معركة عرى اليرموك وثيقة رقم (081025-2)جهز الجنرال غاملان قوة كبيرة بعد انسحابه من السويداء مع حملته الكبرى ووجهها نحو خربا في اول الشهر الحالي (تشرين الاول سنة 1925)فبلغتها من دون قتال . وخربا هذه قرية واقعة جنوبي الجبل اكثر سكانها من المسيحين انضموا الى الثوار مع شيخهم عقلة بك

القطامي وهم يحاربون مع الدروز جنباً الى جنب ثم تابعت القوة الافرنسيةسيرها نحوى عرى قرية الامراء من آل شبلي الاطرش ومابلغت خراجها حتى هاجمها الدروز وجرت بينهم معركة حامية لم نقف على نتائجها بعد ولعل الدروز ارادو باخلاء خربا استدراج القوة حتى تصل الي عرى وهناك يحملون عليها كعادتهم ويقطعون عليه خط الرجعة

الشهيد المجاهد نسيب بك الاأطرش: شهيد معركة عرى المجيمر في 3 تشرين أول عام 1925 وكتب الاستاذ حسن يحى الأطرش استشهد في معركة عرى والمجيمر وحتى تاريخنا هذا يوجد المكان الذي قتل فيه ونسميه مقتل أو ملكاد نسيب الرحمة لهذه اﻷبطال اﻷشاوس..

 سُلْطانُ يا أمَّةً عَرْباءَ شامخةً** لم تَحْنِ رأساً طوالَ الدَّهرِ والحِقَبِ
يا ذارِعاً قمَّةَ الأمجادِ أمْجَدَها*** ومُنْهِضاً كَبْوةَ التَّاريخِ بالعَرَبِ

 

https://aljibaie.jimdo.com/مذكرات-المجاهد-الشيخ-متعب-الجباعي/

شهيد معركة عقربا زكي بك الحلبي 23تموز عام 1926

وقائق- الجزء الثالث ذاكرة الثوة- - aljibaies Webseite! (jimdofree.com)

شارك في الثورة العربية الكبرى -اشترك في معركة ميسلون المجيدة

شهداء الثورة السورية القائمقام زكي بك الحلبي وثيقة رقم (030327-1)

في وعرة زاكية ، وبين صخورها الصلدة تمكنت قوةضئيلة لايتجاوز عددها الثلاثين من المجاهدين بقيادة خيرة من انجب الوطن العربي من الابطال من التغلب على العدو

الغاشم وكان ذلك بعد أن انسحبت هذه القوة من الغوطة وبعد وقعة ترما المشهورة تلكالمشهورة تلك الوقعة التاريخية التي سجلت لابطال سوريا مفخرة على مفاخرهم الماضية ومنحتهم شرفلاقوه على كرور العصور والدهور .هناك استشهد المرحوم زكي بك الحلبي أحد أبطال الامة العربية اللذين عرفوا بدهائهم الاداري وتعقلهم ......

نم واسترح يازكي بك في مرقدك ، نومة الشهداء الاحياء عند ربهم فأنت حى في قلوبنا وفي تاريخ سوريا الشهيدة الناهضة وهاأناذا اودعك باسم البطولة العسكرية واقسم لك اني لااترك جهادي انا واخواني المجاهدين من الضباط مالم نصل الى بغيتك وهدفك وهو تحرير بلادك واستقلالها

(.......)......سعيد العاص

زكي الحلبي من شهداء الثورة السورية الكبرى

زكي الحلبي (1897-1926)، ضابط سوري من دمشق، خدم في الحرب العالمية الأولى ضابطاً في الجيش العثماني وشارك في معركة ميسلون ضابطاً في الجيش الفيصلي. تسلّم قيادة درك حوران في مطلع عهد الانتداب الفرنسي قبل انضمامه إلى الثورة السورية الكبرى، حيث استشهد سنة 1926.

البداية

ولد زكي الحلبي بدمشق وهو سليل عائلة دمشقية معروفة. دَرس العلوم العسكرية في إسطنبول ثم التحق بالجيش العثماني وخدم في جبهة البلقان خلال الحرب العالمية الأولى قبل تعيينه قائداً للحملة العثمانية في اليمن. وبعد إنتهاء الحرب وهزيمة الجيش العثماني عاد إلى دمشق وتطوع في الجيش السوري، مبايعاً الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية.

معركة ميسلون

وفي 24 تموز 1920 توجه الحلبي إلى معركة ميسلون مع وزير الحربية يوسف العظمة لمحاربة الجيش الفرنسي الزاحف نحو العاصمة السورية، بهدف احتلالها وفرض الانتداب الفرنسي على سورية.

في زمن الانتداب

سُرّح زكي الحلبي من الخدمة العسكرية بعد معركة ميسلون، عندما قام المندوب السامي هنري غورو بحل الجيش السوري المُدمّر، وتم نقله إلى سلك الدرك. عينه الجنرال غورو قائداً لدرك حوران ولكنه فُصل من الخدمة مجدداً في 21 آب 1920، بعد مقتل رئيس الحكومة علاء الدين دروبي في قرية خربة غزالة على يد ثوار سهل حوران.

الثورة السورية الكبرى

نقم زكي الحلبي على الفرنسيين لتحميله مسؤولية مقتل الدروبي والتحق بالثورة السورية الكبرى عند إعلانها في صيف العام 1925، واضعاً نفسه تحت تصرف قائدها العام سلطان باشا الأطرش. وفي شباط 1926 عينه الأطرش رئيس التنظيمات العسكرية في غوطة دمشق، حيث استشهد في قرية وعرة زاكية يوم 26 تشرين الأول 1926.(1)

 

كتب المؤرح ابراهيم جودية مداخلة كما

اسعد الله صباحك خيرا وأشراقا ....ايها الصديق والباحث.عن الكنوز الثمينة ....الضابط زكي الحلبي ...هو الذي....الق ..خطبة في اجتماع شهبا ....بعد معركة المزرعة ....؟؟؟؟لقد خطوتم ايها الدروز اهم خطوة بتاريخ العرب ...وسحقتم..اكبر الحملات الفرنسبة ....الخ.....وهذا الخطاب الهام...مثبت في كتاب ...الكبتن بورون.......


الدروز: قال عنهم الكابتن الفرنسي بورونإن للدروز عادة شريفه وهي احترام النساء وعدم التعدي على الأعراض, وقد حافظوا على هذا ا المبدأ أجيالا طويلةكما واشتهروا بانتصاراتهم على من يفوقونهم عددا, ومما يذكر لهم أنهم في حروبهم لا يتعرضون أصلا لما يمس الآداب, وما سمع أنهم سطو على العرض, ولا قتلوا النساء ولا الأطفال, وربما احتمى نساء أعدائهم ببيوتهم بعد قتلبعولتهن.
وعن الحرب الأهلية سنة 1860 قال : دانيال بلس رئيس ألجامعه الأمريكية في بيروت: إن المرأة من خصوم الدروز كانت تمر في معسكراتهم آمنه لا يرفع إليها طرف, ولا يقع في أذنها كلام, وهذا ما لا تستطيع أن تدعيه أمم غربيه تتبجح بمدينتها, ثم تتنكر في الحروب لحضارتها, إن الشهامة في ذروتها عند بني معروف

 

 

الشّهيد مسعود الجباعي حامل بيرق المجيمر  وثيقة رقم (مم1996)

ضرب الشيخ "حسين الجباعي"من قرية المجيمر كفاً بكف حيث رأى البيرق يسقط عن سطح المضافة، لحظة دخول المجاهد "مسعود الجباعي" من باب الدار ورأى في الموقف فأل سوء وهذا ملخص حكايا تناقلها الآباء عن آبائهم لتصل الى أحفادهم والأجيال القادمة."أحضر الشيخ "حسين الجباعي" البيرق قبيل معركة المزرعة وغرزه فوق سطح الدار ،وبدأ الرجال يتجمعون للانطلاق الى المعركة في اليوم الثاني ،فنخى حمال البيرق "أبو فارس حسين "رجال القرية قبل توجههم إلى المزرعة وكان مضى على معركة الكفر التي وقعت في 20/تموز أياماً قلائل :كونوا شجعانا ً! ثم قال بالعامية:بعد هالندوية !!والغريب أن المجاهد مسعود الجباعي الذي سقط البيرق لحظة دخوله كان أول شهداء المزرعة رحمه الله وجميع الشهداء...

يقول الشاعر القروي "رشيد سليم الخوري"عن هزيمة الفرنسيين في معركة المزرعة:

بلادي إن فخرت فإن فخري

بأسدٍ عن ذراك يدافعونا

فكم أنجبت من بطلٍ هصورٍ

بساح الحرب لايخشى المنونا

سل الإفرنس عما كابدوه

هنالك من سيوف الثائرينا

غداة أغار سلطانٌ بقومٍ

يخوضون الوغى متبسمينا

وقد أمسى بهم ميشو خبيراً

فسلهُ لهو يخبرك اليقينا

بنو معروف قبل الكل ضحوا

بأنفسهم فكانوا السابقينا

للمزيد من التفاصيل :راجع ذاكرة الثورة المجاهد متعب الجباعي 1920-1939م، لمؤلفه الباحث م. سميح متعب الجباع


       "....كما وجاء من المصادر المتعدّدة والموثوقة برقم (121125-1) أنّهُ كان للمرحوم سليمان العقباني شهرة بضرب السّيف تعيد إلى الخاطر ذكريات الجاهليّة وأيّام العرب ففي وقعة المزرعة التي تشتّت فيها الجيش الفرنسي في  الثاني من أغسطس سنة 1925 كان المرحوم يشهر سيفه ويتقدّم من بين الدّروز إلى صفوف الفرنسيّين فيضرب ذات اليمين وذات اليسار ثمّ يعود فيقول – اشهدوا – اشهدوا – اشهدوا ---اقرؤوا – اقرؤوا – اقرؤوا فلا يلبث
أن يكرّ على الغاصبين فيُبلي فيهم بلاء خالد بن الوليد في علوج الرّوم وتكرّرت الرّوايات بأنّه ضرب أحد الفرنسيين بسيفه فحزّه من منكبه الأيمن إلى خاصرته اليسرى ، وما زال على هذه الحال يكرّ ويفرّ إلى أن لاقى حتفه رحمه الله .

وغيرهم من الأبطال والثّوّار الميامين. واستشهد العديد من المجاهدين الأبطال. ومنهم حامل بيرق الشّبكي الشّهيد هايل رشراش سعيد[1] وأوّل شهداء المزرعة الشّهيد مسعود الجباعي[2] حامل بيرق المجيمر والشّهيد محمود الجباعي حامل

[1]   قال الجنرال الفرنسيّ " ميشو" قائد الجيش الفرنسيّ في معركة المزرعة، أثناء محاكمته عسكريّاً عن انكساره في المعركة ، بأنّه لم يدرْ بخلده ، أن يتمكّن مقاتلون عزّل من السّلاح، من الانتصار على جيش لجب، مدرّب، ولم يشاهد محارباً بمثل هذه الشّجاعة، ...... فإنّ الدّبّابة كانت تسير على جثّة المقاتل، فلا يتزحزح أو يتراجع  لذا خسرنا معركة المزرعة .... أمام هؤلاء الشّجعان كان أحد القادة الفرنسيّين في معركة المزرعة ، قد أدرك أنّ جمرة المعركة تستعرُ من الذي يحمل البيرق ، ومن الذين يحيطون به .... فيصوّب قذائف مدفعه الرّشّاش إلى " حامل البيرق....!!!

[1]     قصّة بيرق وشهيد: ضرب الشّيخ "حسين الجباعي" من قرية "المجيمر" كفّاً بكفٍّ حيث رأى البيرق يسقط عن سطح المضافة، لحظة دخول المجاهد "مسعود الجباعي" من باب الدّار، ورأى في الموقف فأل سوء، وهذا ملخّص حكاية تناقلها الآباء عن آبائهم لتصل إلى أحفادهم والأجيال القادمة.

" أحضر الشّيخ "حسين الجباعي " البيرق قبيل معركة المزرعة وغرزه فوق سطح الدار، وبدأ الرّجال يتجمّعون للانطلاق إلى المعركة في اليوم الثّاني، فنخّى حمّال البيرق "أبو فارس حسين" رجال القرية قبل توجّههم إلى "المزرعة" وكان مضى على معركة "الكفر" التي وقعت في 20 تمّوز أيّاماً، قلائل : "كونوا شجعاناً"! ثم قال بالعامّية: "بعد هالندويّة!!" والغريب أنّ المجاهد مسعود الجباعي الذي سقط البيرق لحظة دخوله كان أوّل شهداء المزرعة رحمه الله وجميع الشهداء.

وقال الشّاعر حمد الجباعي شاعر الحياة والعنفوان بعض الأبيات، منها:

سُلْطانُ  يا أمَّةً    عَرْباءَ   شامخةً        لم تَحْنِ رأساً طوالَ الدَّهرِ والحِقَبِ!
يا ذارِعاً   قمَّةَ  الأمجادِ   أمْجَدَها       ومُنْهِضاً   كَبْوةَ التَّاريخِ   بالعَرَبِ
ومُدْلِجاً ليلَ   هذا القَرْنِ   عتْمَتَهُ       ووَيْلَهُ صارخَ الأهدافِ والسَّببِ!
والنَّاسُ مِنْ هَوْلِهِ بالنَّومِ  قدْ غَرِقوا       كأَنَّما  العرْشُ بَعْضُ البَعضِ منْ قَتَبِ[3]
أسْيافُكَ النُّورُ في أحشائهِ   لمَعَتْ
             بِيضاً منَ البأْسِ والإيمانِ والشُّهُبِ

في الكَفْرِ أفْنى بنو معروفَ عسْكَرَها          والوِلْدُ تَـــلْهو بـهِ بعضًا منَ اللُّــعَــــبِ

ومصطفى ابنُ ذوقانَ التي غَمَرتْ             نفوسَهم عيــنُـهُ بـــــــالموتِ والــــرُّعـــــبِ

نـــالَ الشَّهادةَ إذْ كانـــتْ لـــهُ قـدَراً        كـــآلِــهِ الصِّيدِ نعـمَ الآلِ مِنْ نُجُبِ [4]

يقول الشّاعر القروي (رشيد سليم الخوري )

عن هزيمة الفرنسيّين في المزرعة:

بلادي  إنْ فخرتُ فإنّ  فخري        بأُسْدٍ   عن    ذراك    يدافعونا.

فكم   أنجبتِ  من بطلٍ هَصُورٍ         بساح   الحرب لا يخشى المَنُونا

سلِ   الإفرنسَ  عمّا   كابدوه          هنالك   من  سيوف   الثائرينا

غداةَ   أغار   سلطانٌ   بقومٍ          يخوضونَ   الوغى     متبسّمينا

وقد أمسى  بهم  ميشو خبيراً           فَسَلْهُ    لًـهْوَ   يُخبركَ    اليقينا

بَنُو معروفَ قبل الكلّ ضحّوا          بأنفسهم     فكانوا   السّابقينا

صالح عمار في قصيدة يا الله يا ربّ القدار : قصيدة فنٍّ:

يا الله يا رب القدار       يا خالقٍ موج البحار

تخمد نار الأعادي        يا ربي    تعزّ   الثّوّار

يا ربي تعز الدروز         ع فرنسا خذون الفوز

مدافع و متورة لوز        و أحرقنا الدّبّابة بنّار

لشاعر حمد الجباعي :رثاء القائد العام للثورة السورية: ألْقِيَت هذه القصيدة

يوم تأبين الراحل القائد الأطرش في قرية.القريّا في السويداء وسط التفاف جماهيري وحشود كبيرة أتت تلقي الكبير سلطان باشا نظرة الوداع الأخيرة على جثمان القائد الكبير وكان ذلك صبيحة يوم الجمعة بتاريخ 26\3\1982هذا اليوم الذي شهد وداع قامة عالية من قامات الوطن العربي وسوريا والجبل الأشم..

سُلْطانُ يا أمَّةً عَرْباءَ شامخةً

لم تَحْنِ رأساً طوالَ الدَّهرِ والحِقَبِ!

يا ذارِعاً قمَّةَ الأمجادِ أمْجَدَها

ومُنْهِضاً كَبْوةَ التَّاريخِ بالعَرَبِ

ومُدْلِجاً ليلَ هذا القَرْنِ عتْمَتَهُ

ووَيْلَهُ.. صارخَ الأهدافِ والسَّببِ!

والنَّاسُ مِنْ هَوْلِهِ بالنَّومِ قدْ غَرِقوا

كأَنَّما العرْشُ بَعْضُ البَعضِ منْ قَتَبِ(1)

أسْيافُكَ النُّورُ في أحشائهِ لمَعَتْ

بِيضاً منَ البأْسِ والإيمانِ والشُّهُبِ

في جبْهَةِ التُّرْكِ والأتراكِ ما بَرِحَتْ

آثارُها تُرْهِبُ الأعداءَ بالنَّدَبِ!!

أيَّامَ كانَ الحِمى أوَّاهِ.. مُنْتَهَكٌ

ولا يُقالُ سوى المهزولِ منْ رَهَبِ! (2)

أمَّا فرنسا فقَدْ ولَّتْ مُعَفَّرَةً

وكم توالَتْ بجَيْشٍ رافِدٍ لَجَبِ (3)

في "الكَفْرِ" أفْنى "بنو معروفَ" عسْكَرَها

والوِلْدُ تَلْهو بهِ بعضاً منَ اللُّعَبِ!

و"مصطفى"إبنُ "ذوقانَ" التي غَمَرَتْ

نفوسَهم عينُهُ بالموتِ والرُّعبِ!

نالَ الشَّهادةَ إذْ كانتْ لهُ قدَرَاً

كآلِهِ الصِّيدِ.. نعمَ الآلِ مِنْ نُجُبِ!(4)

أبو طلالٍ تمنَّاها وبارَكَهُ

أخاً أبيَّاً لقاءَ الحَتْفِ لمْ يَهَبِ

أضْنى السّنينَ حروباً تخْشى سَطْوَتَهُ

يُطَهِّرُ الأرضَ مِن عادٍ ومُغْتَصِبِ!

في البِيدِ دمعٌ وفي "السَّرْحانِ" حَشْرَجةٌ (5)

على هُمامٍ بوادٍ قاحِلٍ خَرِبِ!

كم مرَّةً حلَّهُ والقوتُ أيسَرُهُ

مرارُ نَبْتٍ وحيدٍ يومَ ذي سَغَبِ! (6)

فِراشُهُ الأرضُ.. أحجارٌ وسائِدُهُ

وفي السَّماءِ لحافٌ شَيِّقُ الجُنُبِ!

ما هانَ يَوماً ولمْ تَفْترْ عزيمَتُهُ

وما ثَنَتْهُ صنُوفُ المالِ والرّتَبِ!

في الشّرقِ يوماً.. ويَوماً في مغارِبِها

حتَّى اِسْتَقَلَّتْ ربُوعُ الشَّامِ بالغلبِ (7)

فأَجَّجَتْ في نفوسِ العُرْبِ ثورَتُهُ

على المُغيرينَ أمواجاً منَ الّلهَبِ!

وكانَ قلباً لكلِّ القومِ أخلَصَهم

للشَّعبِ والأرضِ.. نعمَ القلبُ مِنْ رَجَبِ!

دماؤُهُ في حِماهُم ألفُ باعِثَةٍ

فيهِ الحياةَ شراييناً منَ الحسَبِ (9)

ومِنْ إباءٍ إذا ما الشَّرُّ نازَلَهُ

أبْصَرْتَهُ الفيصلَ المعروفَ بالرَّسَبِ! (10)

علا جواداً تهزُّ الطّودَ صَهْلَتُهُ

سَلْ بَدْرَ عنهُ.. ومن أسْماهُ بالظَّرِبِ! (11)

وخَلفهُ آلُ معروفٍ غطارفةٌ (12)

بيارقٌ تزحمُ الآفاقَ بالثَّغَبِ (13)

فمَن سِواهم لرفْعِ الضَّيمِ يا وطني؟

في الحَرْبِ والسِّلمِ والإرْضاءِ والغَضَبِ؟!

شُمُّ الجباهِ أعزُّوا الدَّهرَ أُمَّتَهم

وَجَنَّبوها مهاوي الموتِ والعَطَبِ

يقودُهُم لحِياضِ المجدِ خالِدُهُم

للهِ سيفاً على الطُّغيانِ والنَّصَبِ! (14)

ويحَ المنايا أتُودي بالّذي مَكَثَتْ

قرناً منَ الدَّهرِ تغزوهُ بلا تَعَبِ؟!

مآثِرُ الدِّينِ والدُّنيا بهِ اِجتَمَعَتْ

والآنَ يمضي كما نمضي... فَوَاعَجَبي!

غربَ السُّويداءِ تبكي السَّيفَ "مَزرعةٌ"

بهِ ستبقى مشعَّ النُّورِ عن كثَبِ

وتَنْدُبَنْهُ مناجاةً "مُسَيْفِرةٌ"

والثَّائرونَ كرامُ الأصلِ والنَّسَبِ! (15)

وكلُّ شبرٍ منَ الأوطانِ حرَّرَهُ

وما تبقَّى أسيرَ الغصْبِ والسَّلَبِ (16)

أبا طلالٍ.. وهَولُ الرُّزْءِ يلجِمُنا

ويتركُ النّاسَ نَهْبَ الشَّكِّ والرِّيَبِ

ليسَ الّلغاتُ بهِ عجزاً بمُفصحَةٍ

مهما أبانَتْ فنونُ القولِ والخطَبِ

لكنَّ حُرَّاً أمامَ النَّعشِ تُبْصِرُهُ

يَغورُ جَمْراً بدَمعٍ دونَما صخَبِ

تكادُ أن تُنطِقَ الخرسانَ لوعتَهُ

أقوى منَ النّطقِ والإفصاحِ والكُتُبِ!

محمَّدٌ ذلكَ المفجوعُ تَحسَبُهُ

كأنَّهُ المَيْتُ مِن همٍّ ومِنْ كرَبِ!

زَيدٌ يواري بمُرِّ الصَّبرِ أدمُعَهُ

وفي المُحيَّا ظلالُ الأخِّ لم تَغِبِ!

كأَنَّهُ القمَّةُ الشَّمَّاءُ واجِمةً

عمادُ بيتٍ ولا بيتٌ بلا طُنُبِ! (17)

تركْتَ إرْثاً سيُغني الدَّهرَ أمَّتَنا

فَاِمضِ قريراً.. ويا دُنيا العُلا اِنْتَحِبي!

"منصورُ" يابنَ "سُلطانَ" الّذي خلَدتْ

حياتُهُ تَقهَرُ الأخطارَ بالدَّأَبِ (18)

إنْ دارتِ الأرضُ خِلنا الشَّمسَ غائبةً

نَغيبُ نَحْنُ.. وتِلكَ الشَّمسُ لم تَغِبِ!

.... لَكَّــــد عَليــــــــــــــهُم   مَحمود    بو يحيى شــــديدِ  الْبــــــــــــــــــأس

عبـــــــد الحَليمِ   الجــــــــــردي  عَنتَر عَبسِ اسْمُــــــــــــه  عِندي

يِســلم بــــــو ياغي فَنــــــــدي  بشِــــبريتُه خَضِّ  الحَــــــــــــــواس

بيت الجباعي بيومِ الضّيق        فَرَّقـــوا العَـــــــسكَــــر   تَفــــــريق

صاويبـــــــهم ما ظن  يفيق  يموت ولا تِطلَعـلُه أنفــــــــاس

مِن  بوسان لــــفّوا الشعار  الحــــــرايب   لــــهـــــــــــم   كـار

عيال ســــــالي وابن   نصار       حضروا ما عليهم من باس

 



[1]   قال الجنرال الفرنسيّ " ميشو" قائد الجيش الفرنسيّ في معركة المزرعة، أثناء محاكمته عسكريّاً عن انكساره في المعركة ، بأنّه لم يدرْ بخلده ، أن يتمكّن مقاتلون عزّل من السّلاح، من الانتصار على جيش لجب، مدرّب، ولم يشاهد محارباً بمثل هذه الشّجاعة، ...... فإنّ الدّبّابة كانت تسير على جثّة المقاتل، فلا يتزحزح أو يتراجع  لذا خسرنا معركة المزرعة .... أمام هؤلاء الشّجعان كان أحد القادة الفرنسيّين في معركة المزرعة ، قد أدرك أنّ جمرة المعركة تستعرُ من الذي يحمل البيرق ، ومن الذين يحيطون به .... فيصوّب قذائف مدفعه الرّشّاش إلى " حامل البيرق....!!!

[2]     قصّة بيرق وشهيد: ضرب الشّيخ "حسين الجباعي" من قرية "المجيمر" كفّاً بكفٍّ حيث رأى البيرق يسقط عن سطح المضافة، لحظة دخول المجاهد "مسعود الجباعي" من باب الدّار، ورأى في الموقف فأل سوء، وهذا ملخّص حكاية تناقلها الآباء عن آبائهم لتصل إلى أحفادهم والأجيال القادمة.

" أحضر الشّيخ "حسين الجباعي " البيرق قبيل معركة المزرعة وغرزه فوق سطح الدار، وبدأ الرّجال يتجمّعون للانطلاق إلى المعركة في اليوم الثّاني، فنخّى حمّال البيرق "أبو فارس حسين" رجال القرية قبل توجّههم إلى "المزرعة" وكان مضى على معركة "الكفر" التي وقعت في 20 تمّوز أيّاماً، قلائل : "كونوا شجعاناً"! ثم قال بالعامّية: "بعد هالندويّة!!" والغريب أنّ المجاهد مسعود الجباعي الذي سقط البيرق لحظة دخوله كان أوّل شهداء المزرعة رحمه الله وجميع الشهداء.

 

[3] القَتَب: الأكاف الصّغير على قدر سنام البعير

[4]  نُجُب: جمع نجيب وهو الكريم الحسيب.