلاحه و ذخيرته و مؤونته و أن تكون قيادة كل وحدة مرتبطة مباشرة بقيادة الثورة العامة

 

4 – فتح جبهة حربية تمتد على جانبي طريق أزرع – السويداء من قرية تعارة و قراصة شمالا ً حتى قريتي الدور و سميع جنوبا ً

 

ب – المناوشات الأولى 30 تموز 1925م :

 

انتشرت قوتنا فعلا ً في المواقع المعينة لها على خط متعرج بطول 8 كم تقريبا ً , و كان مقر القيادة في قلب الجبهة شمال رقة الصخر , و في تموز بدأت المناوشات الأولى قرب بصر الحرير عندما تقدمت القوات تدعمها المصفحات و المدافع لإحتلال جسر قرب بصر الحرير فهاجمها الثوار بمعركة حامية , التحموا معها بالسلاح الأبيض اضطروها للتقهقر , و خسر الفرنسيون باعترافهم ضابطا ً و سبع جنود قتلى و أربعة عشر جريحا ً ( منير الريس عن كتاب جيوش الشرق ) و كانت خسائرنا ثلاث شهداء هم قاسم عزام , محمود غيث , و سليم سلام , و جريح واحد هو حمزة درويش .

 

ج - الكمين الغادر :

 

بدأت القوات بزحفها من أزرع و بصر الحرير في أول أب 1925م , فما وضح النهار إلا و الجيش الفرنسي يزحف بنسق الحرب منتشرا ً على تمين و يسار طريق السويداء لعدة كيلو مترات , تحمي جناحه الأيمن قوة كبيرة من الخيالة , يتقدم قبله رتل من السيارات المدرعة و المصفحة بمدافعها و رشاشاتها , و يكشف مجاهل طريقه سرب من الطائرات الحربية , تقصف كل تجمع للثوار بطريقه , تقدمت قوات العدو بسرعة حتى مفرق طريق الدور عندما صب عليه الثوار رصاص بنادقهم ’ و هنا حمي وطيس المعركة ’ فراحت الطائرات و المدافع تقصف تجمعات الثوار و متاريسهم بقنابلها الكبيرة التي زلزلت الأرض و بعثت الذعر في الخيول التي ازداد صهيلها , و كان الضغط كبيرا ً على جناحنا الأيمن قرب قرية الدور , حيث حصل الكمين الغادر بمعركة تل الخروف , عندما حفر العدو خنادق بالسهل شرق تل الخروف , كمن فيها الجنود برشاشاتهم و بنادقهم , ثم استدرجوا فرساننا الفرسان السباهيين هاربين أمامهم حتى وقعوا بالفخ بين الخنادق حيث القناصة و مرابض الرشاشات , فانصب على فرساننا الرصاص كالمطر , و سقط منهم ثلاثين شهيدا ً دفعة واحدة من خيرة فرساننا , يقول سلطان الأطرش : إنهم كانوا ذخيرة أملنا بالنصر , من بينهم حمد البربور , و أخيه أجود و ابن عمه أحمد , و كان من الجرحى الشيخ صالح طربييه من السويداء و زيد عامر من البثينه .

 

 

 

 

 

 

 

د – مفتاح النصر 2 أب 1925م :

 

بعد كمين تل الخروف فتحت ثغرة في جناحنا الجنوبي تقدمت منها كوكبات الخيالة و سرايا المشاة و عربات النقل المعادية و الدبابات المصفحة مما اضطر قيادة الثورة للإنتقال أمام الجيش نحو المزرعة لإقامة خط دفاعي جديد , يمنع تقدم الحملة من الجناح الجنوبي , التقت على نبع المزرعة بنفر من المجاهدين من السويداء على رأسهم المجاهد الكبير حسين مرشد , فأخبروهم أن طريق السويداء سدها الأهالي و أقاموا عليها الحواجز و أقسموا على عدم التزحزح من مواقعهم و لو مرت آليات الجيش الفرنسي على أجسادهم , و عندما بلغوا نبع الفارعة قرب المغيب و كان قد أهلكهم الجوع و التعب , أقترح الأكثرية الإنتقال إلى قرية سليم , و هنا يقول سلطان الأطرش بمذكراته : و بينما نحن بمضافة يوسف مسعود سمعنا جلبة خيول تدخل القرية و صيحات فرسان تقول : البشرى لنا ... البشرى لنا , هبينا بسرعة لإستقصاء الخبر , فدخل علينا بعد لحظات فرحان زيتونة و عبطان النجم و فارس مفرج و هم بحالة تعب و انفعال شديدين , و بادرنا الأول بقوله : نعلمك يا باشا أن أهالي نجران و المقرن الغربي و من بضيافتهم من المجاهدين قاموا بهجوم مظفر على مؤخرة الجيش الفرنسي فقتلوا عددا ً من ضباطه و جنوده و استولوا على جميع اسلحتهم و صناديق الذخيرة و الدواب و عطلوا عربات النقل و أحرقوا بعض السيارات و عادوا لقراهم سالمين , تحمس جمهور الحاضرين و تعالت الهتافات بحياة الثورة خاصة بعدما تتابع وصول الغنائم و المعدات مع الثوار إلى القرية .

 

فأيقن القائد أن النصر قد أزفت بعون الله و هداية من لدنه , و أسرع بإرسال المفازيع و الرسل إلى السويداء و قنوات و كافة القرى و معهم الغنائم ليذيعوا الخبر السار و يستنفروا المقاتلين من جديد ضاربين موعدا ً للجميع على المزرعة في الحال .

 

و قد وصلت بعد ذلك تفاصيل عن ذلك الهجوم المظفر على مؤخرة الجيش الفرنسي الذي كان مفتاح النصر و العامل الأساسي في اندحار حملة ميشو و إبادتها .

 

بدأ الهجوم من أبطالنا الثوار المرابطين في قرية نجران و حول نبع قراصة الذين انفضوا بع الظهيرة على جناح الجيش من الجهة الشمالية و قد كان مرلفا ً من لواء من المشاة و عدد كبير من السيارات و الدواب تحمل الذخيرة و المؤن , تحرسها الرشاشات و السيارات المصفحة و تحوم فوقه الطائرات الحربية , و يروى أن زوجة المجاهد عباس أبو عاصي في نجران قد حرضت المجاهدين على الهجوم عندما رفضت أن يقدم أي ثائر على الزاد الذي أعدته لهم إلا إذا وعد بالعودة إبى ساحة القتال و ذلك حسب ما ورد في كتاب الأستاذ سلامة عبيد ( الثورة السورية على ضوء وثائق لم تنشر ) و هكذا فقد كان الانقضاض صاعقا ً عنيفا ً استسلمت على أثره الفرقة الفرنسية استسلاما ً تاما ً و أسر ضباطها و من بقي حيا ً من جنودها , ثم أحرق المجاهدون ثلاث مصفحات مع ذخيرتها و كسبوا الأرزاق و الدواب و البنادق و الرشاشات و الذخيرة , و انطلقوا إلى قراهم عند الغروب و هم يملأون الفضاء حداءً و رصاصا ً مرددين أهازيج النصر بحماس و افتخار , أهزوجة المجاهد نايف عجاج نصر :

 

يا فرنسا و الله ما نطيع             و انهوش عند ديارنا

 

لعين زغردة البنات                 ذبح العساكر كارنا

 

هـ - المعركة الحاسمة 3 آب 1925م :

 

سرت أنباء النصر و الغنائم في كافة أنحاء الجبل سريان النار في الهشيم , فتحمس الثوار من جديد و زحفوا من كل حدب و صوب نحو المزرعة مسلحين بالمناجل و السيوف و الفؤوس و العصي و السيوف و بعض البنادق و المسدسات , و راحوا يحيطون بالحملة من كل الجهات في ظلمة الليل حتى كان البعيد يسبق القريب للقضاء على الحملة الأجنبية بالرغم من دباباتها و مصفحاتها و رشاشاتها و أسلحتها الحدبثة المتنوعة .

 

و بعد أن علم الجنرال ميشو بما حل بالمؤخرة من الجنود الفارين باتجاه المزرعة , أصدر أوامر لتشديد الحراسة و إنارة سماء المزرعة بالأسهم النارية خوفا ً من هجوم مفاجئ , و قد استفاد الثوار من الإنارة في تركيز مواقعهم و راحوا يزحفون على بطونهم لسد الثغرات و إحكام الطوق جيدا ً حول المعسكر , و هنا نترك للقائد العام الذي جاء إلى قلب الهجوم ليصف لنا هذه المعركة العظيمة الفاصلة , حيث يروي بمذكراته ما يلي

 

 

 

 

 

تحركنا من سليم عند بزوغ الفجر يوم الإثنين 3 آب سنة 1925م , و حين وصولنا إلى المزرعة وجدنا الحملة الفرنسية في حالة تأهب و استعداد لتستأنف زحفها نحو مدينة السويداء , و في نفس الوقت رأينا بيرق السويداء بمواجهة مع أرتال الحملة المستنفرة في سهل المزرعة و على الطريق العام من الجهة الجنوبية الشرقية لمكان انتشارها , و كانت بعض الآليات المدرعة تناوش المتقدمين من مشاتنا بنيرانها القوية عند مسيل الفارعة , ثم أخذت بيارق القرى تصل تباعا ً و تتوزع في جبهة طويلة منحنية حول المزرعة , تمتد من قرية السجن غربا ً حتى الفارعة شرقا ً , و وادي ولغا في الجنوب الغربي حيث كانت بعض فصائل خيلنا متجمعة ....  .

 

 

 

 

 

 

 

قبل طلوع الشمس بدأ بيرق السويداء هجمته الصاعقة الأولى , فاخترق خطوط العدو من جهة القلعة القديمة و التحم مع مشاته و بعض مصفحاته التحاما ً مريعا ً , ثم أخذت البيارق الأخرى تضع ثقلها تباعا ً في ميدان المعركة و توسع الثغرة اتنازل الجنود في خنادقهم و مرابض رشاشاتهم بالسلاح الأبيض في أكثر الحالات , كانت الآليات المدرعة تجول و تصول أمام الخنادق و الاستحكامات التى حفرها العدو حال وصوله إلى المزرعة في الليلة الفائته و تمطرنا بقذائفها و رصاص رشاشاتها بصورة متواصلة , كما ازداد نشاط المدفعية التي كانت تقذفنا بحممها من مرابضها الواقعة خلف خطوط العدو , و كذلك الطائرات التسع التي بدأت تحوم فوق مواقع الثوار و تقصف مراكز تجمعهم منذ انبثاق الفجر , ثم اقتصر نشاطها بعد الإلتحام الشامل مع جنود الحملة على التحويم المنخفض , و لكنها كانت تستأنف القصف بسرعة فائقة كلما شاهدت محموعة من الثوار قادمة إلى الميدان

 

كنت أسمع و أنا في مكاني أراقب سير المعركة أصوات النخوات الهادرة تنطلق من حناجر المجاهدين و تقول

 

وين راحوا النشاما ... عليهم , اليوم و لا كل يوم , و منهم من كان يردد هذه الأهزوجة :

 

يا الوحيد و ابكي عليه              و الموت ما يرحم حدا

 

لا بد ما تنعي عليه                  إن كان ما اليوم و لا غدا

 

لا طال عمرك يا الذليل            لا بد ما تلقى الردى

 

أو يقول بلحن عاصف

 

تايه الشور ياللي تحاربنا          من حاربنا يذوق الهوال ِ

 

كان الشبان يتربصون المدرعات و يكمنون لها أثناء تراجعها حتى إذا اقتربوا منها قلبوها بأكتافهم و قتلوا سدنتها بخناجرهم و مسدساتهم و أحرقوها , و يضيف الباشا بمذكراته :

 

و عند الضحى أوعزت إلى فريق كبير من فرساننا لتنفيذ الهجوم فانقضوا على جناح العدو الأيمن و فتكوا بجنوده فتكا ً ذريعا ً , و قد لعب بيرق الثعلة دورا ً عظيما ً في تلك الغارة الموفقة , و هنا لاحت لحظة الهجوم على قلب العدو و مراكز دفاعه الرئيسة , فاندفعت قواتنا الضاربة من جديد إلى ميدان المعمعة يساندها في الميمنة مشاة البيارق و في الميسرة فرسانها , فتصدعت بهجماتها الكاسحة جبهة العدو و تمزقت صفوفه و انشلت حركته , و دبت الفوضى في مختلف مواقعه , و بذلك فقدت قيادته كل أمل بأخذ المبادهة من أيدينا في تسيير دفة المعركة , كما عجزت عن تنفيذ أية خطة للتراجع المنتظم , و مع ذلك فقد أبدى الجنود الفرنسيين بطولة خارقة في مواجهة الثوار و الثبات في خنادقهم حتى نازلهم فرساننا بالسلاح الأبيض , و قد أبدوا مهارة فائقة بالفروسية و أساليب الكر و الفر تدعو للدهشة و الإعجاب , و لكنهم وجدوا أمامهم أبطالا ً من فرساننا لا يشق لهم غبار , و قد برهن فرسان بني معروف و أبطالهم للفرنسيين و العالم أجمع أنه ما زال في عرب القرن العشرين من يجيد استعمال السيف كما استعمله الأجداد في معارك ذي قار و حطين و اليرموك .

 

 

 

 

 

 

 

هكذا اندحرت الحملة الفرنسية بل اندثرت و تبعثرت جثث قتلاها و هياكل مدرعاتها و آلياتها المختلفة و أسلحتها الثقيله على السهول الممتدة من المزرعة شرقا ً حتى قرية الدور و بصر الحرير غربا ً , و قد وصلت فلولها الهاربة تجر أشلاءها في محطة أزرع منهكة ضائعة خائرة القوى , و قد وصفهم بعض المسافرين في المحطة و هم يلقون على القطار الذاهب إلى دمشق بقوله :

 

كانوا يتمسكون بالمركبات تمسك الغريق بنواتيء الصخور و كانت الضمادات على جراحهم و اللفائف على رؤوسهم توهم المرء بأنهم أهل مشفى كبير فروا منه لحريق أصابه .

 

و قد ترك لنا هلال عز الدين النادرة التالية التي أوردها الأستاذ سلامة عبيد في كتابه ص 136 :

 

آ – اقترب هاني الحلبي من إحدى المصفحات و بيده سيف , و كان السائق يطل رأسه من كوة المصفحة ليكشف الطريق لنفسه , فعاجله هاني المذكور بضربة أطارت رأس الجندي و يده , فالتفت ابن أخيه عبد الكريم و قال ضاحكا ً : ( هيك يا عم عورت الزلمي ) ... و ممن برز و فاق أقرانه في هذه المعركة المرحوم الشهيد سليمان العقباني , فقد كان حوله ثمانية عشر جنديا ً مجندلين بضربة سيفه و شقهم من الكتف حتى الخاصرة المقابلة .

 

 

 

 

 

(((((((**شر البلية والبلا يا جمة ***ان يستبيح حمى الكرام عبيد**)))))))

 

}}} {{{التسلسل الزمني لمعركة المزرعة المجيدة

 

{{معركة المزرعة المجيدة  30 تموزحتى 5آب عام1925 }}

 

(111)تجمع القوات الفرنسية قبل معركة المزرعة في ازرع بقيادة الجنرال ميشو}}

 

{(222)معسكر ازرع للقوات الفرنسية قبل التقدم في اتجاه المزرعة }

 

{(333)جيش ميشو الزاحف على السويداء قبل أن يقضى عليه الدروز في المزرعة }

 

{(444)تجمع الثوار الدروز قبل مواجهة الجيش الفرنسي}

 

{(555)الثوار وقائدهم يرصدون تحركات العدو }

 

{(666)هجوم الثوار الدروز على الجيش الفرنسي في نبع المزرعة }

 

{(777)بعض الثوار الدروزعلى آلية مما غنموه في معركة المزرعة }

 

{(888)شهدائنا خالدين في الفردوس الاعلى بإذن الله }

 

{(999)الدبابات الفرنسية وقد اصبحت حظاماً في اليوم الثاني }

 

{(000)حثث قتلى الجنود الفرنسين مكد سة في المزرعة الي الجحيم ايها الاوغاد}

 

(((((((**شر البلية والبلا يا جمة ***ان يستبيح حمى الكرام عبيد**))))))) **

 

للمزيد من التفاصيل مذكرات المجاهد متعب الجباعي :

 

https://aljibaie.jimdo.com/مذكرات-المجاهد-الشيخ-متعب-الجباعي/

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

(إعداد سمير الجباعي )

 

معركة المزرعة 30 تموزحتى 5آب عام 1925

 

على أثر معركة الكفر وهزيمة الجيش الفرنسي أمام قوة

 

الثوار وإيمانهم ، رداً على الهزيمة القاسية .قرر الجنرال

 

سراى القضاء على الثورة ,وجهز حملة قوامها 12 ألف

 

مقاتل بقيادة الجنرال ميشو ، مجهزة بأحدث الأليات

 

والدبابات والمعدات يرافقها الطيران الحربي فتوجهت نحو

 

الجبل واتخذت من منطقة  ازرع وبصرى الحرير مركزي

 

تجمع لها
{{معركة المزرعة المجيدة  30 تموزحتى 5آب عام1925 }}}
}

 

{{{{ واستشهد العديد من المجاهدين الأبطال ومنهم البطل

 

المقدام  الشهيد  سليمان العقباني فارس معركة

 

المزرعة وكان المرحوم البطل مثال في الكرم والنبل

 

والشجاعة ابن اسرة عريقه اشهر من حمل السيف

 

.لب نداء سلطان فالتحق في صفوف الثوار مقاتل شديد

 

البائس لايهاب الموت  رحمه الله واسكنه فسيح

 

جنانه ورحم الله شهداء بني معروف }}}}

 

{{{ وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ**** بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ}}}

 

{{معركة المزرعة المجيدة  30 تموزحتى 5آب عام1925 }}

 

***{{{{ قال الجنرال ميشو في (البيرق وحامله)

 

قال الجنرال الفرنسي " ميشو " قائد الجيش الفرنسي في معركة المزرعة ، أثناء محاكمته عسكرياً عن انكساره في المعركة ، بأنّه لم يدر بخلده ، أن يتمكن مقاتلون عزل من السلاح ، من الانتصار على جيش لجب ، مدرّب ، ولم يشاهد محارباً بمثل هذه الشجاعة ، ...... فإنّ الدبابة كانت تسير على جثة المقاتل ، ولا يتزحزح أو يتراجع .... لذا خسرنا معركة المزرعة .... أمام هؤلاء الشجعان ....!

 

كان أحد القادة الفرنسيين في معركة المزرعة ، قد أدرك أن جمرة المعركة تستعر من الذي يحمل البيرق ، ومن الذين يحيطون به .... فيصوّب قذائف مدفعه الرشاش إلى " حامل البيرق}}}}

 

https://aljibaie.jimdo.com/مذكرات-المجاهد-الشيخ-متعب-الجباعي/

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

(إعداد سمير الجباعي )

 

معركة المزرعة 30 تموزحتى 5آب عام 1925

 

على أثر معركة الكفر وهزيمة الجيش الفرنسي أمام قوة

 

الثوار وإيمانهم ، رداً على الهزيمة القاسية .قرر الجنرال

 

سراى القضاء على الثورة ,وجهز حملة قوامها 12 ألف

 

مقاتل بقيادة الجنرال ميشو ، مجهزة بأحدث الأليات

 

والدبابات والمعدات يرافقها الطيران الحربي فتوجهت نحو

 

الجبل واتخذت من منطقة  ازرع وبصرى الحرير مركزي

 

تجمع لها.

 

في الوقت الذي كان القائد العام للثورة السورية الكبرى

 

سلطان باشا الأطرش في اجتماع وأركان الثورة في قرية

 

قراصة يتدارسون الوضع وأقروا في الاجتماع:

 

الثبات على مبادئ الثورة ومواجهة الجيش الفرنسي

 

الزاحف إلى السويداء.

 

- وإفشال مخططات العدو

 

اتباع تقاليد الجبل الحربية (غرفة عمليات موحدة)

 

جعل كل قرية وحدة قتالية متكاملة مرتبطة مع القيادة

 

العامة للثورة

 

 

 

فتح جبهة حربية على طريق ازرع السويداء

 

تأمين الدعم المالي للثورة .

 

وبدأت المؤن والمواد  الغذائية تأتي إلى الثورة  من كافة

 

الشرفاء والوطنييين  فعلى سبيل المثال ‘شاهين المحيثاوي‘ حمد عامر

 

علي نصر من قرية سميع وحده قدم 2000 مد من القمح مايعادل 40

 

طن إلى الثوار  وغيره من الذين تبرعوا بالمساعدات المادية .

 

وفي صباح 31 تموز عام 1925 تحركت قوى الجيش الفرنسي

 

نحو السويداء.

 

وبدأ الثوار ينصبون الكمائن لها  على  الطريق فأ اوقعوا بعض

 

الخسائر في صفوف الفرنسيين وبدأت المعركة باصطدام جناح

 

الثوار الأيمن بطلائع الحملة الفرنسية .

 

وفي اليوم الثاني للمعركة الأول من آب عام 1925

 

أخذت القوات المعادية تتقدم مع تغطية جوية من قبل

 

الطيائرات الفرنسية التي بدأت ترمي قذائفها على الثوار

 

من كل ناحية يرافقها قصف مدفعي كثيف  ومتواصل

 

حتى الصخور تحولت إلى قذائف بفعل  المدفعية والقنابل .

 

فتقهقر الثوار تحت حمم الأسلحة الثقيلة وقصف

 

الطيران الكثيف .

 

وفي اليوم الثاني من شهر آب وبعد أن تكاملت طلائع الثوار

 

من كافة أنحاء الجبل لنصرة إخوانهم المجاهدين الأبطال

 

وبدأت

 

النخوات العربية تنطلق من كل حنجرة بطل من أبطال

 

الجبل .انقض الفرسان على مؤخرة الحملة الفرنسية

 

في رقة الصقر وتل الخاروف وكانت من أقوى

 

المواجهات وأصعبها.حيث استشهد العديد من الثوار ومنهم

 

المجاهد البطل الشهيد حمد البربور  الذي كان الساعد

 

الأيمن لسلطان باشا الأطرش.

 

وتابعت الحملة الفرنسية زحفها نحو السويداء معتقدة بأن

 

الثوار قد هزموا وبدأ لها الطريق سالك إلى السويداء.

 

وتوقفت الحملة في منطقة المزرعة تستعيد  قوتها وتجهيز

 

معداتها من جديد وقضت ليلتها في تلك المنطقة على أمل

 

أن تكمل طريقها في الصباح إلى السويداء.

 

ولم تعلم أن طلائع الثوار كانوا لها بالمرصادعندما انقضوا

 

عليها من كل مكان.

 

فعند بزوغ الفجر من تلك الليلة جمع الثوار قواهم وقرروا

 

الالتحام مع القوات الفرنسية المعادية وكان إنقضاضاً

 

عنيفاً والتحام بالسلاح الأبيض وقد فقدت الدبابات والطائرات

 

جدواها وفاعليتها واختلط الثوار مع الجيش الفرنسي وكانت

 

أشبه بمعارك  القادسية واليرموك وحطين .

 

وتم القضاء على الحملة بأكملها وكان قد غطى سماء المزرعة

 

دخان حرائق ومعدات وآليات العدو وقتل الكثير

 

الكثير من قوات الجيش

 

الفرنسي وجرح قائد الحملة الجنرال ميشو وفر هارباً

 

وبرز الكثير والعديد من الابطال الميامين في تلك المعركة

 

التي قاد لوائها المجاهد البطل القائد سلطان باشا الأطرش

 

مثل محمد شرف وجاد الله سلام والشهيد البطل سليمان

 

العقباني وغيرهم من الأبطال والثوار الميامين .

 

واستشهد العديد من المجاهدين الأبطال .

 

وبعد انتهاء المعركة والنصر الكبير الذي حققوه ثوار

 

الجبل قد باشروا بجمع واعتقال الأسرى الذي تجاوز

 

عددهم 350 أسيرأ فرنسياً وابرز الثوار الذي بدءوا

 

باعتقال الأسرى هم المجاهد البطل فضل الله هنيدي-

 

المجاهد البطل حمزة درويش – المجاهد البطل حامد

 

نصر – المجاهد البطل شاهين المحيثاوي – المجاهد

 

البطل مرهج الحلبي وغيرهم .وبعد ذلك قام الفرنسيين

 

بمبادلة الأسرى من الثوار الذين كانوا في معتقل تدمر

 

مع الأسرى الفرنسيين بحضور لجنة إنكليزية في يلدة

 

ازرع. وماتبقى من فلول الفرنسيين حؤصر في قلعة

 

السويداء وبقوا في مأمن

 

{{{{ واستشهد العديد من المجاهدين الأبطال ومنهم البطل

 

المقدام  الشهيد  سليمان العقباني فارس معركة

 

المزرعة وكان المرحوم البطل مثال في الكرم والنبل

 

والشجاعة ابن اسرة عريقه اشهر من حمل السيف

 

.لب نداء سلطان فالتحق في صفوف الثوار مقاتل شديد

 

البائس لايهاب الموت  رحمه الله واسكنه فسيح

 

جنانه ورحم الله شهداء بني معروف }}}}

 

الشهيد سليمان الغقباني

 

{{معركة المزرعة المجيدة  30 تموزحتى 5آب عام1925 }}}}

 

{{{{ واستشهد العديد من المجاهدين الأبطال ومنهم البطل

 

المقدام  الشهيد  سليمان العقباني فارس معركة

 

المزرعة وكان المرحوم البطل مثال في الكرم والنبل

 

والشجاعة ابن اسرة عريقه اشهر من حمل السيف

 

.لب نداء سلطان فالتحق في صفوف الثوار مقاتل شديد

 

البائس لايهاب الموت  رحمه الله واسكنه فسيح

 

جنانه ورحم الله شهداء بني معروف }}}}

 

{{{ وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ**** بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ}}}}

 

أول شهداء المزرعة  وحامل بيرق المجيمر

 

الشهيد البطل مسعود الجباعي

 

{{{ وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ**** بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ}}}}

 

هذا الشهيد البطل الشيخ  مسعود الجباعي اول من يدق

 

باب الحرية والاستقلال من براثن  الاستعمار الغاشم

 

في معركة المزرعة المجيدة بدماه الطاهرة رحمه الله

 

أسماء شهداء المجيمر خلال مشاركتهم في معارك الشرف والجهاد

 

"مسعود الجباعي*- حسن الحلبي*- محمد علي حرب*-

 

حمود الحلبي*- حسن يوسف الحلبي *- رافع  رافع*-

 

محمود الحلبي*- حمد الحناوي*- سعيد الدوشس*-

 

رافع الجباعي*- يوسف سيف*- حسين شرف الجباعي*-

 

يوسف شرف الجباعي*- حمد شرف الدين الجباعي*-

 

محمد مرداس- نايف الجباعي*- شحاذة الجباعي *-

 

رشيد نصر*- سليمان نصر*-يوسف نصر*-قاسم نصر*-

 

حمد الحناوي *- قاسم صلاح *- شاهين الحلواني* -

 

أحمد امين *-خزاعي نكد*-فضل نكد*-هايل نكد*-

 

يوسف نكد*- حمد الممساني*- *-حسن سليم*- محمد جابر*-"

 

تميزالمجاهد القائد  سليمان نصار بذكائه الحاد وفطنته

 

ملحق من صفحة شخصيات بني معروف

 

{{{وقد تميزالمجاهد القائد  سليمان نصار بذكائه الحاد وفطنته وحنكته (انقذ الموقف ) فارتجل نصاً آخرمن رسالة زعماء حوران إلى سلطان الأطرش  من عنده وهو ينظر إلى الرسالة وكأنه يقرؤ حضرة ابن عمنا سلطان باشا الأطرش الأفخم. بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, نعلمكم أننا رهن إشارتكم في سبيل خدمة الوطن, ونحن بانتظار العلم منكم لنلحق بجيشكم. والله يحفظكم وينصركم على الأعداء}}}

 

وفي تلك اللحظة وصل رسول من محافظة درعا, هو مصطفى أبو الحسنين من قرية الحريّك , وقدم رسالة إلى سلطان الأطرش, مبعوثة من بعض زعماء حوران. منهم : هولو الترك الحريري , فارس الأحمد الزعبي, يقولون فيها إنهم لا يستطيعون في الوقت الحاضر المشاركة بالثورة , ويطلبون من الثوار عدم الاقتراب من مناطق حوران أو القيام بأي نشاط حربي في أراضيهم , كما ذكر سلطان الأطرش, إذ قال : طويت الرسالة ووضعتها في جيبي . غير أن أنظار الجمهور ظلت متجهة نحوي وكأنها تستفسر عن فحوى هذه الرسالة

 

وقد أنقذ الموقف سليمان نصار بذكائه وسرعة بديهته, إذ تقدم مني وقال: اسمح لي يا باشا بالرسالة لكي أقرأها على الناس. فناولته إياها. فارتجل نصاً آخر من عنده وهو ينظر إلى الرسالة وكأنه يقرؤها. قال :

 

( حضرة ابن عمنا سلطان باشا الأطرش الأفخم. بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, نعلمكم أننا رهن إشارتكم في سبيل خدمة الوطن, ونحن بانتظار العلم منكم لنلحق بجيشكم. والله يحفظكم وينصركم على الأعداء ).

 

بيرق الثعلة

 

صربة الثعلة منقول عن صفحة الاستاذ معين نصر مشكور

 

هذه لبيرق قرية الثعلة بفرسانه ال 100هو البيرق الوحيد الذي قاتل طوال الليل قبل الهجوم الكاسح على الحملة الفرنسية في المزرعة صباح يوم 3 8 1925 وكان له الفضل والعمل البطولي في منع الخياله والجنود الفرنسيين بالانتشار جنوب موقعة الثعلة في الاراضي المفتوحة مما جعلهم محصورين خط طويل وضيق طوله 7 كيلو متر وقليل العرض جدا مما سهل على الثوار النصر المؤزر ويعود الفضل لفرسان قرية الثعلة بالقضاء على فرقة الخيالة السباهين السنغالية في معارك فروسية لم يذكرها التاريخ منذ عصر الفتوحات العربية

 

الصورة من ارشيف الشاعر بشار ابوحمدان

 

قتلى الفرنسين أكثرهم  من السنغال

 

شر البلية والبلا يا جمة **ان يستبيح حمى الكرام عبيد

 

المعذرة هنا المقصود ليس الزنوج السود بل جنود الاستعمار....

 

*

 

 

 

{{{{مقال عن صحيفة الأيكودي بارى الفرنسية أيلول عام 1925 بعنوان }}}}

 

(تبعية الدماء التي تراق في سورية )

 

الكاتب الفرنساوي الكبير الميسو كير بليس الذي زارا سوريا مؤخراً وقد جاء ماترجمه : في 31 أيلول كانت الجيوش الفرنسياوية بقيادة الجنرال ميشو تستعد في آزرع للسير الى الفشل الذي منيت به في اليوم التالي .وقد اجتمع في مساء ذلك اليوم المشؤم عددمن الضباط الفرنساوين فجلسوا فوق الصخور في تلك الرمال القاحلة يتحدثون فيما قد يؤول اليه آمر القتال ،وقد قال احدهم :

 

ستكون المعركة شديدة .فأجاب الآخر :~تعم .لأن جنود مدغسكر وسورية ليس بآكفاء  وقد يتخلون عنا .فقال ثالث اما انا فهذه عواطفي لقد خضت غمار حروب كثيرة فلم أعد آبال بالموت .ولكني في هذه المرة آشعر بانقباض وغم ،لأن هذه المعركة كان في الأمكان اجتنابها .فهولاء الثوار كانوا يتذمرون منا بحق ويطلبون أنسمع شكاويهم آفليس من حقهم ذلك ياترى؟ لقد دفعناهم بيدنا الى اليآيس .وأذا كنا نعتقد هذا في عدونا .افليس من الفظاعة أن نسدد بنادقنا اليهم .لا آه لو كانوا لعرفون الحقيقة في فرنسا ،ولو كان في امكاننا آن نسمعهم إياها قبل نشوب المعركة

- ثم ساد صمت عميق انتهى بقيام ضابظ  عجزز عن مقعده وهو يقول لرفاقه :جعونا من هذا كله ايها الأخوان  ولنذكر فقك أن الدروز قتلوا رفاقنا ،وآننا جنود ،سنذهب للموت غداً ،وهذا كل واجبنا وتفرق الضباط حينئذً كل الى خيمته  وفي اليوم التالي كان خمسة  من السبعة الذي حضروا هذا الأجتماع قد ذهبوا إلى عالم الأبدية  بعد ماتخلى عنهم جنودهم ودافعوا حتى الموت  ولأن وأنا اكتب هذه الكلمات على ظهر الباخرة التي تقلني اللى فرنسا ، يقع صباط وجنود آخرون في جبال الدروز ،ومن آولئك الضباط والجنود الظافرين الذين ذقوا طعم النصر غير مرة  ومن آولئك الطيارين  البواسل الذين امتازوا بانقاذ المراكز المحصورة ، وأولئك الشبان النضرين من ابناء باريس  وليون ، وكلهم ضحيا سوء الأدارة .آما انا فقد آليت على نفسى وعاهدت تلك الضحايا البرئة لما زرت آزرع ،ورآيت أعلامن تخفق على مقربة من قبور آبنائنا عاهدتهما على آن أحقق رغبات آولئك الضباط والجنود الذين ذهبوا إلى الموت في سهول وجبال الدروز أن أن اوفهم الأمة الفرنسية حقيقة ماجرى في سورية ************************************************ .

 

********************************************************************** 

 

 

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

(إعداد سمير الجباعي )

 

معركة المسيفرة  14 أيلول 1925

 

قد أرسلت قوة فرنسية وتمركزت في قرية المسيفرة بقيادة

 

الجنرال غاملان والكولنيل إندريه تحيناً الفرصة لإنقاذ

 

المحاصرين في قلعة السويداء ورد هيبة الجيش الفرنسي الذي

 

هزم في معركة المزرعة.

 

إلاأن الثوار في ذلك الحين لم يهدءوا واستمروا في

 

 مباحثاتهم واجتماعاتهم وكانت هذه المرة في كل من

 

الثعلة وكناكر .تحفظاً لمهاجمة المسيفرة فالبعض منهم

 

رفض المهاجمة لأن الجيش الفرنسي  متمركز وصعب

 

 المنال وأرض المنطقة مكشوفة في كافة الاتجاهات.

 

فانتهزوا الفرصة لكي يباشر هو أى الجيش الفرنسي

 

الهجوم ويخرج من مكمنه،

 

إلاأن خمسة عشر بيرقاً من بيارق الثوار لم يذعنوا

 

للأكثرية وقرروا الهجوم على  قرية المسيفرة ولم

 

يعلم الثوار بوجود قوة عسكرية قبل القرية بقليل

 

التي كانت بمثابة كمين لهم قبل وصولهم أرض

 

المعركة. واصطدموا الثوار بهذه القوة وبداء

 

 القصف المدفعي عليهم

 

صفحة 46

 

من الجهة الأخرى فحصل ما حصل وجرت المعركة

 

التي لم يحققوا الثوار فيها مكانوا يطمحون إليه

 

من نصر،بسبب ظروف المعركة القتالية والعتاد

 

الذي كان يملكها الجيش الفرنسي في هذه المعركة

 

 والأرض المنبسطة التي كشفت حظظ الثوار في

 

الوقت الذي برز أبطال صناديد من الثوار في تلك

 

المعركة فمنهم المجاهد محمد عزالدين ، ومن

 

الشهداء الذين رووا تراب بلادهم بدماءهم الزكية

 

الكثير. وعلى سبيل المثال شهداء آل حمزة الأربعة

 

الذين استشهدوا واحد تلو الأخر تحت بيرق رساس

 

وأبو إلا أن يبقى بيرقهم عالياً.

 

وكانت هذه الحادثة أشبه بأبناء الخنساء الذين

 

 استشهدوا في معركة القادسية التي حدثت مابين

 

العرب والفرس .وأكمل الجيش الفرنسي مسيره

 

نحو السويداء بقيادة غملان وتمكن من إخراج

 

 المحاصرين في قلعة السويداء وأثناء عودته

 

بتجاه الجنوب الغربي في قرية رساس تعرض له

 

الثوار وحصلت معركة كبيرة ذهب فيها العديد من

 

الشهداء الثوار بعد ان كبدوا العدو الفرنسي خسائر

 

فادحة وراح الكثير من القتلى الفرنسيين.

 

وتابع الجيش الفرنسي مسيره نحو حوران ولم

 

يبق منه إلا القليل في السويداء وأثناء عودته

 

إلى حوران بقيادة غاملان
صفحة 47

 

خاض عدة معارك مع الثوار واحتل خربا وعرى

 

 والمجيمر بعد معارك ضارية تاركاً لجنده حرية

 

التدمير والحرق والسلب مستفيداً من أخطاء ميشو

 

القتالية .فهدد كل من لايستسلم من الزعماء بهدم

 

داره كما  فعل في دار متعب الأطرش .

 

وبعد أن أدرك سلطان باشا الأطرش عجزه في

 

 صد العدوان فأصبح يعتمد على حرب العصابات

 

التي كادت أن تنهك قوة الجيش الفرنسي مما اضطر

 

الجيش الإنسحاب لهذه الأسباب .

 

والسبب الأخر هو نشوب الثورة في حماه بقيادة

 

المجاهد فوزي القاوقجي.

 

لذالك اغتنموا الثوار الفرصة  وأنزلوا بقوات الجيش

 

الفرنسي خسائر كبيرة وخاصة في معركة كناكر .

 

وفي هذا الوقت سحبت السلطة الفرنسية جيش غاملان

 

وعينت اندريه حاكماً على الجبل

 

صفحة 48

 

 

 

 

 

 

 

 

 

***************************************************************************

 

ملحق معركة المسيفرة كما رواها القائد :سلطان باشا الأطرش-

 

 

 

انتقلنا الى بلدة عرى فقرية سهوة بلاطة لنتدارس الموقف الخطير المستجد على الحدود الغربية ونتخذ حياله ما يجب من تدابير واذا بحيال قادم من قرية الثعله يحمل كتاباً الينا من محمد عز الدين جاء فيه

 

 

 

نعلمكم بأن الجيش الفرنسي قد تمركز في قرية المسيفرة ونصب خيامه على البيادر والاراضي المجاورة لها وحفر الخنادق ومد الاسلاك الشائكة حولها وقد وصلت طلائعه فاشتبكت خيالتنا معها مساء امس وصباح اليوم ونقترح مهاجمة المسيفرة واحتلالها فوراً قبل ان تقوى شوكة الفرنسيين فيها وتغدوا قاعده حصينة لهم يشنون منها غاراتهم علينا

 

لقد بدت لي فكرة الهجوم على المسفرة مغامرة خطيرة او عمليه انتحارية لا يجوز ان نقدم عليها بل ادركت مغزى الخطة الجديدة التي كان الجنرال غاملان يتبعها بقصد استدراجنا الى تلك المنطقة السهلية الواسعة المكشوفة بدلاً من ان يعطينا الفرصة الذهبية التي اعطانا اياها سلفه ميشو لمنازلة القوات الفرنسية في اراضينا الوعرة وهضابنا المنيعة التي لا بد له من اجتيازها لوصولة للسويداء وبعد ان شاركني راي هذا كثيراً من الاخوان كان في جملتهم الامير عادل ارسلان و الدكتور شهبندر و نسيب البكري و نزية المؤيد العظم وعقله القطامي و فؤاد سليم تقرر الانتقال الى قرية كناكر القريبة من الحدود الغربية والواقعة على امتداد المسيفرة شرقاً كي نجتمع بعدد اكبر من قادة المجاهدين واصحاب الرأي فيهم ونتداول واياهم ذلك الامر الخطير وهنا ايضاً طغت الافكار الحماسية واستبدت بجمهور المحاربين وبات الزحف العام على المسيفرة في ظلمة الليل الحالك أمراً لا مفر منه لمباغتة العدو وإبادته قبل ان تطلع علينا شمس اليوم السابع عشر من ايلول .

 

مشينا بعد منتصف الليل بحذر شديد ولكننا توقفنا قليلاً عند تلول خليف لتصل بيارقنا المتأخرة ويتكامل حشدنا ثم استأنفت مجموعتنا زحفها بعزيمة ثابته وارادة لا تقهر يسير في مقدمتها حملة البيارق اما القوات الفرنسيه كانت متحصنه في قلب القرية المطلة على السهول المحيطة بها وكان عددها يقارب الالف وخمسمائة مقاتل بقيادة الكولونيل اندريا

 

كان دليلنا في تلك المسيرة الليليه الصامته المجاهد الحوراني مصطفى ابو الحسين الذي كان يسير في طليعة قواتنا المتقدمة وفي نحو الساعه الثالثة ونصف صباحاً أشرفت مقدمتنا على خطوط العدو من الجهه الشمالية الشرقية وإذ بعيارات نارية يطلقها العدو في الفضاء ويعقبها بالحال شعاع تلك الاضواء الكاشفة التي ملأت الجو وبهرت عيوننا بنورها الساطع لتفصح لنا عن ذكاء العدو ونجاح خطته في تحويل عنصر المباغته لصالحه انفتحت نيران الاسلحه الخفيفه والثقيلة على جموعنا دفعه واحده قبل ان نتمكن من اتخاذ اي تدبير وقائي وقد تغطى السهل المنبسط باكثر من مئتي قتيل وجريح من رجالنا في اللحظات الاولى من المعركة ومع ذلك فقد تمكنت طليعتنا من متابعة زحفها بجرأة عظيمة فخترقت خطوط العدو والتحمت معه في بعض المواقع في حين استطاع فريق من فرساننا الاشداء ان يثبوا بجيادهم الاصيلة فوق الاسلاك الشائكة ويحتلوا الاقسام الجنوبيه والشرقية من القرية ويتحصنوا فيها عندئذ رأيت من الضروري ان اتراجع بالقوات الباقية الى قرية ام ولد وفي الصباح تقدمت بمن معي الى تلول خليف لنغير منها على القوات القادمة لنجدة العدو ونخفف الضغط المتزايد على قواتنا الملتحمة مع العدو داخل القرية فسيطرنا على طريق الكرك المسيفرة وعلى طريق درعا المسيفرة ثم شنت خيالتنا بقيادة اخي علي هجوماً كبيراً على جناح العدو الايسر بقصدتدمير مواقعه الرئيسيه واخماد نيران اسلحته الثقيلة من هذه الجهه ولكنها فوجئت بسيل من القذائف الجوية التي تساقطت عليها من اسراب الطائرات الحربية فتراجعت بعد ان تكبدت خسائر كبيرة بالارواح فقد عدد كبير من رجالنا خيولهم في هذا الهجوم الفاشل وقد واصل طيران العدو غاراته علينا في ذلك النهار ولكننا غالبا ما فوتنا الفرصه عليه في اصابة اهدافه وذلك بتصدي القناصة ببنادقهم العادية لها وفي الوقت نفسة كان ابطالنا داخل القرية يجهزون على القوات الفرنسيه المتمركزه في بعض بيوتها ويبدون من البسالة في مواجهة الرشاشات المصوبة عليهم من داخل القرية وخارجها في ان واحد ما يعجز الانسان عن وصفه واستمروا على ذلك حتى ثبتوا اقدامهم فيها واستولو على كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة والمواد الغذائية ووضعوا ايديهم على اسطبلات الخيول الفرنسيه وفيما كنت اواصل الجهد لقطع مواصلات العدو مع مراكز امداده الرئيسية الثلاثه الواقعة على الخط الحديدي وهي ازرع و خربة غزالة و درعا لنتمكن بعد ذلك من تشديد الحصار على مواقعه بالمسيفرة اضطر فرساننا للانسحاب عند المساء من القرية وتراجعنا عن المسيفرة دون ان نتمكن من دفن قتلانا وانقاذ البعض من رجالنا وقد اجهز الفرنسيون على هؤلاء واحرقت جثثهم مع جثث القتلى الاخرين . بلغ عدد الابطال الذين استشهدوا في هذه المعركة نحو مائتين وخمسين شهيداً اما قتلى الجيش الفرنسي فليس لدينا احصائية دقيقة عنهم وانما يقدرهم بعض من حضر هذه المعركة باكثر من خمسمائة قتيل ومع ان الفرنسيين قد حاولوا بأسالبيهم الدعائية الماكرة إيهام الدروز بان معركة المسيفرة قد افقدت الثورة معظم رجالها وانها كارثة عظيمة نزلت بابناء الجبل وسوف يعقبها كوارث اخرى مماثلة اذا هم تابعوا مسايرتهم لقادة الثورة والمشايعين لها فإننا كنا نرد على دعاياتهم المضللة هذه باعمال تؤكد ثقتنا الكبيرة بانفسنا وايماننا العميق بالرسالة الوطنية التي صممنا على حملها والمضي بها حتى الرمق الاخير من حياتنا وذلك بأتخاذ القرارين التاليين 1- تجميع بيارق القرى وحشدها من جديد لمنازلة حملة الجنرال غاملان اثناء تحركها باتجاه السويداء

 

2- في حال انتصارنا على هذه الحملة نعمل بكل ما في وسعنا لتوسيع نطاق الثورة وفتح جبهات قتال اخرى في الغوطه وغيرها من مناطق سورية المجاهدة

 

حملة الجنرال غاملان ومعارك السويداء الاولى

 

لقد رأينا بعد انسحابنا من المسيفرة ان نقيم في قرية رساس لنبحث مع اعيان البلاد وقادة المجاهدين فيما يجب عمله والاعداد له لمواجهة خطر الحملة الفرنسيه الجديدة

 

فتقرر مبدئياً ارسال برقيات الى رئاسة مجلس النواب الفرنسي والى وزير خارجية الولايات المتحدة والى رئاسة مجلس الوزراء في كل من بريطانيا وايطاليا والى بعض الصحف في العواصم الاوربيه الكبرى وذلك بتاريخ الخامس والعشرين من ايلول عام 1925 وهذا نصها

 

الدروز وعموم السوريين يقاسون اشد الام الحكم العسكري الفردي والظلم الافرنسي منذ الاحتلال بصورة تهدد السلام دائماً و تشعل نار الاحقاد بين الشرق والغرب ان القوات الفرنسيه التي تساق اليوم لخراب بلادنا وقتل الحرية ومبادئ حقوق الانسان تضرب النساء والاطفال والشيوخ والقرى الامنه بقنابل طياراتها ظلما وبغياً وهذا ما يضطرنا للدفاع عن كياننا وشرفنا حتى الموت نحمل رجال فرنسه وحدهم مسؤولية سفك الدماء البريئة ونستنجد بالامم المتمدنه ان تبطل رق الشعوب بعد ان ابطلت رق الافراد

 

وفيما كنا نوالي اجتماعاتنا وردت علينا رساله من نجم عز الدين بقرية الثعلة جاء فيها ما خلاصته خيم الجيش الفرنسي في الحدبة ووجهته مدينة السويداء

 

ولم تلبث الطائرات ان حومت فوقنا وبدأت تقصف اماكن تجمعنا وترمي بالوقت نفسه اكداساً من المناشير جاء فيه ما نصه من الحكومه المنتدبه الى سكان جبل الدروز

 

ايها الدروز اقتربت الساعه التي تعرفون فيها قوة جيشنا والذي تتحملون فيها نتائج ثورتكم لقد اختبرتم مضاء سلاحنا في معركة المسيفرة وانه لواجب ان ننذركم ان فرنسه لا تقاتلكم وهي مدفوعه بعامل البغض ولكنها تعاقب المجرمين كلا بحسب جرمه وان الاشخاص ذوي البصيره الذين يتركون منذ الان السلاح ويقدمون خضوعهم سيكونون في مأمن على حياتهم فيما اذا سلموا الى احد مخافرنا وكذلك نضمن الحياه للشيوخ الذين يأتون الى دمشق لتقديم خضوعهم ايها الدروز عودوا الى رشدكم وقدموا خضوعكم اذا لا يزال لديكم وقت للخضوع القوا سلاحكم وتقلدوا بدلن منه المحراث لانبات ارضكم فذلك خير لكم ولمستقبلكم

 

رددنا على السلطه المنتدبه ببيان اذعناه في 21 ايلول دعونا فيه المجاهدين لملاقاة حملة غاملان والدفاع عن السويداء تقدمت الحمله الفرنسيا فأحتلت بهجوم خاطف تل الحديد وقرية كناكر وشكلت في تقدمها جبهه عريضه مواجهه لمدينه السويداء وراحت تصب قذائف مدفاعيتها الثقيله وقنابل طائراتها على مواقعنا المحيطه بالمدينه من الشمال والغرب والجنوب في حين اندفعت كتائب فرسانها تعززها المدرعات فعبرت السهل المجاور تحت سحب الغبار والدخان الكثيفة اتخذت مقري على هضبه مرتفعه واقعه جنوبي المدينة بحيث مكنني من الاشراف على ميدان القتال وقد انتشرت بيارق قرى الجنوب والشرق عن يساري حتى قرية رساس اما بيارق الشمال والغرب عن يميني حتى وعرة الشقراوية فقرية ولغا ووقف بيرق السويداء شامخاً بالقلب غربي المدينه دارت المعركة بعنف وشدة وتمكنت بالتالي من احباط خطته في الوصول الى رساس وكوم الحصى والشقراوية قبل ان يسدل الليل ستارة وكانت خسائرة بالارواح والمعدات كبيرة وفي صباح اليوم التالي 24 ايلول شن الفرنسيون هجوماً كبيراً فتحوا به ثغرة واسعه في الشمال الغربي من جبهتنا انطلقوا منها الى مدينة السويداء وتمركزوا داخل قلعتها الحصينه وفي الهضاب المحيطة بها ثم راحوا يعملون نهباً وتدميراً وحرقاً في بيوتها وحوانيتها وينتهكون حرمات دور العباده سارعنا الى ضرب الحصار عليهم وقد اثر العطش عليهم بعد قطع الثوار لمياه عين القينه فحاولوا جلب الماء من قرية مصاد لكنهم اخفقوا وقتل منهم نحو اربعين جندياً وعندئذ ايقن غاملان بالهلاك اذا بقي رهن الحصار المضروب عليهم فأثر الانسحاب مساء 26 ايلول تاركاً وراءه كميات كبيرة من الذخيرة والعتاد وقد صرح للشيخ محمود ابو فخر اثناء انسحابه قائلا (ان الغاية من دخول السويداء لا تتعدى تخليص القائد توما مارتان ورفاقة من القلعة ونقل صندوق مالية حكومة الجبل والعودة به الى دمشق فوراً)

 

غير ان غاملان لم يستقر امره في دمشق كما حاول ان يموه علينا لنركن الى قوله هذا فنفرق قواتنا و نستسلم للراحه والطمأنينه وانما وفتنا اخبار وصوله في 27 ايلول الى قرية المسيفرة نفسها حيث ضرب خيامه هناك بقصد استدراجنا مرة ثانية الى ذلك المكان فخاب ظنه واضطر في اليوم الاول من تشرين الاول الى تحريك جيشه من جديد الى مدينه السويداء للاستيلاء على قرية المجيمر محتلاً في طريقة قرية خربا التي احرق فيها دار رفيقنا بالجهاد عقلة القطامي في حين بدأت مدفعيته تقصف مواقعنا بعنف مستمر وطائراته تواصل غاراتها المدمره على جبهتنا ومراكز تجمعنا

 

كنت يومئذ بقرية عرى وبيارق الثوار منتشرة جنوباً حتى تل غسان وشمالاً حتى اطراف بلدتي عرى والمجيمر الغربية حيث كانت قوات العدو احرزت بعض النجاح في تقدمها ولكن تراجعت بعد ان اشتدت مقاومتنا لها ثم توقفت غربي المجيمر وفي تل الحبس الذي احتلته قرب تل غسان ولم يلبث العدو ان استأنف هجومه مستخدماً سلاح الطيران بشدة متناهيه وعلى نطاق واسع فدخل بلدة عرى بعد معركة ضاريه استشهد فيها عمي نسيب الاطرش وبات ليلته فيها ناشراً كتائب جيشه حوله

 

وفي صبيحة اليوم التالي قدم الى عرى الامير حمد الاطرش واعلن استسلامه للفرنسيين أثار هذا الاستسلام المفاجئ غضبي فدعوت من فوري لعقد اجتماع طارئ في نبع عرى تقرر فيه خلع الامير حمد من زعامة الجبل وتنصيب الامير حسن بن يحيى الاطرش وهو ابن عمه زعيماً مكانه وكان الامير حسن قد ابدى بطولة خارقة في معارك الثورة السابقة على الرغم من صغر سنه وبخاصة في معركة تل الخروف

 

غير ان الحملة الفرنسيه لم تمكث طويلا في عرى وانما غادرتها لتواصل تقدمها نحو الشمال فدخلت قرية رساس عنوه وراحت تتركز فيها بقصد التهيؤ لاجتياح مدينة السويداء التي اضحت على بعد خمسة كيلو مترات عنها وما ان تحركت بعض البيارق لمنازلة القوات الفرنسيه في رساس وزحزحتها عن الموقع التي تمركزت فيها حتى دارت المعركة الرهيبه المشهورة بتاريخ الثورة باسم هذه القرية(معركة رساس) والتي دامت ثلاثة ايام متتالية لم يذق الفرنسيون خلالها طعماً للنوم او للراحه مما اضطرهم للتقهقر باتجاه قرية كناكر غرباً متخلين عن خطتهم المرسومة بمتابعة الزحف شمالاً نحو مدينة السويداء ودخول قلعتها الحصينة وكان علي ان اقوم بجولة سريعة اتفقد خلالها مواقعنا في القرى السهلية الغربية فركبت الى سهوة البلاطة ورافقني بعد خروجي منها الشيخ على الحناوي وعدد من المجاهدين ولما بلغنا مكانا مرتفعاً انكشف علينا ميدان القتال فشاهدت بمنظاري المقرب خياله العدو تطبق على قرية كناكر في محاولة جريئه لاحتلالها ولكنها خذلت وردها خيالتنا في الهجمة الثانيه على اعقابها وكبدوها خسائر فادحة بالارواح وغنموا خيول قتلاها التي شردت في السهوت المجاورة ويبدو ان الجنرال غاملان قد يئس في هذه المرة من تحقيق النصر الذي كان يأمله علينا فأنسحب بقواته مغرباً الى حوران وما ان بلغت طلائع جيشه المنسحب من رساس الى قرية كناكر حتى تصدى لها فرساننا فأوقفوها فتمكنت من الاطباق ببيارقنا على ارتال الجيش الاخرى وهنا خشي القائد الفرنسي ان يؤدي انسحابة باتجاه المسيفرة غرباً الى كارثة عسكرية مماثلة لكارثة المزرعة فقرر في تلك اللحضات الحاسمة ان يبدل خط انسحابه من الطريق اولى الى طريق اخرى توصله شمالاً الى عين المزرعة غير ان هذه العملية الشاقة لم يتمكن من تنفيذها الا بعد ان ترك على ارض المعركة مئات القتلى وعشرات الاسرى واربع دبابات وست مصفحات وعدد كبير من عربات النقل دُمرت جميعاً بالاضافة الى طائرتين اسقطها المجاهدون اثناء المعركة

 

لقد استبشرنا بنصر حاسم على جيش غاملان اثر نزوله في المكان نفسة الذي نزل به جيش ميشو ولكن الجنرال الاول قد افاد من تجربة سلفه فعزز جناح جيشه الجنوبي بالمزرعة تعزيزاعظيماً بحيث اصبح من المتعذر على قواتنا المتمركزه في السهل المقابل له مهاجمته وبات في اعتقادنا انه سيواصل انسحابه في اليوم التالي عن طريق الدور ازرع او انه سيفاجئنا بهجوم اخر على مدينة السويداء واذا به يواجه مقاومه عنيفة على الطريق المؤدية الى بصر الحرير غرباً فيعود ليتجه مسرعاً الى قرية الثعلة الواقعه الى الجنوب الغربي من المزرعة متكبداً في طريقه اليها خسائر اخرى كبيرة ولم يغادرها الا بعد ان امر باضرام النار فيها واستمرت الاشتباكات العنيفه بيننا وبينه حتى تم انسحابه الى الاراضي الحورانيه حيث عاد الى مركز انطلاقه الاول في محطة درعا عن طريق المسيفرة ومما تجدر الاشارة اليه والتنويه به هو ان عدد الطائرات الفرنسيه التي كانت تغير على قرانا قد كان يتراوح بين ثلاث طائرات واربع وعشرين طائرة في الغارة الواحده ولم يكن يفرقون بين القوات المقاتله وبين السكان الامنين وقد تعود الاهالي ان يذهبوا بنسائهم واطفالهم الى الاقبيه القديمة والكهوف والمغاور ذات السقوف الصخرية اما المحاربون فقد كانت اكثريتهم الساحقة تأنف من الذهاب الى الملاجئ بل على العكس فقد كان بعضهم يسارع الى سطوح المنازل لتسديد رصاص بنادقهم ورشاشاتهم على الطائرات المغيره بقصد اسقاطها او لمنعها من اصابة اهدافها وبعضهم الاخر يحاول منعها من الهبوط على ارتفاع منخفض فوق القلعه المحاصرة فتسقط اكياس التموين وصناديق اللحوم المحفوظه وغير ذلك من المواد التي كانت ترميها خارج سور القلعة في بعض الاحيان ويمسي من نصيبهم

 

لقد استمر حصارنا للقلعة مدة تزيد عن شهرين لم نحاول خلالها اخذها عنوة لاننا كنا نظن ان تشديد الحصار عليها يسقطها يوماً ما في ايدينا وبخاصة اذا انشغلت الجيوش الفرنسيه عنها بالجبهات التي كنا ننوي فتحها في بعض مناطق سورية ولبنانولذلك كان من المتعذر علينا وضع ثقلنا كله في فتحها وانما تركنا الامر لمبادهة ثوارنا من اهالي السويداء وغيرهم من سكان القرى المجاورة فرابطوا حولها طوال تلك المده وتحملوا الشيئ الكثير من اخطار القصف الجوي والمدفعي ولكن بعضهم سجل بطولات خارقة في هجماتهم الليليه عليها واختراقهم للاسلاك الشائكة الممدوده حولها كما سجل بعضهم الاخر عدة إصابات بالطائرات التي كانت تأتي لتموينها ومدها بالذخيرة

 

كنا قد استقبلنا في غضون شهر ايلول الضابط العربي رمضان شلاش من احدى عشائر منطقة دير الزور وكان قادماً من شرقي الاردن ومعه نفر من الفرسان ونزولاً عند رغبته فقد انطنا به مهمة اشعال نار الثورة في بادية تدمر كما اتصل بنا في تلك الاونه ايضاً عدد من الشخصيات السوريه الوجيهه امثال السادة حسن الحكيم- سعيد حيدر- سعيد العاص – منير الريس – مظهر السباعي – الدكتور محمد علي الشواف – الدكتور امين رويحه – حسن الخراط – حسن طعان الدندشي – فكان السيدان مظهر السباعي ومنير الريس يحملان معهما اتفاقية موقعه من بعض اعيان حماة يعلنون فيها تأيدهم للثورة ويريدون بأن نحدد لهم موعداً لمد نشاطها الى مدينتهم وبأمدادهم ببعض فصائل خيالتنا لشد ازرهم وتقوية معنويات من يستجيب لثورتهم في حواظر المنطقه وبواديها فقد تعهد السيد حسن طعان الدندشي بإضرام نار الثورة في تلكلخ والتعاون مع السيد توفيق هولو حيدر في سبيل نشرها بمنطقة الهرمل و بعلبك

 

اما السيد حسن الخراط فلم يلبث ان غادر الجبل الى الغوطة ليسهم هناك بعمليات حربية كانت ممهده للعمليات الكبرى التي حاول بعض المجاهدون احتلال العاصمة نفسها ورافقة عدد من ثوار الجبل على راسهم المجاهد الكبير نايف عجاج نصر

 

كان للدكتور الشواف والدكتور رويحه فضل كبير في اعادة تأسيس مستوصف السويداء  (بدار شاهين ابو عسلي) لمعالجة المرضى واسعاف الجرحى

 

وافقنا على اقتراح الدكتور شهبندر بتكليف السيدين حسن الحكيم و سعيد حيدر بالذهاب الى عمان لتنظيم مكتب اتصال بيننا وبين اللجنه التنفيذية للمؤتمر السوري الفلسطيني في سبيل الدعاية للثورة بالبلاد العربية والاجنبية والعمل على جمع التبرعات لها من الوطن العربي والمهاجر الامريكية فقاما بهذه المهمه خير قيام وكان لهما فضل كبير في امدادها بالمال اللازم لشراء السلاح والذخيرة والمواد التموينيه وقد انضم اليهما فيما بعد السيد عادل العظمة

 

اما السيد العاص فقد بقي الى جانبنا ليشاركنا مصيرنا بالمعارك الحربية القاسية التي كنا نخوضها فكان هو والسيدان نزيه المؤيد العظم و سرحان ابو تركي من المجاهدين الصادقين

 

وحضر ايضاً وفد من دروز الاقليم يتألف من السادة خزاعي ومحمد علي ابو صالح – مزيد العقباني – فندي سيف – شبلي جبر – محمود زهر – سليمان نديوي – يوسف الداهوك – حسن رباح – محمد محمود – حمد عقل وغيرهم ومعه رسالة من وجوه الاقليم واعيانه يقولون فيها ما مؤداه ان الفرنسيين يجردوننا من السلاح ويقومون بتوزيعه على بعض المناوئين للثورة في المنطقه ويدخلون في روع هؤلاء ان الثوار سيعتدون عليهم ويفتكون بهم اذا امتدت الثورة الى ديارهم ثم راحوا يؤلبونهم علينا بحيث غدت حياتنا معرضة لخطر عظيم  لذلك عقدنا اجتماعاً كبيراً في مدينة السويداء تقرر فيه بعد المداولة ما يلي

 

-اعداد حملة كبيرة لمد نشاط الثورة الى اقليم البلان و وادي التيم

 

- اعداد حملة اخرى مماثلة لنجدة المجاهدين في الغوطة

 

- تسير حملة ثالثة الى حوران

 

- اذاعة منشور على المواطنين لدعوتهم فيه الى وحدة الكلمة والابتعاد عن التعصب الديني والطائفي وحثهم على حمل السلاح والانضمام الى جيوش الثورة

 

عهدنا بقيادة حملة الاقليم الى اخي زيد وفوضته بالتوقيع عني على جميع الاوامر والبلاغات والمراسلات التي تصدر عن قيادة الحملة وعلى المناشير التي قد تذاع باسم الثورة في منطقة عمله ولقد حددنا اهداف الحملة فيما يلي

 

1 سرعة العمل لانقاذ اخواننا هناك من ظلم الفرنسيين واشاعة روح التسامح بين الجميع

 

2 السيطرة على طريق دمش القنيطرة مرجعيون وقطع طريق دمشق بيروت من جهات البقاع لوقف المدد عن القوات الفرنسيه بدمشق

 

معركة المسيفرة ضد الاحتلال الفرنسي[عدل]

 

بعد الانتصار الساحق للثوار في معركة المزرعة حاول الفرنسيون ان يلملموا اشلاءهم من جديد، ورغم تكتمهم على الهزيمة التي لم ينسوها حتى الآن حاولوا اجراء مفاوضات مع الثوار للاستفادة من الوقت ولتعزيز قدراتهم القتالية واستقدام القوات والمعدات، وكان لهم ذلك في 11/9/1925 عندما وصل إلى مرفا بيروت سبعة عشر الف جندي بقيادة الجنرال غاملان أحد ابرز الضباط الفرنسيين في الجيش آنذاك وكانت مهمته الاعداد لحملة ضخمة للقضاء على الثورة وتحرير الحامية العسكرية الفرنسية المحاصرة في قلعة السويداء.

 

وتم اختيار قرية المسيفرة في حوران مركزا لتجمع القوات باعتبارها قريبة من جبل العرب وكلف الكولونيل اندريا بذلك فتمركز 1500 عسكري هناك وحفروا الخنادق واحاطوها بالاسلاك الشائكة ودعموا الحملة بالآليات المدرعة ومدفعية الميدان الثقيلة ومرابض رشاشات إضافة إلى عدد من الطائرات.. على الجانب الآخر كانت قيادة الثورة تواصل اجتماعاتها واستعدادها لمواصلة القتال بقيادة سلطان باشا الاطرش ومعه عدد من القادة امثال عادل ارسلان والدكتور عبد الرحمن الشهبندر ونزيه مؤيد العظم ورئيس اركان الثورة اللواء فؤاد سليم وكانوا آنذاك في قرية سهوة البلاطة بتاريخ 16/9/1925 أي بعد وصول التعزيزات الفرنسية بخمسة ايام.

 

وهم هناك اطل فارس من قرية الثعلة يحمل رسالة من قائد احدى مجموعات الثورة المجاهد محمد الحلبي فاستلم الرسالة اللواء فؤاد سليم وبعد أن قرأها طواها ووضعها بجيبه. فتعالت اصوات الثوار لمعرفة محتوى الرسالة وبعد إلحاح طلب سلطان باشا الاطرش من قائد اركانه قراءة الرسالة على الملأ مهما كان محتواها فكان ذلك، وكان محتوى الرسالة يقول إن الثوار عازمين على مهاجمة الفرنسيين في المسيفرة قبل أن تكتمل الحشود والتحصينات.

 

انتقل جميع الثوار إلى قرية كناكر لتدارس الرسالة وكان رأي القائد العام ورئيس اركانه عدم المهاجمة لأن القرية تقع في منطقة سهلية مكشوفة يصعب التخفي فيها غير ان حماسة الحرب والخوف على الثوار الذين انطلقوا للحرب طغت على الرأي السديد وأصبحت المعركة على بعد ساعات ولا مفر منها. بعد منتصف الليل انطلق الثوار إلى محيط المسيفرة وكان الدليل المجاهد مصطفى أبو الحسنين من حوران... وعندما اقتربوا من خطوط العدو انطلقت رصاصة من بندقية أحد الثوار فشقت صمت الليل ونبهت الفرنسيين من غفلتهم فأطلقوا الاسهم النارية في السهل الفسيح فسقط عدد كبير من الثوار قبل أن يتمكنوا من التمركز ولكن الخيالة اقتحموا خطوط العدو الأولى وتمركزوا داخل القرية فيما تراجع الآخرون إلى محيط قرية ام ولد.

 

وعند الصباح قطعوا إمدادات العدو القادمة على طريق الكرك وشنت الخيالة بقيادة المجاهد علي الاطرش هجوما على الفرنسيين غير ان الطائرات الفرنسية اغارت عليهم بكثافة فتراجعوا إلى مواقعهم وفي داخل القرية استبسل الثوار البالغ عددهم 100 ثائر واستولوا على كميات كبيرة من السلاح والذخيرة وعلى اسطبلات الخيول وكان منهم حمزة درويش ومحمد عز الدين الحلبي وهايل الجباعي وآل حمزة الذين استشهدوا كلهم وعددهم خمسة الأب وأبناؤه الاربعة وهم يحملون بيرق العائلة. وتحت جنح الليل انسحبوا من القرية لتنتهي معركة المسيفرة ليل 17/9/1925 استشهد 250 ثائراً في هذه المعركة 

****************************************************************

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

(إعداد سمير الجباعي )

 

اختيار سلطان باشا الأطرش

 

قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى

 

في أواخر آب عام 1925 وصل إلي الجبل وجهاء دمشق وهم:

 

الدكتور عبد الرحمن الشهبندر – جميل مردم – فارس الخوري –

 

عثمان الشرابي- سعيد العاص – محمد الأشمر – شكري القوتلي-

 

نزيه المؤيد العظم – نسيب البكري – عزالدين الجزائري –

 

يحيى حياتي – عبد القادر سكر – قاسم الدرخباني ..وغيرهم .

 

وتم اجتماع في قرية ريمة اللحف بحضور سلطان الاطرش

 

وبعض وجهاء الجبل ونص الاجتماع على ما يلي.

 

-1- متابعة الثورة حتى تنال  البلاد استقلالها التام.

 

-2- تسمية سلطان  باشا الأطرش قائداً عاماً للثورة .

 

-3- توليه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر إدارة الشؤون

 

السياسية للثورة.

 

صفحة 49

 

-4- تشكيل قيادة الثورة من السادة:

 

حمد عامر – فضل الله هنيدي

 

محمد عزالدين –عقلة القطامي

 

حسين مرشد – سليمان نصار

 

يوسف العيسمي - علي عبيد

 

علي الملحم - قاسم أبو الخير

 

-5 –الدعوى إلى حمل السلاح والانصمام إلى جيش

 

الثورة في بيان عام تذيعه قيادة الثورة.

 

وفي 19أيلول أرسل فوزي القاوقجي موفداً إلى الجبل

 

معلناً اعترافه بسلطان باشا قائداً عاماً للثورة .

 

حيث يربط ثورته في حماه مع الثورة الأم في الجبل.

 

وكافة مواطني وقادة سورية ولبنان أعلنوا الموافقة

 

على سلطان باشا الأطرش قائداً عاماً للثورة السورية

 

الكبرى .هكذا تسلم سلطان باشا الأطرش قيادة الثورة

 

صفحة 50

 

ملحق من مصدر أخر موقع (هنا) اجتماع ريمة اللحف

 

اختيار سلطان باشا الأطرش

 

قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى

 

في أواخر آب 1925 م قدم إلى الجبل وفد من دمشق يمثل القرى الوطنية السورية استقبلهم سلطان الأطرش وزعماء الجبل في قرية كفر اللحف ثم عقدوا مؤتمراً في ريمه الفخور (ريمه اللحف) في أول الشهر أيلول قرروا فيه متابعة الثورة حيث نيل الاستقلال التام وحمل السلاح وتسمية سلطان الأطرش قائداً عاماً للثورة والدكتـــور عبد الرحمن الشهبندر مقرر الشؤون السياسية والنــــــــاطق الرسمي للثورة وعينوا أركان قيادة لهذه الثورة من عشرة أسماء هي:

 

 

 

وبعد ذلك توافدت النجدات من جبل لبنان فتم إضافة ثلاثة أسماء لبنانية إلى أركان الثورة من الأمير عادل أرسلان ورشيد طليع وفؤاد سليم فأصبحت أركان الثورة 13 ركناً

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابع مذكرات المرحوم الوالد المسموعة وخواطر من ولده سميح الجباعي

 

 

 

رسالة من سميح الي رياص الجباعي في شهر تموز عام 2016

 

تابع مذكرات المرحوم الوالد المسموعة وخواطر من ولده سميح الجباعي

 

أخي الغالي رياض

 

شكرا الاخ الغالي سميح لك محبتي واشكرك على عرض هذه الاشياء التاريخيه الهامه

 

الملك فيصل الاول ابن الشريف حسين هو الذي وصف الضابط الشجاع فؤاد سليم ( بقوله انت فؤادي يا فؤاد) عندما كان يقود جيش الثو ره العربيه الكبرى وبعد خروج فيصل من سوريا جاء عبد الله الاول اخ فيصل الى الاردن ولقب محرر او منقذ سوريا فاجتمع حوله احرار سو ريا امثال فؤاد سليم ورشيد طليع وعادل ارسلان وغيرهم وعندما كشفوا العابه مع الانكليز تركوه والتحقوا بالثوره السوريه الكبرى بقيادة سلطان باشا الاطرش

 

 

 

أخي الغالي رياض هذه الجملة (وعندما كشفوا العابه مع الانكليز تركوه)ذكرتني في قصة مسجلة علي شريط للمرحوم الوالد من عام 1996 ولكن مع الاسف الصوت مش كثير واضح ولكن اكتب لك ماسمعته في الشريط القصة تتحدث اثناء ودود الثوار في شرقي الاردن وكان في ذلك الوقت اتفاق سري بين الانكليز والفرنسيين والامير عبد الله من اجل سحب اسلحة الثوار وارجاعهم الي سورية  واعطاء الامير عبدالله شى ما يرضيه وهيى  الامير عبد الله  وليمة عند احد زعماء العشائر وكان انا ذاك على رائس وفد الثوار الامير عادل ارسلان بعد ان رفض الباشا اللقاء معه وقال انا لامفوضات مع من يوريد سحب سلاحنا المهم قامت الوفود على المنسف الموجود عليه العديد من الذبايح وكان الامير عادل الي جانب الامير عبدالله على اساس انه بعد الاكل يبدوا في المبحثات   وقام الامير عبدالله وشال لسان الخروف ووضعه امام الامير عادل والمقصود في ذلك (إنك طولة لسانك علينا لانه قالالامير عادل . لاعبدالله والافرنسا والاالانكليز بيجبرونا على التخلي عن سلاحنا)وبعدها قام الامير عادل في نزع نخاع الخروف ووضعه امام الاميرعبدالله ( وكانه يريد ان يقو له من يفكر هذا التفكير ليس لديه مخ) وقام غاضباً وانتهت المحادثات في هذه الحادثة  وبعد فترة اعتذر الامير عبدالله من الثوار وقال لهم ابقى على الرحب والسعة  غرروا فينا الاجانب ؟   هذه الالعوبة من فرنسا والانكليز وعبدالله موجودة في وثائق الثورة السورية أقصد إلعوبة تسليم السلاح وليس الوليمة أخي الغالي اذا سمعت هذه القصة من الوالد ..   اوعندك تصحيح اوتعديل أرجو كل الرجاء منك ان تصححا لي إملائيأ ونحويأ لانك بتعرف  مش كالع معنا اكثر من هيك وبعدها أنشرها على صفحتك وابعثلي ايها من اجل ان ادخلها في موقع الوالد والف شكر وتحية وسلام الي الاخة ام هشام والجميع عندكم

 

ارجو التصحيح والاعادة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هذه رسالة من سميح متعب الجباعي الي الاعلامية سمر وعر في شهر تموز من عام 2016

 

ملف الشهيد البطل فضل الله هنيدي

 

أنسة سمر وعر من رغبتي ان تكون هذه المقدمة مدخل للحديث عن مجاهدين الثورة السورية الكبرى بقيادة المجاهد البطل المرحوم سلطان الأطرش طبعأ بعد صياغتها في اللغة  والتعبير السليم والعنوان  الملفت الى الانتباه عذاراً على الكثير من الاخطاء النحوية والاملائية بعد 43 عام بعيد عن اللغة العربية الصحيحة مش طالع منا اكثر من هيك وشكراً

 

في نهاية شهر  أيلول من  عام 1974  كنت اتجول في أحدى حدائق النمسا الجميلة  وبلتحديد حديقة بسم أحدى أفراد الاسرة النمساوية  الحاكمة أنا ذاك

 

( 1713-1918Habsburgermonarchie)

 

جلس الي جانبي على المقعد رجل في الستين من عمره وشاهدني وانا اتصفح وبكل صعوبة كتاب تعليم اللغة اللمانية (كان لي هناك في النمسا مدة  5أشهر)وكنت انضر اليه بين فترة واخرى متمنياً أن  يتحدث إلى من اجل أن اعرف مقدرتي في اللغة اللمانية وبداء معي الحديث وسألني هل أعرف اسم هذه الحديقة فقلت له لا فقال  لي هذه الحديقة  بسم أحدى افراد اسرته الذي نفتهم الحكومة النمساوية عام 1918 الي سويسراوهو الأمير فيرديناد

 

.Ferdinand

 

(الامير فريدناد النمساوي كان  له مجالس أدبية وتاريحية  مع امير البيان شكيب ارسلان في سويسرا)

 

وبعدها تعرف على وعرف اني درزي من سوريا و من الجبل وبدء يحدثني عن الثورة السورية الكبرى ورجالها  في اسماهم وبدئة اكتب الاسماء  والواقع على غلاف كتاب تعليم اللغة الالمانية واحتفضت في هذه القصاصة من الورق حتى عام 1996 عندما دهبت في زيارتي بعد 25 عام الي سوريا وكان معي  كمرة تصوير  سجلت احاديث مع المرحوم الوالد اكثر من خمس ساعات كلها عن الثورة السورية الكبرى والاحداث الوطنية فيما يخص جبل العرب من عام 1850 حتى عام 1936 عودة سلطان باشا من  وادي السرحان وأكد لنا السيد الوالد المرحوم في مذكراته المكتوبة والمسموعة  دور كل الشخصيات  والمواقع الذي سالته عنها من خلال قصاصة الورق الذل لم ازل احتفض بها حتى  وانا سعيد ومحضوض عندم اكون في العالم الواسع يقابلني إسم علامة شكيب أرسلان يعلمنا  تاريخنا ويفصح لنا اسماء عمالقة الجهاد والشهادة  مثل المجاهد الشهيد فصل الله هنيدي عن طريق امير نمساوي  وعندما نكون في بلدنا نلتقي مع امثال المجاهد متعب الجباعي (ذاكرة الثورة يدلنا على رجلات واعمدة الثورة السورية الكبرى)

 

(الامير فريدناد النمساوي كان  له مجالس أدبية وتاريحية  مع امير البيان شكيب ارسلان في سويسرا)

 

**********************************************

 

ملف الشهيد البطل فضل الله هنيدي.

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

معركة المزرعة 31 تموزحتى 3أب عام 1925

 

من قرارات اجتماع قراصة

 

- تأمين الدعم المالي للثورة .

 

وبدأت المؤن والمواد  الغذائية تأتي إلى الثورة  من كافة

 

الشرفاء والوطنييين  فعلى سبيل المثال ‘شاهين المحيثاوي‘ حمد عامر.فضل الله هنيدي

 

علي نصر من قرية سميع وحده قدم 2000 مد من القمح مايعادل 40

 

طن إلى الثوار  وغيره من الذين تبرعوا بالمساعدات المادية .

 

وفي صباح 31 تموز عام 1925 تحركت قوى الجيش الفرنسي

 

نحو السويداء

 

**************************************.

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

معركة المزرعة 31 تموزحتى 3أب عام 1925

 

وبعد انتهاء المعركة والنصر الكبير الذي حققوه ثوار

 

الجبل قد باشروا بجمع واعتقال الأسرى الذي تجاوز

 

عددهم 350 أسيرأ فرنسياً وابرز الثوار الذي بدءوا

 

باعتقال الأسرى هم المجاهد البطل فضل الله هنيدي-

 

المجاهد البطل حمزة درويش – المجاهد البطل حامد

 

نصر – المجاهد البطل شاهين المحيثاوي – المجاهد

 

البطل مرهج الحلبي وغيرهم .وبعد ذلك قام الفرنسيين

 

بمبادلة الأسرى من الثوار الذين كانوا في معتقل تدمر

 

مع الأسرى الفرنسيين بحضور لجنة إنكليزية في يلدة

 

ازرع. وماتبقى من فلول الفرنسيين حؤصر في قلعة

 

السويداء وبقوا في مأمن

 

**********************************.

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

اختيار سلطان باشا الأطرش

 

قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى

 

في أواخر آب عام 1925 وصل إلي الجبل وجهاء دمشق وهم:

 

الدكتور عبد الرحمن الشهبندر – جميل مردم – فارس الخوري

 

عثمان الشرابي- سعيد العاص – محمد الأشمر – شكري القوتلي-

 

نزيه المؤيد العظم – نسيب البكري – عزالدين الجزائري

 

يحيى حياتي – عبد القادر سكر – قاسم الدرخباني ..وغيرهم .

 

وتم اجتماع في قرية ريمة اللحف بحضور سلطان الاطرش

 

وبعض وجهاء الجبل ونص الاجتماع على ما يلي.

 

-1- متابعة الثورة حتى تنال  البلاد استقلالها التام.

 

-2- تسمية سلطان  باشا الأطرش قائداً عاماً للثورة .

 

-3- توليه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر إدارة الشؤون

 

السياسية للثورة.

 

-4- تشكيل قيادة الثورة من السادة:

 

حمد عامر – فضل الله هنيدي

 

محمد عزالدين –عقلة القطامي

 

حسين مرشد – سليمان نصار

 

يوسف العيسمي - علي عبيد

 

علي الملحم - قاسم أبو الخير

 

-5 –الدعوى إلى حمل السلاح والانصمام إلى جيش

 

الثورة في بيان عام تذيعه قيادة الثورة.

 

وفي 19أيلول أرسل فوزي القاوقجي موفداً إلى الجبل

 

معلناً اعترافه بسلطان باشا قائداً عاماً للثورة .

 

حيث يربط ثورته في حماه مع الثورة الأم في الجبل.

 

وكافة مواطني وقادة سورية ولبنان أعلنوا الموافقة

 

على سلطان باشا الأطرش قائداً عاماً للثورة السورية

 

الكبرى .هكذا تسلم سلطان باشا الأطرش قيادة الثورة

 

**************************************

 

ومن الاحداث وماثر هذا البطل الشهيد الكريم المغوار  المؤكدة في مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

----1--- عام 1921م كان عضواً في أول مجلس نيابي درزي, حيث انتخب سليم الأطرش حاكماً, و نادوه أميراً

 

-----2----- في شهر حزيران سنة 1925 م تشكل وفد يمثل الوطنيين في الجبل للتوجه إلى دمشق, للقاء الشهبندر,

 

----3---- في اجتماع المجيمر الثاني الذي عقده الثوار بقيادة سلطان الأطرش في 15 آب سنة 1925م, انتدب فضل الله هنيدي عضواً في لجنة دراسة الشروط التي قدمها الكابتن رينو باسم الجنرال سراي ( وجزء من المفوضات حولى اسرى المزرعة كما جاء في مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

هذه الاحدات وهذه امواقف مؤكده في رسائل الامير عادل ارسلان تحت عنوان االحرب في اللجاة و القصص الكثيرة والثمينة المؤكدة  من اكثر من مصدر في شريط مسجل للمجاهد متعب الجباعي

 

 

 

أندريا و حرب اللجاه عام 1926م يقول علي عبيد :

 

( و قد اشتبكت هذه الحملة في اليوم الرابع من الشهر نفسه في معركة مع الثوار بالقرب من نجران, وفي الخامس منه دخلت بلدة عريقة, و في اليوم العاشر, دخلت للمرة الثانية بلدة شهبا...وتقدمت هذه الحملة في الأسبوع الأخير من الشهر ذاته إلى لاهثة و ذكير و خلخلة, ثم عادت إلى شهبا بعد أن تعرضت لمقاومة شديدة في تقدمها و رجوعها ).

 

قال أندريا : ( علينا ألا ننسى أن الفلاحين الجاهلين, يصعب عليهم الوقوف في وجهي الشيخين القادرين, اللذين يحركان ساعة يشاءان المقرن الشمالي , و هما: فضل الله باشا هنيدي من المجدل, و محمد عز الدين الحلبي من وادي اللوى ).

 

أشاع الفرنسيون خبر موته, قبل استشهاده, لأجل تثبيط معنويات ثوار اللجاه . وقد كانوا يلقون المناشير التي تحمل هذا النبأ بواسطة مواسير من الطائرات .

 

استشهد في 4 آب سنة 1926م في معركة قلاع الجف بين قريتي: السجن و نجران في اللجاه, إذ أصيب في رأسه برصاصة من رشاش طائرة, بينما كان يرصد المعركة بمنظاره .

 

قال أدهم الجندي: ( اشترك في معركة مع الفرنسيين أمام نجران, و قد تغلب عليهم, و بينما كان يراقب حركات الجيش, كانت الطائرات فوقه, فوجه منظاره إليها, فأصابته رصاصة من رشاش الطائرة خرقت دماغه و خرجت من عينه, و قام الدكتور خالد الخطيب بإسعافه و لكن القدر تغلب على كل شيء .

 

كان من أركان الثورة, و بطلاً مقداماً, صبوراً على المكاره, ذا بأس, ويعود إليه الفضل في الدفاع و المقاومة في الأيام الأولى التي جرت في : نجران, عاهرة " عريقة ", مجادل, أم الزيتون ).

 

وذكر حفيده فضل الله داود هنيدي : أن الثوار أخلوا جده, بعد إصابته, من قلاع الجف إلى قرية ريمة اللحف, ثم إلى قرية جديّة, ثم إلى قرية صميد. و كان الثوار الذين نقلوه قد أوكلوا أمر رعايته إلى المجاهدة بستان شلغين, و قفلوا للالتحاق بالمعركة. و حينما فاضت روحه هناك لم تجد بستان حولها سوى أخيها الصغير محمد شلغين, فانتخت فوق رأس الشهيد و نخت أخاها, و قاما بعملية دفنه في بلدتهما صميد .

 

قال سلطان الأطرش: ( فقدنا باستشهاده أعز صديق وأوفى رفيق على طريق النضال منذ أيام الثورة العربية الكبرى ).

 

و قد عده الدكتور الشهبندر, من فحول الثورة .

 

و قال السفرجلاني: ( هو من بني معروف الأشاوس ... كان باسلاً في وثباته, عظيماً في حملاته, كبيراً إذا انقض على أعدائه. جمع بين المزايا الحسان جميعاً ).

 

وقال فارس سلامة النجم الأطرش :

 

خلفة هزيمة يا ذرا كل خيفانْ

 

شفنا افعالك ماضيه بالمطاليبْ

 

****************************************************************************

 

 

 

1

 

هذه الفقرة من صفحة( شخصيات بني معروف) ومؤكدة في مذكرات المجاهد متعب الجباعي (المسموعة والمكتوبة)تحت عنوان (من أحداث عام 1917-1921 المواقف الوطنية والشجاعة التي تحلوابها أبناء الجبل أثناء الثورة العربية الكبرى )

 

في 30 أيلول سنة 1918م كان أحد فرسان الجبل الذين دخلوا دمشق بقيادة سلطان الأطرش, قبل وصول الجيش الفيصلي, و رفعوا العلم العربي فوق دار الحكومة.

 

و قد ذكر ذلك حنا أبي راشد بقوله: ( وبعد ذلك توجهوا جميعاً إلى دمشق, و عند وصولهم إلى قرب دير علي, الذي يبعد عن دمشق ثلاث ساعات, التقوا بطليعة الجيش التركي, بقيادة رضا باشا الركابي, و هناك جرت بينهما موقعة دموية, غنم فيها الجيش الذي يقوده سلطان باشا الأطرش 21 مدفعاً, مع ذخائر حربية كثيرة. و قتلوا عدداً كبيراً من الأتراك , و ساقوا الأسرى أمامهم ... وكان للدروز في هذه الموقعة يد بيضاء على الاستقلال المنشود, و عندها وصل فضل الله باشا هنيدي و رجاله, و نسيب بك نصار و رجاله, و متعب بك الأطرش ورجاله . و دخل الجميع آمنين إلى دمشق )

 

******************************

 

2

 

هذه الفقرة من صفحة( شخصيات بني معروف) ومؤكدة في مذكرات المجاهد متعب الجباعي (المسموعة والمكتوبة)تحت عنوان (من أحداث عام 1917-1921 المواقف الوطنية والشجاعة التي تحلوابها أبناء الجبل أثناء الثورة العربية الكبرى

 

بعد دخوله دمشق, منح فيصل بن الحسين كلاً من : سلطان الأطرش, حسين الأطرش, فضل الله هنيدي, لقب باشا .

 

منح لقب أمير لواء من قبل قائد الجيوش العربية الشمالية. هذا نصه

 

***********************.

 

3

 

 

 

هذه الفقرة من صفحة( شخصيات بني معروف) ومؤكدة في مذكرات المجاهد متعب الجباعي (المسموعة والمكتوبة)تحت عنوان (الثورة السورية الكبرىوالتي بدات في جبل العرب بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش1920-1927) ا

 

في 5 نيسان سنة 1925م زار الجنرال سراي جبل الدروز, و شهد مراسم الاحتفال بعيد الاستقلال في السويداء. وأرادت المعارضة أن تغتنم الفرصة, فشكلت وفداً برئاسة الأمير حمد الأطرش لمقابلته و المطالبة بتغيير كاربيه. فرفض سراي مقابلة الوفد في السويداء, ثم طلب بأن يكون لقاؤهم به في دمشق, و قد تم ذلك. و كان فضل الله هنيدي أحد أعضاء ذلك الوفد.

 

و قد كان اللقاء محتدماً إذ طالبوه بتنفيذ اتفاقية أبي فخر – دي كيه, التي منها أن يكون حاكم الجبل من الدروز, إذ أنكر و استكبر, و قال : إنها حبر على ورق و أنه لا يعترف بها . وأنذر أعضاء الوفد بمغادرة دمشق, و إلا فسيكون مصيرهم النفي .

 

في أوائل شهر أيار سنة 1925م اتصلت قيادة الثورة بالزعيم الشهبندر, سراً في منزل قاسم الهيماني بدمشق, و تم الاتفاق على التعاون معاً لإقامة الثورة ضد الفرنسيين

 

***************************************

 

4

 

مضمون هذه الفقرة  والتسلسل الزمني(ومؤكدة في مذكرات المجاهد متعب الجباعي المجتوبة والمسموعة)

 

كان ممن يعدون للثورة ضد الفرنسيين ويمهدون لها.

 

في شهر حزيران سنة 1925 م تشكل وفد يمثل الوطنيين في الجبل للتوجه إلى دمشق, للقاء الشهبندر, وكان هذا الوفد مؤلفاً من : نسيب ومتعب وصياح الأطرش, فضل الله هنيدي, نجم وسعيد وفواز عز الدين, أسعد مرشد, يوسف العيسمي. وقد عقد هؤلاء مع أخوانهم ممثلي القوى الوطنية في دمشق اجتماعين سريين في منزل الشهبندر, اتفقا فيهما على أن يقوم ممثلو دمشق بتجميع القوى الوطنية في دمشق وغيرها لمديد العون إلى الجبل ودعم الثورة فيه حين قيامها .

 

ثم بعث سلطان الأطرش بالمجاهد محمد كيوان, رسولاً إلى نسيب البكري والدكتور الشهبندر, حينما سمع أن هناك من يسعى إلى عقد اتفاق مع فرنسا. فاجتمع هؤلاء في دار آل البكري بحضور محمد كيوان, ثم عقدوا اجتماعاً آخر في دار عثمان الشرباتي. وقرروا إرسال وفد إلى جبل الدروز, لأجل الاتفاق مع سلطان الأطرش وزعماء الثورة على رسم الخطط المستقبلية وتنسيق العمل فيما بين الجبل ودمشق, للوقوف معاً في جبهة واحدة ضد المستعمر. وقد تألف الوفد الدمشقي من : أسعد البكري, توفيق الحلبي, زكي الدروبي, ووصل إلى منزل فضل الله هنيدي في قرية المجدل .

 

في 3 تموز عام 1925 م قامت مظاهرة في السويداء, تنادي بسقوط كاربيه, وطالب المتظاهرون المجلس النيابي بإقرار عزل كاربيه, وكان المجلس منعقداً في تلك الأثناء برئاسة فارس سعيد الأطرش. فجاءهم خبر بأن المجلس أقر عودة كاربيه بالأكثرية, وأن المعارضة فيه, وعلى رأسها فضل الله هنيدي, لم تتمكن من الحؤول دون اتخاذ هذا القرار .

 

وكان فضل الله هنيدي ممن يثق بهم سلطان الأطرش, من أعضاء المجلس النيابي, ويقدر فيهم إخلاصهم وحسهم الوطني الصادق

 

**********************************

 

 

 

 

 

اليوم هو ذكرى عودة الثوار وسلطان الاطرش الى جبل العرب من بلاد اللجوء في وادي السرحان بتاريخ 23/5/1937

 

بعد غياب طال لعشر سنوات تنقل خلالها الثوار ما بين الازرق والعمري في الاردن وحديثة والنبك ووادي السرحان في السعودية المحاذي للحدود العراقية والاردنية المشتركة.

 

حينها لم يتوانى عن دعم الثوار المادي والمعنوي والسياسي في المنفى جميع ابناء الطائفة المعروفية في بلاد الشام والاغتراب.

 

ويعد لجوء الثوار في ذلك التاريخ عقب انتهاء الثورة السورية الكبرى عسكريا سنة 1927 اول لجوء سياسي لثوار و زعيم ثورة في تاريخ العرب.

 

لقد عاد سلطان الاطرش الى الوطن سوريا الام بتاريخ 19/5/1937 حينها استقبل في دمشق استقبال الابطال في تجمع جماهيري مهيب فخرا من السوريين بعودة الابطال صانعي النصر و المجد وصانعي اتفاقية انهاء الاحتلال الشهيرة سنة 1936 مع الفرنسيين والتي تأخر تنفيذها الى ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1946

 

وبعدها بتاريخ 23/5/1937 بعد اربعة ايام وصل قائد الثورة السورية مع رفاقة الثوار الى عرينهم معقل بني معروف في السويداء..

 

وخير شاهد على قصة وزمن واحداث ذلك اللجوء القسري هي مذكرات القائد العام الخالد للثورة سلطان باشا الاطرش،،، يسرد فيها بعض الاحداث والضروف والمواقف التي عايشها الثوار في تلك المرحله

 

 

 

 

 

من مذكرات سلطان باشا الأطرش في وادي السرحان

 

 

 

عندما طلبت بريطانيا المسيطرة على الأردن ترحيلنا منها, قلنا أننا مستعدون أن نلبي رغبتكم, شريطة إعطائنا مهلة كافية نتمكن خلالها من إتمام عملية نقل نسائنا وأطفالنا ومواشينا إلى مكان آخر مناسب جاء جواب المعتمد البريطاني بالموافقة على طلبنا, ولكنه اقترح علينا مقابلته بالأزرق لبحث أمور هامة تتعلق بالموضوع نفسه, فانتقلنا من فورنا إلى الأزرق وجرت المقابلة نعي في جلسة دامت نحو ساعتين, حاول خلالها إقناعنا بضرورة إنهاء الثورة والتسليم للأمر الواقع دون قيد أو شرط, ومما عرضه علينا في نهاية الجلسة وضمن لنا تحقيقه دون أبطأ قوله (أن حكومة صاحبة الجلالة البريطانية تتكفل بتقديم قصر خاص لإقامتكم في مدينة القدس وراتب كبير يضمن لكم العيش ألهني والسعادة مدى الحياة) فأجبته شكرا وقلت له:أن سعادتنا باستقلال بلادنا وحرية شعبنا وكان العيش في القصور غايتنا لكنا بقينا في دورنا الرحبة واستجبنا لدعوة الفرنسيين المتكررة بالاستسلام:

 

أن طلبكم هذا فيه مساس بكرامتنا فلا نرضى إطلاقا أن تكون المفاوضة معكم أو مع حلفائكم الفرنسيين إلا على أساس صلح مشرف تتحقق به المبادئ التي قامت ثورتنا عليها ومن اجلها وتتلخص بحرية الشعب واستقلال البلاد ووحدتها وجلاء القوات الأجنبية عنها.

 

 

 

وفي أعقاب المقابلة اتصلت بأعضاء مكتبنا الدائم وشرحت لهم ما آلت أليه أخيرا أوضاعنا بالأردن فاتصلوا بدورهم ببعض الشخصيات العربية في القدس والقاهرة وتم الاتفاق معهم على انتداب السيد شكري القوتلي للذهاب في الحال إلى المملكة العربية السعودية من اجل التفاوض مع جلالة الملك عبد العزيز آل سعود لقبولنا في بلاده لاجئين سياسيين.

 

اعتذر الملك بادئ ذي بدء عن قبول الطلب لكنه عاد فأعلن موافقته أرسل إلينا برقية جاء فيها:

 

قائد الثورة السورية سلطان باشا الأطرش اقبلوا على الرحب والسعة –عبد العزيز-

 

 

 

كانت مشاهد رحيل الثوار وعائلاتهم من الأزرق في صيف 1927 مثيرة لاعمق المشاعر الإنسانية… وقد ارتضوا بأباء وشمم أن يفارقوا الديار التي كانوا يستأنسون بسكانها قريبا من الأهل والأحبة في ربوع الجبل فسارت قوافلهم المؤلفة من نحو اكثر من آلف نسمة باتجاه العمري جنوبا, بعد وداعهم الأليم لذويهم ورفاقهم في الجهاد. الذين قرروا العودة إلى الجبل اثر صدور قرار المفوض السامي (بونسو) بالعفو عنهم وعددهم نحو ثلاثة آلاف نسمة.

 

 

 

وعندما نزلنا في العمري وعلم الإنكليز أن المملكة العربية السعودية قد وافقت على إقامتنا في ربوعها أرسلوا إلينا وفدا برئاسة الكولونيل (سترا فورد) للتفاوض معنا من اجل عودتنا إلى الأزرق, فرفضنا عرضهم هذا وقلنا لرئيس وفدهم:لم تعد لنا رغبة في العودة لأنكم لا تحترمون العهود وسوف نقيم بالصحراء التي خرج منها أجدادنا. وسنجد فيها بالإضافة إلى كرم الضيافة مجالا رحبا للتمتع بحريتنا الكاملة التي افتقدناها منذ أن انتدبتكم عصبة الأمم علينا وصيرتم الانتداب استعمارا قائما على البطش والإذلال وابتزاز خيرات الوطن.

 

 

 

مكثنا في العمري فترة قصيرة ثم انتقلنا إلى غدير الحصيدات(يقع على بعد 20 كيلو مترا عن النبك بوادي السرحان)حيث بتنا ليلة واحدة وفي اليوم التالي توجهنا إلى (النبك) بوادي السرحان وبرفقتنا من مجاهدي الجبل وكان عددهم 232 مجاهدا + 70 مجاهدا من لبنان والمجموع كان 302 مجاهد مع اسرهم وكان المجموع 1360 نفسا, ومن مجاهدي لبنان والإقليم الذين ارتحلوا معنا كان على رأسهم الأمير عادل ارسلان.

 

 

 

وصلنا إلى النبك بوادي السرحان في أواخر شهر تموز عام 1927 وجدنا الأرض صحراوية مقفرة. ما خلا نبع ماء عذب يسمى (جوخه) وبضع من أشجار النخيل تضفي على المنطقة جمالا طبيعيا أخاذا تبعث بالنفس – بتمردها على الجفاف المسيطر – من إرادة المقاومة وعزيمة الصمود.

 

 

 

كان نزولي في الجهة الشرقية من المكان حيث جاورني أقربائي وفريق من المجاهدين ونزل في الجهة الغربية منه رفاقنا الآخرون بينهم الأمير عادل ارسلان محمد عز الدين علي عبيد قاسم أبو خير وعلي الملحم… والمسافة الفاصلة بين الحيين لا تزيد عن ثلاثمائة متر.

 

 

 

لقد آوينا أنفسنا في الخيام القليلة التي كانت بحوزتنا ثم اضطر الكثيرون منا إلى استخدام قطع (اللبن) الذي صنعوه من التراب لبناء مساكنهم البدائية الصغيرة واستيراد خشب الحور والقصب بأسعار باهضة من عمان لسقفها

 

 

 

كان علينا أن نتآلف مع المناخ الصحراوي في حياتنا اليومية, وان تعيش متاعب البادية وشقاؤها, إلى جانب المتعة بصفائها وراحة الهدوء في آفاقها الواسعة واكثر ما كنا نعاني منه في الفصول الانتقالية (الربيع والخريف) رياح السموم الهوجاء التي تهب عادة من الشرق والجنوب الشرقي فتبدل من معالم الأرض وتغدو الرؤية خلالها مستحيلة, ثم تكاد عملية التنفس تتعطل لدى الإنسان والحيوان على حد سواء بفعل الأتربة والرمال المتطايرة في الفضاء والتي كانت تكتسح خيامنا وتسد منافذ بيوتنا في بعض الاحيان. استطاع بعضنا استخراج الماء بالحفر في الرمل على عمق بضعة أمتار لارواء الخيل والماشية, واحتطبنا من نباتات (الرّتم) لمواجه برد الليالي وكنا نقتات بورق (الطرقة) و(القطف) وثمر (الاصمع) وكل هذا عندما يضعف المدد ويتأخر التموين.

 

 

 

أما الأغنام التي كان أطفالنا بحاجة ماسة إلى لبنها فكانت لا تجد أمامها سوى الحمض والشيح وبعض الأعشاب الهزيلة في فصل الربيع, تشاركها في رعيه الخيول والإبل التي لم يبقى في حوزتنا سوى العدد القليل منها. وبعد أن مضى على إقامتنا حوالي الستة شهور في وادي السرحان عوملنا خلالها من قبل ممثلي السلطة السعودية وبعض عشائر المنطقة معاملة طيبة ولقينا من حفاوة استقبالهم وكرم أخلاقهم ما لا يمكن نسيانه مدى الأيام. قدم لنا الأمير سليمان الشنيفي مندوبا من العاهل السعودي فرحبنا واكمنا وفادته ثم فاجأنا بقوله: (امرنا جلالة الملك بجمع السلاح منكم يا سلطان والمهلة التي نعطيكم إياها لجمعه وتسليمه ثلاثة أيام) فأجبته قائلا:سلاحنا شرفنا أيها الأمير فهل من المعقول أن نسلم به ونحن نعيش مع عيالنا هذه الضروف القاسية والأحوال السيئة في هذه الأرض الموحشة المنقطعة). قال (أنني مأمور بهذه المهمة يا سلطان مهما كانت الظروف والأحوال) وعندئذ قلت له بحزم وتصميم:

 

(لا نسلم سلاحنا ما دام فينا عرق ينبض…لقد كنا نتوقع من جلالة الملك عبد العزيز ومن أعضاء حكومته ومستشاريه أن يمدونا بالمال والعتاد لنعود إلى بلادنا ونستأنف الجهاد ضد الفرنسيين. لا أن يأمروا بتجريدنا من السلاح ليميتوا في نفوسنا النخوة ويضعفوا روح الكفاح ويعرضوننا با لتالي لخطر الغزوات البدوية المألوفة في هذه الأرض القفراء)

 

 

 

وبعد أن تكونت لديه بعض القناعة بوجهة نظرنا رفع امرنا إلى رؤسائه فجاءت التعليمات أليه بالاتفاق معنا على ما يلي:

 

1. يحتفظ المجاهدون بسلاحهم ويحق نقله ضمن المنطقة دون معارضة

 

2. تتعهد قيادة الثورة بعدم القيام بأي نشاط يخل بالأمن أو يخالف الأنظمة والقوانين المعمول بها في المملكة

 

3. وفيما كنا نعمل على إقامة علاقات حسن جوار مع العشائر بالمنطقة حاول شبيب بن كعير شيخ عشيرة السرحان أن يستغل ضروفنا الراهنة فرفض تأدية الحق الذي كان لآل عطالله عليه قبل نشوب الثورة وكنا نحن كفلاء عقد راية الصلح الذي تم وقتذاك بين الفريقين بل حاول أن يتحدانا بقوله (إذا كنتم تعتقدون أنكم تستطيعون أن تتصرفوا هنا في وادي السرحان كما لو كنتم في الجبل فذلك خطأ فادح ووهم كبير يجب أن تتبينوه..) فاضطررنا بعد أن رفض نصح الناصحين إلى احتجاز فرسه ووضع القيد في رجليه إلى أن اعترف بالحق ودفعه إلى صاحبه وهو ثمن بعير (جمل).

 

 

 

لقد كنا نشعر باستمرار أن العراقيل توضع في طريق تمويننا والخطر يتهدد وجودنا في كل لحظة من قبل العشائر المجاورة فذات يوم أوقف علي عبيد في عمان بأمر من القائد البريطاني (غلوب باشا) وكان مكلفا بشراء لوازم الثوار وإعاشتهم. ولم يطلق سراحه إلا بعد بضعة أيام غير أن إخوانا لنا في الوطن والمهجر لم ينسوننا أثناء تلك الضائقة الشديدة التي مرت بنا بل كانوا يتحملون المشاق في جمع الإعانات لحسابنا وإيصالها إلى مضاربنا بالإضافة إلى مواجهتهم للمؤامرات التي كانت تستهدف التضييق علينا وتهيئة أسباب تسليمنا للفرنسيين ولكن مع اهتمامهم الشديد بنا وزيارة العديد منهم لنا. فقد كان شبح المجاعة يطل علينا بين حين واخر فنضطر إلى التهام ورق النبات ريثما تصل الإعاشة إلينا من عمان وبعض المدن الأخرى. وفيما كنا نواجه أمثال الأزمة الحادة وإذا بالسادة شكري القوتلي والحاج عثمان الشر بتلي والحاج أديب خير وعادل العظمة يصلون إلى منازلنا ويقدمون إلينا من الإعانات المجموعة باسم الثورة (صره) من الليرات الذهبية فلم يتمالك المير عادل ارسلان نفسه من شدة الانفعال فتناول قبضة منها ونثرها بحده أمامهم وخاطبهم قائلا: أن الذهب كله لا يتساوى مع رغيفا واحدا ينقذ حياة الذين يتضورون جوعا منذ أياما وخصوصا النسوة المرضعات والأطفال أرجعوه معكم لأننا لسنا بحاجة أليه في هذه الصحراء) وعلى الرغم من أن أولئك الأخوان لم يكونوا على علم بأننا وصلنا في تلك الدرجة من العوز والفقه فقد تأثروا غاية التأثر وطيبو خاطر الأمير وقرروا أن يبقى السيد القوتلي عندنا لنتباحث في إيجاد حل لمثل هذه الأزمة المعيشية التي كنا نعاني منها. في حين عاد العظمة والشر باتي وأديب خير من فورهم إلى عمان ليرجعوا في اليوم التالي ومعهم عدة سيارات مليئة بأكياس الطحين والمواد الغذائية الأخرى التي وزعت بالتساوي على اسر المجاهدين وذلك بالإضافة إلى مقادير العلف للماشية والدواب.

 

 

 

لقد كانت أخبار ما يجري في سوريا ترد إلينا تباعا في الصحف أو عن طريق من كان يزورنا ويتفقد أحوالنا من الأخوان فمن تلك الأخبار قيام الكتلة الوطنية على أنقاض حزب الشعب والاستقلال اللذين كانا اكثر أعضائها خارج الوطن يوم ذاك وقد انتمى إليها بعض المستقلين وموافقة المفوض السامي (بونسو) على انتخاب جمعية تاسيسية تضع دستورا للبلاد فتراجع بذلك عن شروط المفوضية السابقة التي كانت تقضي باستلام الثوار قبل البحث بهذه الأمور وقد فاز مرشحو الكتلة الوطنية بأكثرية مقاعد الجمعية في الانتخابات ثم حصلوا على أغلبية ساحقة عندما تشكلت لجنة وضع الدستور. ولكن ما أن انتهت هذه اللجنة من وضع مشروع الدستور وتقرر موعد عرضه على الهيئة العامة للجمعية في 7 آب 1928 حتى تدخل المفوض السامي وطلب حذف ست مواد منه والتي لها أهميتها البالغة في تأكيد وحدة البلاد واستقلالها. ولما رفضت الجمعية طلبه في الجلسة المنعقدة بتاريخ 10 آب 1928 اصدر قرارا بتأجيل جلساتها لمدة ثلاثة اشهر ثم انتهى به الأمر إلى تعطيلها إلى اجل غير مسمى. فذلك ما آثار اهتمامنا وجعلنا نوجه دعوة إلى المجاهدين المقيمين في مصر والأردن لحظور المؤتمر الوطني الذي قررنا عقده بوادي السرحان في 25 تشرين الأول عام 1928 حضره معنا عدد كبير من المجاهدين الذين قدموا من الأردن وفلسطين وخاطبهم في كلمة الافتتاح قائلا (وليعلم المستعمرون أن المناورات والمؤتمرات لا تنفهم ولن تجديهم شيئا أن الشعب مصمم على الصمود وألوية النصر معقودة له بأذن الله في النهاية. وكلما ازداد الفرنسيون ظلما وطغيا في البلاد ازددنا نحن تمسكا بحقوقنا المشروعة العمل والصبر على مكاره التشرد والحرمان).

 

ومن الحوادث المروعة التي عشناها بوادي السرحان وكان لها اثر بالغ في نفوس الثوار الحادثة التالية:

 

 

 

خرجت مبكرا من منزلي صبيحة أحد أيام الربيع قاصدا التنزه في مكان مجاور تكثر فيه شجيرات (الرنم) والأنصع وإذا بإعرابي يقطع البادية على ذلول فلما رآني توجه نحوي وحيياني وقال: أريد سلطان قلت له (ماذا تبغى من سلطان تكلم وأنا أوصل أخبارك أليه) قال أنا قاصد سلطان بالذات واحب أن أراه بعيني أكلمه بنفسي قلت له نكلم أنا سلطان… فنزل عن ذلوله وصافحني بحرارة وقال مضى يومان وأنا في طريقي إليك لاعلمك أن فرحان بن مشهور (من شيوخ عنزة الرولا) قد قرر غزوكم بستماية مردوفة (أي بألف ومائتي مقاتل يمتطون ستماية ناقة أو جمل) وقد أرسلني (بشير بن ضبيعان) الشراري نذيرا كيلا لا يأخذكم الغزاة على حين غرة ولتكونوا على أهبة الاستعداد لمقابلتهم خارج منازلكم…)هدأت من روعه وعدت به إلى البيت ليتناول معي طعام الفطور ثم قلت له: (سلم على بشير وقل له ابن مشهور لا يجرؤ على غزونا.. وإذا كابر وظل مصمما على ذلك فسوف لا ينال بغيته ولن يفرح بما سيأتي من اجله. وما أن غادر الإعرابي منزلنا حتى دعوت المجاهدين إلى اجتماع طارئ وكان عددهم يوم ذاك لا يتجاوز ثلاثمائة مسلح فأحطتهم علما بالأمر ورحنا نعد العدة لمقابلة فرحان بن مشهور.

 

لقد مرت بنا محن قاسية وخضنا معارك ضارية لم نشعر ونحن نواجهها بثقل أعبائها وجسامة مسؤولياتها كما بدا الأمر لنا ونحن نستجمع قوانا المادية والمعنوية لمواجهة تلك الغزوة الهمجية المفاجئة. اجل لقد هالنا الأمر وبتنا عاجزين تماما عن تعليل أسباب ذلك التدهور الأخلاقي المستمر في مجتمعنا العربي وكنا نتساءل: هل لفرحان بن مشهور وأشباهه علاقات مشبوهة مع دوائر الاستعمار الفرنسي العليا في الشرق فأغرتهم بنا ودفعتهم لغزونا. وبعد أن رفضنا عروضها بالاستسلام على أساس الاكتفاء باستقلال الجبل وتأكد لها إصرارنا على تحقيق مبادئ الثورة بكاملها, كنت أ ضن وأنا اقلب اوجه النظر في تلك المسائل مع بعض القادة ورفاق الجهاد أن حالة البؤس والعوز والفاقة التي أل أمر المجاهدين إليها في وادي السرحان بالإضافة إلى النقص الكبير في عدد الخيول الأصيلة ومخزون العتاد والذخيرة التي كنا نشكو منه وصعوبة تعويضه نظرا لضعف قدرتنا الشرائية بصورة عامة… أن كل ذلك سيكون له أثره الفعال في مجرى المعركة فأخذت تنتابي الهواجس وأنا أتخيل النهاية المفجعة التي سننتهي إليها نحن وسائر أطفالنا ونسائنا في تلك الصحراء النائية وإذا ما قدر لنا أن نعجز عن صد أولئك الغزاة الشرسين ومع ذلك فلم يتظاهر أحد منا بتلك المخاوف والظنون خلال الاجتماعات آلتي كنا نتدارس فيها مع بقية المجاهدين الخطط الدفاعية الكفيلة بدحر المعتدين. مكثنا بضعة أيام ونحن على تلك الحال من القلق الممض والتأهب المستمر وإذا بطلائع الغزاة قد بدأت تطل علينا من جهتي الجنوب والشرق مثيرة في سيرها الحثيث غبارا كثيفا حجب عن كمائننا الاستطلاعية الرؤية الواضحة. وما هي إلا دقائق معدودات حتى ضج المكان بأهازيج رجالنا الحربية ونخواتهم المثيرة التي كانت تسمع كقصف الرعد من بعيد وبصيحات نسائنا اللواتي خرجنا من المنازل وبعضهن يحمل السكاكين والخناجر بقصد اثارة الحماسة في نفوس المقاتلين حتى الأطفال الذين لم تتجاوز اعمارهم الرابعة عشر قد استنفروا وتهيأيو لقذف أنفسهم في أتون المعركة غير هيابين. أما أعيان المجاهدين وقادتهم فقد اخذ كل منهم يتوسط مجموعة مقاتلة لينقل إليها تعليماته الأخيرة المقررة التي يتوجب بعضها عدم التراجع قيد أنملة عن الموقع المخصص لكل منها ولو بقيت لوحدها في مواجه الغزاة ويقضي بعضها الآخر تنفيذ خطة هجومية صاعقة تقوم بها مجموعات ثلاث صغيرة من الخيالة لضرب ميمنة الغزاة وميسرتهم ومؤخرتهم في أن واحد عندما يحمي وطيس القتال كما سارع فريق مدرب من أبطال المجاهدين إلى مرا بض الرشاشات الثقيلة (الهوشكيس) التي أقيمت في مواقع مناسبة على أمل أن يكون دورهم رئيسيا حاسما في تقرير مصير المعركة وفيما كنا نتخذ تلك الإجراءات ونقوم بتلك الاستعدادات وسط ذلك الجو الصاخب من الأهازيج الحربية والنخوات الحماسية وإذا بنا نفاجأ قبل أن ينتصف النهار بانسحاب القوم من مواقع تجمعهم وتواريهم عن الأنظار في أعماق الصحراء… قيل لنا فيما بعد إن فرحان بن مشهور قد هاله ما كنا عليه من يقظة وحسن استعداد لمقابلته فتحول عنا خشية أن يصاب بهزيمة نكراء وقصد فريقا من قبيلة الشرارات يتزعمه (بخيت درويش) وتقع مضاربه على بعد عشرة أميال من منازلنا بالتقريب فنال منه واستولى على ابله وأغنامه.

 

وفي أعقاب تلك الحادثة أغارت عشيرة أخرى من الشرارات على مراعي ابلنا فاستساقت عددا منها قبل أن يتمكن الرعاة من إيصال الخبر إلينا فعقدنا اجتماعا مع بعض المجاهدين يقرر فيه إرسال حسين العطواني وكنج شلغين للاتصال بحاكم الجوف الأمير عبد الله الحواسي أحاطته علما بذلك ثم وجهنا وفدا آخر إلى مدينة الرياض برئاسة آخي علي وعضوية معذى الدهام ونزال أبو شهيل فقابلو ابن مساعد أمير نجد واستعادوا بواسطته الإبل المسلوبة من قبل الشرارات وقد اعتذر هؤلاء عن فعلتهم بقولهم: لقد توهمنا أن الإبل عائدة إلى أهل الجبل من البدو الذين لنا ثارات قديمة عندهم..أما بنو معروف فمعاذ الله أن نسطو على ابلهم.

 

غير أن ابن مساعد هذا لم يلبث أن أرسل قوة بقيادة سالم الشيخ لترحيلنا إلى داخل المملكة بحجة المحافظة علينا وتجنبنا خطر العشائر البدوية المعادية لنا فلم نوافق على ذلك وقلنا للأمير المذكور أننا نفضل الإقامة هنا في الحرّوالقرّ على سكن المدن والتمتع بالحياة الهادئة وسوف نتحمل أشقى أنواع شطف العيش والحرمان كيلا ننسى قضيتنا ونتراجع عن أهداف ثورتنا. ولما أصر الرجل على تنفيذ مهمته بعناد وتصميم طلبنا منه مهلة قصيرة ندرس خلالها أوضاعنا ورغبات رفاقنا فاستجاب لطلبنا بعد أن استشار رؤساءه وسارعنا بإرسال وفد مؤلف من محمد عز الدين وقاسم الحسنية وفواز حاطوم إلى الحجاز حيث حظوا بمقابلة العاهل السعودي الذي أحاطهم بعناية وتكريمه. أصغى باهتمام إلى جميع القضايا والأمور التي عرضوها على جلالته, ولكنهم لم يلمسوا منه تغيرا في سياسة حكومته المقررة. ولعل أسباب إصرار السلطات السعودية على ترحيلنا من مكان تجمعنا بالنبك وتوزيعنا في المناطق الداخلية للملكة هي الآتية:

 

1. الصلات الحسنة التي كانت قائمة بيننا وبين الأسرة الهاشمية منذ نشوب الثورة العربية الكبرى وكذلك علاقاتنا مع عشائر بني صخر وبوجه خاص مع شيوخ العشائر الأردنية كحديثة الخريشا ومثقال الفايز اللذين كانوا غير موالين للأسرة السعودية وسلطان العدوان وحمدي ابن جازه وآخرون وقد قدموا معونة تقدر بحمل اكثر من ثمانين جمل تموين.

 

2. ثورة الشيخ ابن رفاده في بلاد نجد وتخوف السعوديين من أن نلعب دورا مماثلا لحساب الهاشميين بوادي السرحان.

 

 

 

3. الاستجابة لضغط الدبلوماسية الفرنسية في الشرق التي كانت ترى إنها لا تقوى على قهر الحركة الوطنية المناوئة للانتداب الفرنسي داخل سورية ما دامت على اتصال مستمر بهيئة أركان القيادة العليا للثورة في وادي السرحان وبالشخصيات السياسية التي كانت تعمل بالأردن وفلسطين ومصر والمهجر لصالحها وصالح الثورة السورية الكبرى.

 

 

 

فوجب أذن العمل على إيجاد تقارب فرنسي سعودي على غرار التقارب الإنكليزي الهاشمي ليقوم بنوع من التوازن بين القوى المتصارعة في الشرق يكفل للملكة العربية السعودية الناشئة أسباب قوتها ومنعتها وبخاصة بعد أن ازدادت الروابط السياسية متانة بين الإنكليز والهاشميين بتتويج الملك فيصل ملكا على العراق. وبذلنا جهودا صادقة لإقناع الملك عبد العزيز والسلطات السعودية بان إقامتنا في وادي السرحان لا تتعدى اللجوء السياسي وان الواجب يدعونا إلى التزام الحياد التام بالنسبة للنزاع الهاشمي – السعودي وان مصلحتنا الشخصية تقتضي ذلك بالإضافة إلى مقتضيات المصلحة العامة وبان كل ثورة أو حركة عصيان على النظام القائم بالسعودية نستنكره ونعتبره خيانة وطنية تستوجب العقاب الصارم وبان صداقاتنا لحديثة الخريشي ولغيره من شيوخ العشائر الأردنية لا تعني تحالفا مقصودا به مناهضة الأسرة السعودية. ولما باءت جهودنا تلك بالفشل وظل الشك بأمرنا يساور المراجع العليا. قررنا إيفاد يوسف العيسمي إلى الحجاز لمقابلة جلالة الملك عبد العزيز وإعطائه الأدلة الثابتة على حيادنا واحترامنا لقوانين اللجوء السياسي وأدبه. فحاول الدخول إلى الحجاز عن طريق مصر ولكن السلطات السعودية رفضت السماح له بذلك بحجة انه من الأشخاص غير المرغوب فيهم فاخذ يتصل عندئذ بالزعماء المصريين شارحا لهم أحوالنا السيئة بوادي السرحان والأوضاع المؤسفة التي آل إليها امرنا مناك وكان الصحفيان تيسير ذبيان وعباس المصفي يرافقانه في تنقلاته بين القاهرة والإسكندرية فقابل بالقاهرة مصطفى النحاس باشا واحمد زكي باشا ومحمد علي الطاهر كما زار أمير الشعراء احمد شوقي ونقل أليه شكرنا على الأبيات الرائعة التي وصف الدروز فيها بقوله في قصيدته الشهيرة التي نضمها في أعقاب ضرب الفرنسيين لمدينة دمشق عام 1925:

 

 

 

 

 

هذه رسالة من سميح متعب الجباعي الي الاعلامية سمر وعر في شهر تموز من عام 2016

 

ملف الشهيد البطل فضل الله هنيدي

 

أنسة سمر وعر من رغبتي ان تكون هذه المقدمة مدخل للحديث عن مجاهدين الثورة السورية الكبرى بقيادة المجاهد البطل المرحوم سلطان الأطرش طبعأ بعد صياغتها في اللغة  والتعبير السليم والعنوان  الملفت الى الانتباه عذاراً على الكثير من الاخطاء النحوية والاملائية بعد 43 عام بعيد عن اللغة العربية الصحيحة مش طالع منا اكثر من هيك وشكراً

 

في نهاية شهر  أيلول من  عام 1974  كنت اتجول في أحدى حدائق النمسا الجميلة  وبلتحديد حديقة بسم أحدى أفراد الاسرة النمساوية  الحاكمة أنا ذاك

 

( 1713-1918Habsburgermonarchie)

 

جلس الي جانبي على المقعد رجل في الستين من عمره وشاهدني وانا اتصفح وبكل صعوبة كتاب تعليم اللغة اللمانية (كان لي هناك في النمسا مدة  5أشهر)وكنت انضر اليه بين فترة واخرى متمنياً أن  يتحدث إلى من اجل أن اعرف مقدرتي في اللغة اللمانية وبداء معي الحديث وسألني هل أعرف اسم هذه الحديقة فقلت له لا فقال  لي هذه الحديقة  بسم أحدى افراد اسرته الذي نفتهم الحكومة النمساوية عام 1918 الي سويسراوهو الأمير فيرديناد

 

.Ferdinand

 

(الامير فريدناد النمساوي كان  له مجالس أدبية وتاريحية  مع امير البيان شكيب ارسلان في سويسرا)

 

وبعدها تعرف على وعرف اني درزي من سوريا و من الجبل وبدء يحدثني عن الثورة السورية الكبرى ورجالها  في اسماهم وبدئة اكتب الاسماء  والواقع على غلاف كتاب تعليم اللغة الالمانية واحتفضت في هذه القصاصة من الورق حتى عام 1996 عندما دهبت في زيارتي بعد 25 عام الي سوريا وكان معي  كمرة تصوير  سجلت احاديث مع المرحوم الوالد اكثر من خمس ساعات كلها عن الثورة السورية الكبرى والاحداث الوطنية فيما يخص جبل العرب من عام 1850 حتى عام 1936 عودة سلطان باشا من  وادي السرحان وأكد لنا السيد الوالد المرحوم في مذكراته المكتوبة والمسموعة  دور كل الشخصيات  والمواقع الذي سالته عنها من خلال قصاصة الورق الذل لم ازل احتفض بها حتى  وانا سعيد ومحضوض عندم اكون في العالم الواسع يقابلني إسم علامة شكيب أرسلان يعلمنا  تاريخنا ويفصح لنا اسماء عمالقة الجهاد والشهادة  مثل المجاهد الشهيد فصل الله هنيدي عن طريق امير نمساوي  وعندما نكون في بلدنا نلتقي مع امثال المجاهد متعب الجباعي (ذاكرة الثورة يدلنا على رجلات واعمدة الثورة السورية الكبرى)

 

(الامير فريدناد النمساوي كان  له مجالس أدبية وتاريحية  مع امير البيان شكيب ارسلان في سويسرا)

 

**********************************************

 

ملف الشهيد البطل فضل الله هنيدي.

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

معركة المزرعة 31 تموزحتى 3أب عام 1925

 

من قرارات اجتماع قراصة

 

- تأمين الدعم المالي للثورة .

 

وبدأت المؤن والمواد  الغذائية تأتي إلى الثورة  من كافة

 

الشرفاء والوطنييين  فعلى سبيل المثال ‘شاهين المحيثاوي‘ حمد عامر.فضل الله هنيدي

 

علي نصر من قرية سميع وحده قدم 2000 مد من القمح مايعادل 40

 

طن إلى الثوار  وغيره من الذين تبرعوا بالمساعدات المادية .

 

وفي صباح 31 تموز عام 1925 تحركت قوى الجيش الفرنسي

 

نحو السويداء

 

**************************************.

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

معركة المزرعة 31 تموزحتى 3أب عام 1925

 

وبعد انتهاء المعركة والنصر الكبير الذي حققوه ثوار

 

الجبل قد باشروا بجمع واعتقال الأسرى الذي تجاوز

 

عددهم 350 أسيرأ فرنسياً وابرز الثوار الذي بدءوا

 

باعتقال الأسرى هم المجاهد البطل فضل الله هنيدي-

 

المجاهد البطل حمزة درويش – المجاهد البطل حامد

 

نصر – المجاهد البطل شاهين المحيثاوي – المجاهد

 

البطل مرهج الحلبي وغيرهم .وبعد ذلك قام الفرنسيين

 

بمبادلة الأسرى من الثوار الذين كانوا في معتقل تدمر

 

مع الأسرى الفرنسيين بحضور لجنة إنكليزية في يلدة

 

ازرع. وماتبقى من فلول الفرنسيين حؤصر في قلعة

 

السويداء وبقوا في مأمن

 

**********************************.

 

من مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

اختيار سلطان باشا الأطرش

 

قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى

 

في أواخر آب عام 1925 وصل إلي الجبل وجهاء دمشق وهم:

 

الدكتور عبد الرحمن الشهبندر – جميل مردم – فارس الخوري

 

عثمان الشرابي- سعيد العاص – محمد الأشمر – شكري القوتلي-

 

نزيه المؤيد العظم – نسيب البكري – عزالدين الجزائري

 

يحيى حياتي – عبد القادر سكر – قاسم الدرخباني ..وغيرهم .

 

وتم اجتماع في قرية ريمة اللحف بحضور سلطان الاطرش

 

وبعض وجهاء الجبل ونص الاجتماع على ما يلي.

 

-1- متابعة الثورة حتى تنال  البلاد استقلالها التام.

 

-2- تسمية سلطان  باشا الأطرش قائداً عاماً للثورة .

 

-3- توليه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر إدارة الشؤون

 

السياسية للثورة.

 

-4- تشكيل قيادة الثورة من السادة:

 

حمد عامر – فضل الله هنيدي

 

محمد عزالدين –عقلة القطامي

 

حسين مرشد – سليمان نصار

 

يوسف العيسمي - علي عبيد

 

علي الملحم - قاسم أبو الخير

 

-5 –الدعوى إلى حمل السلاح والانصمام إلى جيش

 

الثورة في بيان عام تذيعه قيادة الثورة.

 

وفي 19أيلول أرسل فوزي القاوقجي موفداً إلى الجبل

 

معلناً اعترافه بسلطان باشا قائداً عاماً للثورة .

 

حيث يربط ثورته في حماه مع الثورة الأم في الجبل.

 

وكافة مواطني وقادة سورية ولبنان أعلنوا الموافقة

 

على سلطان باشا الأطرش قائداً عاماً للثورة السورية

 

الكبرى .هكذا تسلم سلطان باشا الأطرش قيادة الثورة

 

**************************************

 

ومن الاحداث وماثر هذا البطل الشهيد الكريم المغوار  المؤكدة في مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

----1--- عام 1921م كان عضواً في أول مجلس نيابي درزي, حيث انتخب سليم الأطرش حاكماً, و نادوه أميراً

 

-----2----- في شهر حزيران سنة 1925 م تشكل وفد يمثل الوطنيين في الجبل للتوجه إلى دمشق, للقاء الشهبندر,

 

----3---- في اجتماع المجيمر الثاني الذي عقده الثوار بقيادة سلطان الأطرش في 15 آب سنة 1925م, انتدب فضل الله هنيدي عضواً في لجنة دراسة الشروط التي قدمها الكابتن رينو باسم الجنرال سراي ( وجزء من المفوضات حولى اسرى المزرعة كما جاء في مذكرات المجاهد متعب الجباعي

 

هذه الاحدات وهذه امواقف مؤكده في رسائل الامير عادل ارسلان تحت عنوان االحرب في اللجاة و القصص الكثيرة والثمينة المؤكدة  من اكثر من مصدر في شريط مسجل للمجاهد متعب الجباعي

 

 

 

أندريا و حرب اللجاه عام 1926م يقول علي عبيد :

 

( و قد اشتبكت هذه الحملة في اليوم الرابع من الشهر نفسه في معركة مع الثوار بالقرب من نجران, وفي الخامس منه دخلت بلدة عريقة, و في اليوم العاشر, دخلت للمرة الثانية بلدة شهبا...وتقدمت هذه الحملة في الأسبوع الأخير من الشهر ذاته إلى لاهثة و ذكير و خلخلة, ثم عادت إلى شهبا بعد أن تعرضت لمقاومة شديدة في تقدمها و رجوعها ).

 

قال أندريا : ( علينا ألا ننسى أن الفلاحين الجاهلين, يصعب عليهم الوقوف في وجهي الشيخين القادرين, اللذين يحركان ساعة يشاءان المقرن الشمالي , و هما: فضل الله باشا هنيدي من المجدل, و محمد عز الدين الحلبي من وادي اللوى ).

 

أشاع الفرنسيون خبر موته, قبل استشهاده, لأجل تثبيط معنويات ثوار اللجاه . وقد كانوا يلقون المناشير التي تحمل هذا النبأ بواسطة مواسير من الطائرات .

 

استشهد في 4 آب سنة 1926م في معركة قلاع الجف بين قريتي: السجن و نجران في اللجاه, إذ أصيب في رأسه برصاصة من رشاش طائرة, بينما كان يرصد المعركة بمنظاره .

 

قال أدهم الجندي: ( اشترك في معركة مع الفرنسيين أمام نجران, و قد تغلب عليهم, و بينما كان يراقب حركات الجيش, كانت الطائرات فوقه, فوجه منظاره إليها, فأصابته رصاصة من رشاش الطائرة خرقت دماغه و خرجت من عينه, و قام الدكتور خالد الخطيب بإسعافه و لكن القدر تغلب على كل شيء .

 

كان من أركان الثورة, و بطلاً مقداماً, صبوراً على المكاره, ذا بأس, ويعود إليه الفضل في الدفاع و المقاومة في الأيام الأولى التي جرت في : نجران, عاهرة " عريقة ", مجادل, أم الزيتون ).

 

وذكر حفيده فضل الله داود هنيدي : أن الثوار أخلوا جده, بعد إصابته, من قلاع الجف إلى قرية ريمة اللحف, ثم إلى قرية جديّة, ثم إلى قرية صميد. و كان الثوار الذين نقلوه قد أوكلوا أمر رعايته إلى المجاهدة بستان شلغين, و قفلوا للالتحاق بالمعركة. و حينما فاضت روحه هناك لم تجد بستان حولها سوى أخيها الصغير محمد شلغين, فانتخت فوق رأس الشهيد و نخت أخاها, و قاما بعملية دفنه في بلدتهما صميد .

 

قال سلطان الأطرش: ( فقدنا باستشهاده أعز صديق وأوفى رفيق على طريق النضال منذ أيام الثورة العربية الكبرى ).

 

و قد عده الدكتور الشهبندر, من فحول الثورة .

 

و قال السفرجلاني: ( هو من بني معروف الأشاوس ... كان باسلاً في وثباته, عظيماً في حملاته, كبيراً إذا انقض على أعدائه. جمع بين المزايا الحسان جميعاً ).

 

وقال فارس سلامة النجم الأطرش :

 

خلفة هزيمة يا ذرا كل خيفانْ

 

شفنا افعالك ماضيه بالمطاليبْ

 

****************************************************************************

 

 

 

1

 

هذه الفقرة من صفحة( شخصيات بني معروف) ومؤكدة في مذكرات المجاهد متعب الجباعي (المسموعة والمكتوبة)تحت عنوان (من أحداث عام 1917-1921 المواقف الوطنية والشجاعة التي تحلوابها أبناء الجبل أثناء الثورة العربية الكبرى )

 

في 30 أيلول سنة 1918م كان أحد فرسان الجبل الذين دخلوا دمشق بقيادة سلطان الأطرش, قبل وصول الجيش الفيصلي, و رفعوا العلم العربي فوق دار الحكومة.

 

و قد ذكر ذلك حنا أبي راشد بقوله: ( وبعد ذلك توجهوا جميعاً إلى دمشق, و عند وصولهم إلى قرب دير علي, الذي يبعد عن دمشق ثلاث ساعات, التقوا بطليعة الجيش التركي, بقيادة رضا باشا الركابي, و هناك جرت بينهما موقعة دموية, غنم فيها الجيش الذي يقوده سلطان باشا الأطرش 21 مدفعاً, مع ذخائر حربية كثيرة. و قتلوا عدداً كبيراً من الأتراك , و ساقوا الأسرى أمامهم ... وكان للدروز في هذه الموقعة يد بيضاء على الاستقلال المنشود, و عندها وصل فضل الله باشا هنيدي و رجاله, و نسيب بك نصار و رجاله, و متعب بك الأطرش ورجاله . و دخل الجميع آمنين إلى دمشق )

 

******************************

 

2

 

هذه الفقرة من صفحة( شخصيات بني معروف) ومؤكدة في مذكرات المجاهد متعب الجباعي (المسموعة والمكتوبة)تحت عنوان (من أحداث عام 1917-1921 المواقف الوطنية والشجاعة التي تحلوابها أبناء الجبل أثناء الثورة العربية الكبرى

 

بعد دخوله دمشق, منح فيصل بن الحسين كلاً من : سلطان الأطرش, حسين الأطرش, فضل الله هنيدي, لقب باشا .

 

منح لقب أمير لواء من قبل قائد الجيوش العربية الشمالية. هذا نصه

 

***********************.

 

3

 

 

 

هذه الفقرة من صفحة( شخصيات بني معروف) ومؤكدة في مذكرات المجاهد متعب الجباعي (المسموعة والمكتوبة)تحت عنوان (الثورة السورية الكبرىوالتي بدات في جبل العرب بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش1920-1927) ا

 

في 5 نيسان سنة 1925م زار الجنرال سراي جبل الدروز, و شهد مراسم الاحتفال بعيد الاستقلال في السويداء. وأرادت المعارضة أن تغتنم الفرصة, فشكلت وفداً برئاسة الأمير حمد الأطرش لمقابلته و المطالبة بتغيير كاربيه. فرفض سراي مقابلة الوفد في السويداء, ثم طلب بأن يكون لقاؤهم به في دمشق, و قد تم ذلك. و كان فضل الله هنيدي أحد أعضاء ذلك الوفد.

 

و قد كان اللقاء محتدماً إذ طالبوه بتنفيذ اتفاقية أبي فخر – دي كيه, التي منها أن يكون حاكم الجبل من الدروز, إذ أنكر و استكبر, و قال : إنها حبر على ورق و أنه لا يعترف بها . وأنذر أعضاء الوفد بمغادرة دمشق, و إلا فسيكون مصيرهم النفي .

 

في أوائل شهر أيار سنة 1925م اتصلت قيادة الثورة بالزعيم الشهبندر, سراً في منزل قاسم الهيماني بدمشق, و تم الاتفاق على التعاون معاً لإقامة الثورة ضد الفرنسيين

 

***************************************

 

4

 

مضمون هذه الفقرة  والتسلسل الزمني(ومؤكدة في مذكرات المجاهد متعب الجباعي المجتوبة والمسموعة)

 

كان ممن يعدون للثورة ضد الفرنسيين ويمهدون لها.

 

في شهر حزيران سنة 1925 م تشكل وفد يمثل الوطنيين في الجبل للتوجه إلى دمشق, للقاء الشهبندر, وكان هذا الوفد مؤلفاً من : نسيب ومتعب وصياح الأطرش, فضل الله هنيدي, نجم وسعيد وفواز عز الدين, أسعد مرشد, يوسف العيسمي. وقد عقد هؤلاء مع أخوانهم ممثلي القوى الوطنية في دمشق اجتماعين سريين في منزل الشهبندر, اتفقا فيهما على أن يقوم ممثلو دمشق بتجميع القوى الوطنية في دمشق وغيرها لمديد العون إلى الجبل ودعم الثورة فيه حين قيامها .

 

ثم بعث سلطان الأطرش بالمجاهد محمد كيوان, رسولاً إلى نسيب البكري والدكتور الشهبندر, حينما سمع أن هناك من يسعى إلى عقد اتفاق مع فرنسا. فاجتمع هؤلاء في دار آل البكري بحضور محمد كيوان, ثم عقدوا اجتماعاً آخر في دار عثمان الشرباتي. وقرروا إرسال وفد إلى جبل الدروز, لأجل الاتفاق مع سلطان الأطرش وزعماء الثورة على رسم الخطط المستقبلية وتنسيق العمل فيما بين الجبل ودمشق, للوقوف معاً في جبهة واحدة ضد المستعمر. وقد تألف الوفد الدمشقي من : أسعد البكري, توفيق الحلبي, زكي الدروبي, ووصل إلى منزل فضل الله هنيدي في قرية المجدل .

 

في 3 تموز عام 1925 م قامت مظاهرة في السويداء, تنادي بسقوط كاربيه, وطالب المتظاهرون المجلس النيابي بإقرار عزل كاربيه, وكان المجلس منعقداً في تلك الأثناء برئاسة فارس سعيد الأطرش. فجاءهم خبر بأن المجلس أقر عودة كاربيه بالأكثرية, وأن المعارضة فيه, وعلى رأسها فضل الله هنيدي, لم تتمكن من الحؤول دون اتخاذ هذا القرار .

 

وكان فضل الله هنيدي ممن يثق بهم سلطان الأطرش, من أعضاء المجلس النيابي, ويقدر فيهم إخلاصهم وحسهم الوطني الصادق

 

**********************************

 

 

 

********************************************************************

 

 

 

 

 

مقدمة كتاب مذكرات مجاهد

 

مرت المنطقة العربية بمراحل كثيرة ومتنوعة وخاصة منطقة بلاد الشام التي توالت عليها بعض انواع الا ستعمار منذ عام 1516 بداية الاستعمار العثماني مروراً بالاستعمار الفرنسي والإنكليزي إلي وقتنا هذه وجود الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وانا لست بكاتب اوموُرخ لاًسرد هذه الاًحداث التي توالت لاًن كُتب الكثير عن تاريخ هذه المنطقة وكل ماهنالك اًريد تبيان بعض الاً حداث التي ربما كانت غامضة أوشبه منسية لاًن الاًغلب اهتم بالشمولية وكل إنسان يذكر الموقف الذي سمع عنه بالاًحاديث والروايات المتكررة وربما بعضها شاهدها وحضرها علي الواقع وإنشاء الله أن نبين الروًية الصحيحة من خلال بعض المذكرات التي مرت وسمعنا بها في التسعين عاماً تقريباً والتي عاصرنا فيها القديم والحديث